الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفط! لا فليسات! لا وجعة هلي ولا شربت! لا نفط! كالوا قواعدكم بموتى نترست!

نوري المرادي

2003 / 10 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


    (( ومع ذلك لم تعو الدرس بعد! ))

 

خلافا للمتوقع، قرر بوش تعيين السيدة كوندوليزا رايس محل وزير دفاعه رامسفيلد كمسؤول عن القضية العراقية. والمتوقع كان أن يعزل بول بن بريمر عن منصبه أو يوكل إليه منصب رمزي ليقود الأمر معه شخص من نوع (( TIRIBLE SHOOTER )) (حلال مشاكل) كما سمى الإعلام الأمريكي السيد هولبروك يوم أوكلت إليه قضية البوسنة، ناهيك عن تردد اسم تشيني لهذا المنصب سابقا.

وقرار الإبدال هذا، لا مناص فرضه ضغط الأحداث الجارية على أرض الواقع. فلا أموال سالت إلى بوش من نفط العراق، ولن. ولا مزارع نخيل، ولا أرض ولا معادن وخامات،، اللهم إلا سيل من النعوش قد غصت بها عنابر القواعد الأمريكية في ألمانيا والمجر وأمريكا. المهم إن القرار فرضه الواقع العملياتي على الأرض، لكن آليته، أو شكل تنفيذه، له احتمالان:

-       حفظ لماء وجه رامسفيلد – الأب الروحي لبوش

-       التضحية به إنقاذا لرؤوس غيره

وفي بلاد، جعلت الصناعة الدعائية مواطنيها ينظرون لأنفسهم كشعب مختار أقل فرد فيه هو سوبرمان وماكجايفر وترنتيه، وفي بلاد أصلت الدعاية فيها أن  ترى بقتيلها تراجيديا وطنية (طبعا، ما لم يكن قد قتل بأيد أمريكية وبشجار بين عصابات مخدرات أو دعارة) وترى بما تقتل من الشعوب عملا روتينيا كمضغ العلكة، وفي بلاد حصنت مجرميها ضد المحاكم الدولية، في هكذا بلاد، ستكون خسائر أقل بكثير من معدل الخسائر الجارية للقوات الأمريكية على أرض الواقع في العراق وأفغانستان، ستكون كارثة قومية كفيلة بأن تسقط أكبر الرؤوس، انتخابيا واجتماعيا أيضا. فكيف والانتخابات الرئاسية على الأبواب، وكيف وجبروت أمريكا كله يتهاوى تحت أقدام فتيان بعمر الأزهار لا يحملون على أكفهم غير أرواحهم وتقديسهم لأرضهم وحسب؟!

من هنا، فاحتمال أن يكون إبدال رامسفيلد تضحية به أرجح من احتمال حفظ ماء وجهه. بدليل أن رامسفليد، وكإشارة منه على عدم رضاه بقرار التبديل، مازال حتى اللحظة يطلق بخصوص العراق التصريحات، والتي أشهرها ذلك التصريح الذي نسف به قرار مسبق لمجلس الإمعات حول القوات التركية.

المهم أن بوش أبعد رامس عن المسؤولية تضحية به. أما أن يكون إبعاده لينا أو لطيفا أو صوريا هكذا، فهذا ما نراه نحن وليس بوش.

فبوش أمريكي مواطنة وطبعا وصناعة. وما يعرف عنه من جهل بالسياسة الدولية، هو تحصيل حاصل ولا علاقة له بأهليته كرئيس. ذلك لأن الرئيس الأمريكي تحدده الدعاية وليس الدراية. ولكونه مصنوعا أمريكيا، فسلوك بوش ستحكمه المسلمات الأمريكية التي أهمها كما قلنا – المظهرية. ومن هنا، فإبدال شخص أفطس الأنف أعضب اليد قميء الخلقة كرامسفيلد، بسيدة جميلة (بالمعيار الأمريكي) مزوقة الشفتين جسدها يضح أنوثة ويكاد أن يقول خذوني؛ هذا الإبدال، كفيل بإنهاء كل المآخذ التي للشعب الأمريكي على إدارته بصدد الورطة العراقوأفغانية.

وهو اجتهاد، إن أصاب به بوش أو أخطا فهو مأجور.

لكن ما هو تأثير هكذا اجتهاد على أرض الواقع؟ فلا العراقيون أمريكان ولا الأفغان أمريكان. وكلا الشعبين له مسلماته الوطنية وأعرافه الاجتماعية والخلقية. والسيدة كوندوليزا، حتى وإن كانت حقا جميلة، وجاءت إلى العراق وتزوجت (متعة أو مسيارا) من كل فتيان المقاومة، ثم ذهبت إلى أفغانستان وفعلت الشيء ذاته، فلن يتغير من الواقع شيئا. ذلك أن أعراف العراقيين والأفغان وكل الشعوب المحبة للحرية والسلام لم تنتجها الصناعة الدعائية. أعراف هذه الشعوب في بداهتها، وأولها أن لا شيء أكثر حرمة من أرض الوطن. ما بالك والمعتدى عليه الآن هي أرض شنعار المقدسة، الأرض التي اختارها الرب مكانا لجنته وعرشه وأخرج كل الأنبياء والمرسلين من طينها الطاهر؟!

على أية حال، فليجرب السيد بوش، ويأتي بكل جميلاته إلى العراق أو أفغانستان لير النتيجة، التي أقولها له سلفا وبمطلق الإيمان، أن:

تراب الرافدين مقدس، وشنعار أرض يس وموطن العرش وجنة البارئ سبحانه! ولا يعدلهما شيء، فعجل وانصرف؟!

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض