الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤشر خطر : أسرة للبيع !!

محمود الزهيري

2007 / 8 / 28
حقوق الانسان


من العراق الكسير بخيانات الأعراب والمتأسلمين , عائداً إلي قاهرة الذل والعار المبين , إلي أسيوط من ضمن محافظات الفتن الطائفية والعنصرية الدينية كغالبية بلاد الأعراب والمتأسلمين , عاد الرجل إلي موطنه بعد سنوات عمر طويلة قضاها في العراق العظيم , وأمام وزارة المالية :جلست أسرة مصرية مكونة من أب وأم و٥ أبناء، علي سلم وزارة المالية في مدينة نصر ظهر أمس ، ورفعت لافتة مكتوباً عليها «رسالة إلي سيادة وزير المالية .. للبيع عائلة مصرية ألا أونا .. ألا دو .. ألا تري » هذا مانشر بالمصري اليوم , وذلك ماهو مكتوب علي اللافتة في إشارة لها دلالات ومؤشرات خطيرة يمكن أن تورد بالمجتمع المصري المهالك وتهدد بإنفجار شعبي غاضب يأكل الأخضر واليابس , ويهدد المجتمع المصري وينذر بكوارث لايمكن تدارك آثارها بأي حال من الأحوال في حالة تجمع إرادات الغاضبين والمأزومين من فسادات الساسة والمسؤلين الخاضعين لتوجهات رأس الدولة المصرية مبارك الأب , والذي ترك أمور الدولة المصرية للجنة سياسات مبارك الإبن ليتولي إدارة كافة الأمور هو ومجموعة رجال الأعمال في إشارة إلي التسمية الجديدة لهم علي أنهم الحرس الجديد لمبارك الإبن , وكأن سياسات مبارك الأب وحرسه القديم متغايرة مع سياسة الحرس الجديد برئاسة مبارك الإبن .
وكان يتوجب علي رب الأسرة المصرية المعروضة للبيع في مزاد أمام وزارة المالية في مدينة نصر , أن يتوجه إلي أحد القصور الرئاسية لمبارك الأب , أو يتوجه مباشرة إلي شرم الشيخ حيث محل الإقامة شبه الدائم لمبارك الأب هناك بعيداً عن التلوث البيئي والسمعي والبصري والإستجمام الكامل والإستمتاع بصحة مابعد الثمانين , بعيداً عن تأزمات المواطن المصري وتأوهاته وتوجعاته من أزمة الفقر ومصيبة البطالة , ولعنة غلاء الأسعار , والموت من أجل رغيف خبز في طابور طويل أمام المخابز , أو لعنة بداية العام الدراسي المحمول علي نقالة شهر رمضان حيث نشاط الجمعيات والجماعات الدينية وكبار المنافقين من رجال الاعمال والفنانين والفنانات , فيما تم التعارف عليه بإسم موائد الرحمن , وشنطة رمضان , وتدافع أسر مصرية بكاملها إلي تلك الموائد في ظاهرة خطيرة مدللة علي الفقر والجوع لأسر تنتظر هذا الشهر الكريم لتتسول علي موائد أهل النفاق من سارقي أقوات المواطنين المصريين ليحولوا جزء من المسروقات في صورة موائد للرحمن , وشنط رمضان , في غياب فاضح للدولة المصرية وحضور مخزي للحكومة المصرية في مواطن بعيدة عن هموم وآلام وأحزان المواطن المصري الذي أصبح غريباً في وطنه حيث الفقر غربة والمرض مقبرة , والبطالة ضياع , ومشروع بيع أسرة في مزاد علني أمام وزارة المالية معناه القيامة الصغري !!
إن الفقر وكما يري دكتور الطيب البكوش ونذهب معه في هذا الرأي يكمن في : طبيعة النظام السياسي والاقتصادي السائد في بلد ما . فالنّظام الجائر لا يشعر فيه المواطن بالأمن والاطمئنان إلى عدالة تحميه من الظلم والعسف . ويستفحل الأمر إذا تضاعف العامل السياسي بعامل اقتصادي يتمثل في انفراد الحكم وأذياله بالثروة بالطرق غير المشروعة نتيجة استشراء الفساد والمحسوبية ، فيتعاضد الاستبداد السياسي بالاستبداد الاقتصادي والاجتماعي ، وهي من الحالات التي تتسبب في اتساع رقعة الفقر حتى عندما يكون البلد زاخرا بالثروات الطبيعية كما حدث ويحدث في عدة بلدان إفريقية أو في أمريكا اللاتينية .!!.
وليت الأمر يقف عند حد أسرة واحدة ولكن ملايين الأسر تنتظر أن تفعل ذلك الفعل ببيع أولادها , وماوجود حالات التصرف بالبيع لأعضائها البشرية إلا صورة أفظع من صور البيع , فالذي يبيع عضو منه ماذا تنتظر منه أن يفعل ؟!!
هل تنتظر منه أن يكون وطنياً مخاصاً ؟!!
أو أن يكون جندياً وفياً في الدفاع عن وطنه وأرضه وكرامة وطنه ؟!!
وهل لو عرض عليه أن يعمل جاسوساً فهل سيرفض , ولماذا يرفض ؟!!
وهل لو كان مجنداً بالقوات المسلحة وقامت حرب ما هل بمكنته أن يكون مقاتلاً شجاعاً جريئاً ومضحياً بروحه ؟!!
وعن من يدافع ويقاتل ويحارب ؟!! ولماذا ؟!!
وهل لو عرض علي بائع أعضائه أي عرض تراه ينتظر ويفكر في الأمر ويتدبره , حتي لو كان العرض تغيير دينه أو عقيدته أو ملته ونحلته ؟!!
وتتحسر سحر الجعارة عن واقع مصر المؤلم ذاهبة إلي أن في مصر: «قانون الفقر» رفع سعر الإنسان في مزاد قطع الغيار البشرية ! فلديه قطع كفيلة بشراء الحياة (لمن يملك) .. فص من الكبد أو كلي قد يغير ملامح الواقع التعس ، الفقراء لا يعرفون « التبرع بالأعضاء » ربما لأنهم لم يدركوا من قيمة الحياة إلا الشقاء ولعنة الاستمرار ، « لتر الدم » في قاموس الفقراء يساوي زجاجة حليب للصغار أو كيلو لحمة ، وأحيانا علبة دواء .إذا نظرت إلي تزايد معدلات الفقر بشكل موضوعي ، ستجد نفسك في مواجهة الحكومة التي خصخصت حتي الوزارة لصالح رجال الأعمال ، ستجد بين يديك تقارير هائلة عن الفساد وسوء الإدارة ونهب أموال البنوك ، وتفصيل السياسيات الاقتصادية علي مقاس شلة المنتفعين .
المدهش أنك ستجد عدة أسماء مصرية بين مليارديرات العالم ، يحدثونك دائما عن فرص العمل التي يوفرونها لشباب مصر ، وعن دورهم في تنمية المجتمع , ورعاية البحث العلمي والأرامل واليتامي وذوي الإحتياجات الخاصة .. إلخ . ستجد مقالات تهلل لما يسمي « الرأسمالية الوطنية » ، ومقالات أخري تلعن زواج السلطة بالثروة ، ستجر إلي إحصاءات رسمية مستفزة عن غد واعد بالرخاء .
ولكن أين هذا الغد الواعد ؟!!
الغد سيكون أسوأ لو تجمعت إرادات الفقراء والمرضي والمهمشين والعاطلين عن العمل , وساعتها سيكون الإنفجار الإجتماعي مروعاً , ولايمكن تحسب نتائجه , وفي هذا التوقيت قد يهرب خونة الأوطان بما خف حمله وغلا ثمنه , وستبقي مصر في دوامة متاهة الفوضي التي لن تكون خلاقة , ولكن ستكون مدمرة , وساعتها لايوجد من يقدر علي كتابة سيناريو الخلاص للمجتمع المصري !!
فغالبية الأسر المصرية سيكون مصيرها عرضة للبيع , ولكن من سيكون المشتري , وماهو الثمن ؟!!
محمود الزهيري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: الاحتلال قصف مدرسة الجا


.. رشوا السياح بالمياه.. سكان برشلونة يتظاهرون ضد السياحة المفر




.. لحظة اعتقال الشرطة الإسرائيلية لمتظاهر في تل أبيب


.. رئيس وزراء بريطانيا الجديد ينهي خطة لترحيل اللاجئين لرواندا




.. شهيدان بينهما موظف أونروا جراء قصف إسرائيلي قرب مخزن مساعدات