الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المولود : وصاية امريكية ... المباركون : كل الأمم وعلى رأسهم المتحدة

هشام محمد الحرك

2003 / 10 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


المولود : وصاية امريكية ... المباركون : كل الأمم وعلى رأسهم ( المتحدة ... )

تمكنت الولايات المتحدة الاميركية من اقناع اعضاء مجلس الامن الدولي بالموافقة على القرار 1483 الذي يشرع احقيتها في احتلال العراق، وبموجب هذا القرار يصبح للولايات المتحدة (الحق القانوني للوصاية على العراق وادارته وحمايته) مباشرة. بعد صدور القرار عن مجلس الامن الدولي راحت الادارة الاميركية تصرح بان العراقيين ليسوا (مؤهلين بعد) لادارة بلادهم ويعني ذلك ان نيتها تتجه لادارة العراق لفترة غير محددة الى حين ترى ان العراقيين اصبحوا (ناضجين) لادارة بلادهم فالنية الاميركية باتت واضحة وهي رغبتها في احتلال العراق ووضعه تحت وصايتها لفترة طويلة تسخر فيها الخيرات العراقية لمصلحة الاقتصاد الاميركي فالنية كما اصبح واضحا ليس البحث عن اسلحة التدمير الشامل او (تحرير العراق) من نظامه السابق، كما حاولت الادارة الاميركية ايهامنا وصدقها الكثيرون الذين هللوا لنجاحها في اسقاط نظام صدام حسين بل ان النية تتجه الى احتلال العراق تحت ذريعة البحث عن اسلحة التدمير الشامل ومناهضة الارهاب الدولي وربما سوف تستخدم نفس الاسلوب مع دول اخرى سوف تستهدف في المستقبل ولم يحن وقتها بعد الى حين يطوى الملف العراقي ويتحول العراق الى مقاطعة اميركية واقعة تحت الوصاية بأمر من مجلس الامن الدولي. اما المعارضة العراقية التي تحمست في البداية للوجود الاميركي في العراق فقد فطنت للحيل الاميركية وهي انها لن تستلم السلطة على طبق من ذهب كما كانت تعتقد واكتشفت هذه المعارضة ان الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر قد تجاوزها ولم يعد يعرها اهتماما بل انه اتهمها بعدم النضوج السياسي واتضح لها بأنها كانت مجرد دمى حركتها الادارة الاميركية واستغلتها في احتلال العراق كما ادارت ظهرها لها عندما تبين لها انها رسخت اقدام احتلالها للعراق. لقد تبين للجميع ان الولايات المتحدة قد تحولت الى دولة احتلال تعرض عضلاتها على الشعوب المغلوبة على امرها وهي تعرف ان زحفها على شعوب العالم لن توقفه اية قوة، بل ان هذه القوة اصبحت شريكتها في مخططاتها باسم التحالف الدولي واتضح للعالم اكثر ان حوادث 11 سبتمبر بالولايات المتحدة قد تحولت الى اداة لتنفيذ مخططات جهنمية فبالامس قالت الولايات المتحدة انها تريد ازالة نظام طالبان لانه شريك اساسي في الارهاب الدولي لكن تبين انها ارادت احتلال افغانستان وكان ضمن المخططات الاميركية وما تزال تحتله على الرغم من اقامة نظام موالٍ لها. وبالأمس قالت انها تريد ازالة اسلحة التدمير الشامل من العراق مع ان المفتشين الدوليين لم يعثروا على هذه الاسلحة لكن تبين ان الهدف كان احتلال العراق، هذا الفكر الاستعماري هو الذي اصبح معششا في البيت الابيض، والخوف هو ان تتمادى الادارة الاميركية في تنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية خاصة انها تشعر بالكبرياء والاستعلاء والنصر. الغريب في الامر ان اعضاء مجلس الامن الدولي قننوا للاحتلال الاميركي واصبح الوجود الاميركي في العراق امرا مسلما به مع ان الامم المتحدة عملت لاكثر من خمسين عاما من اجل مناهضة الاستعمار لكن مفردات الوصاية والانتداب عادت الى قاموس الامم المتحدة باسم مناهضة الارهاب الدولي!! والاغرب في الامر كذلك ان دول العالم كلها تعرف ان اميركا تريد ان تتحول الى امبراطورية استعمارية والعالم كله تحت وصايتها. ولنعترف ان الادارة الاميركية تريد ان تضع المنطقة العربية تحت انتدابها لانها دول غير ناضجة سياسيا وغير مؤهلة لتسيير شؤون امورها شأنها شأن العراق وقالها وزير الخارجية كولن باول انه يجب اعطاء الدول العربية جرعات من الديمقراطية وكأن الولايات المتحدة بلد متحضر يمتلك رصيدا تاريخيا وحضاريا مع ان خليطا من الاجناس التي اجتمعت من كل اصقاع الارض وكونت هذه الاجناس دولة عمرها لا يتجاوز المائتي سنة!! وعاشت هذه الدولة في عزلة سياسية وتحت استعمار بريطاني الى ان حالفها الحظ في الحرب العالمية الثانية وطلعت الى العالم على اكتاف الامبراطوريات الاستعمارية الكبيرة فرنسا وبريطانيا والمانيا، ومع انها حاربت الاستعمار وعاشت ويلاته في عهد الاحتلال البريطاني لها الا انها ها هي اليوم تمارسه مع الدول الصغيرة وتلوح بالعصا مع الدول الكبيرة والعالم يتفرج غير قادر على الحركة خوفا من هذه العصا. فرنسا والمانيا من اكثر دول العالم التي عارضتا الاحتلال الاميركي ومعارضتهما للحرب ليس لانهما يرفضان بل السبب هو انهما فهما ما تخطط له الادارة الاميركية ويعرفان بان التوسع الاميركي سوف يكون على حساب مصالحهما لا غير فها هما يفقدان مصالحهما الاقتصادية والبترولية في العراق وغدا سوف يفقدان مصالح اخرى كما ان موافقتهما على قرار مجلس الامن الدولي جاء بعد ترتيب سري جرى بين الدولتين والولايات المتحدة حيث تمنح الادارة الاميركية بعض الامتيازات للبلدين في مقابل ان يعترف البلدان للولايات المتحدة بحق وصايتها على العراق، وهذا هو النظام الدولي الجديد، الذي سوف تعيش فيه شعوب الدول المغلوبة على حالها تحت الوصاية الاميركية وبمباركة من الامم المتحدة الجديدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -