الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيخة أضحى

حلمي الفرا

2007 / 8 / 29
حقوق الانسان


في الطرقات التي لا تعبرها غير الاقدام الغريبة استوقفت رجلاً وقلت له أخبرني عن أحوال البلاد ....
سكب الرجل دمعتين .. ومشى !!!
حملات اعتقال وممارسة تعذيب في حق أبناء الشعب ، احتلال ومداهمات لبعض الؤسسات الرسمية والمدنية ، مداهمة لحرم جامعة الازهر بغزة ، اعتداء على النائب العام ومعاونيه، احتجاز موزعي الصحف اليومية الفلسطينية ، اعتداءات متكررة على عدد من الصحفيين ، تهديد لوكالات الانباء وآخرها كانت وكالة معاً وأيضاً تهديد لصحفيين كما حدث مع الصحفي تحسين الأسطل واعتقال الصحفي صخر أبو عون منذ أيام قليلة كان أحدثها.
وما خفي قد يكون أعظم على أيدي قوة كتلة الاصلاح والتغيير أو ما يسمى بالقوة التنفيذية.
فالمتتبع لحالة قطاع غزة يرى من الانتهاكات والتجاوزات ضد حقوق الانسان الكثير من الممارسات التي لا يبيحُها شرع ولا قانون.
يرى أن هناك أزمة حرية التعبير وهناك ممارسات للتضليل الاعلامي والصحافي ومحاولات للسيطرة على الاعلام بالقوة والابتزاز ومزيد من الكبت بحجة ما يُسمى بالخطوط الحمراء المصطلح الهلامي الذي لا يُعرف له أي حدود ولا يُعرف له بداية أو نهاية ، يُسمح لمن يملك السلطة بالتسلط ومضايفة حرية التعبير في أي لحظة وحجز الصحفيين والزج بهم في السجون...
ويظهر للناظر أن الخطاب الاصلاحي والديمقرطي الذي تتحاكى به الالسن يُعبر عن شيئ ومن ناحية أخرى يعبر عن واقع مختلف تماماً.
هذا ما يجعلني أتساءل هل جاءت القوة التنفيذية لكي تنتقم ؟ ومن مَنْ ؟ وهل انتهجت سياسة إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ؟ ونسيت ثقافة عفى الله عما سلف والعفو عند المقدرة ؟ ووجدت في الرأفة والرحمة والديمقراطية والحرية والتسامح انفلات وضعف وتشجيع على التمرد والعصيان والفوضى؟.
فكونت لنفسها دعوة قوية لاستخدام القوة والقسوة والظلم في فرض الهيمنة وسطلة القانون ....
فإن كان كذلك دعوني أذكر أن رجلاً كان يُدعى أضحى ، وكان وحيداً مكروهاً من قبل والده الذي ليس لهُ سواه ، رغم أن العشيرة طالبت الوالد بضرورة مراعاة ولدهُ إلا أن الأب يزداد عناداً واصراراً على التمادي في احتقاره ولده وامتهان كرامتهُ وفي احدى الليالي لفظ الاب انفاسه الأخيرة ، فآلت الشيخة لولدهُ ، والذي بدأها بأن رفض إقامة مجلس عزاء على والدهِ وظل يُوقع بعشيرته المظالم والويلات ، والناس تترحم على الأب الذي كان ظالماً لولده.
وهنا يجدر الاشارة بأنه من رضي على نفسه أن يتنقم من ظالمه بمثل ما ظُلم به ، سيكون قد كتب لنفسه دوراً في حلقة من سيناريو مسلسل الظلم المنبوذ.
وعلينا أيضاً أن نسأل وعلى نحو مباشر من يتباهى بأنه وصل الى ما وصل اليه بالديمقراطية ، اي نوع من الديمقراطية يريد أن يُرسي ؟
الاجابة لن تترك له لأن الديمقراطية ليس باللفظ الأجوف أو حقاً نحلله لأنفسنا ونحرمه على الآخرين ، كما أنها ليست احتكاراً متطرفاً للعمل السياسي ، لكنها اقامة الفرصة المتكافئة في الظروف الملائمة من أجل التنافس الأخلاقي الشريف ، انها ممارسة بعيدة عن التهور العاطفي وعن المواقف المتعصبة المزاجية .
فالديمقراطية بمعناها المعروف ، هي المخرج من محنتنا والحل للمشاكل القائمة، الدمقراطية عندما تكون حرية للابداع ، وحرية للرأي ، وحرية للاطلاع . عندها تعني غياب الرقابة واحترام حرية الرأي للطرف الآخر وقبوله على الرغم من اختلافنا معه وحقه في تقرير المصير بعيداً عن الوصايا.
في النهاية أود أن أشير بأن الممارسات التي تُمارس على الأخوه الصحافيين والمعتصمين انما هي توضح أنه لا زالت ثقافة حرية التعبير لم تنضج بعد لدى البعض ، وحتى أيضاً لدى القاريْ العادي عندنا اذا لم يعجبه الرأي يسارع للمطالبه بمصادرته وطرد صاحبه ، ويحاول اضفاء المشروعيه على وجهة نظره ، وتعميمها لأنه يتنفس هواء انعدام حرية التعبير بالمعني الصحيح وصدق المتنبي عندما قال ( ومن يكُ ذا فم مرُ مريض ..... يجد مراً به الماء الزلال ).
كما أود في نهاية مقالتي أن اوجه التحيه لروح الرجل الذي وهب لنا الكاريكاتير الذي أصبح شعاراً للمثقفين العرب وهم يخوضون حربهم حتى الموت في مواجهة القمع الرسمي وتكميم أفواه المثقفين، لا لكاتم الأفواه. الشهيد ناجي العلي في ذكراه التي توافق 29/8/2007.
عذراً اصدقائي لم أَرِد في مقالتي هذه أن أذكر عيوب الطرف الآخر لأن الشعب نقضه وصفّى حساباته عندما اختار الاصلاح والتغيير، لهذا نوجه نقضنا الآن للاصلاح والتغيير .
• الكاتب فلسطيني مقيم في الأردن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدبابات الإسرائيلية تسيطرعلى معبر رفح الفلسطيني .. -وين ترو


.. متضامنون مع فلسطين يتظاهرون دعما لغزة في الدنمارك




.. واشنطن طالبت السلطة الفلسطينية بالعدول عن الانضمام للأمم الم


.. أزمة مياه الشرب تفاقم معاناة النازحين في ولاية القضارف شرقي




.. عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تطالب بوقف العمليات في رفح