الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجاهة تبرير ...ةمعنى له

ثائر سالم

2007 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لم يأتي " الاخوة الامريكان" الى العراق من اجل بناء بيت " اخوتهم " العراقيين ، وليس بامكانهم فعل ذلك . ورغم ان التعكز على القول بان ما حصل انما هو قراءة لواقع( لم يمكن التحكم او التنبؤ به)، قد يبدو فيه، للوهلة الاولى ، بعض الوجاهة، الا ان تذكر وادراك تناقض المصالح الاستراتيجي بين المشروعين، يسقط هذه الوجاهة ،وهذا ما ثبتته تجربة سنوات اللاحتلال الماضية.
ولن ينقذ التحجج بمساويء ماضي، لم يعد موجودا ، او الاختفاء وراء حقيقة آثار سياسات المغامرة التي ميزت حقبته، من فشل تتضح معطياته وتتسع مدياته. ولن يتمكن الهروب لى الماضي من تغيير حقائق الحياة المعاشة، ومظاهر الفشل والجريمة.

الحديث عن منجزات وديموقراطية في العراق ، لم يعد واردا الا عند الرئيس بوش وادارته وتوني بليرـ ايديولوجي هذه الحرب، والبعض من ساسة العراق "الجديد" الذين حملهم قطار المحافظين الجدد " للديموقراطية وحقوق الانسان". ديموقراطية تجلت في حياة العراقيين، ديموقراطية التعصب والتمييز...الحقد والانتقام ..واحتكار القرار والسلطة ، وتهميش الاخر او استبعاده كليا.

وحرية كانت تحريرا للبلد من كل مظاهر ا لتحظر والمدنية والعلم....اطلقت فيها يد ميليشيات الموت والارهاب، في ان تفعل ما تشاء بالمواطنين والعلماء ، بالدولة واجهزتها ومواردها...وفي تهجير الناس من احيائهم السكنية وبيوتهم وسرقة ممتلكاتهم وحتى قتلهم ان اقتضى الامر. حتى يبدو لك احيانا، كانك تعيش كابوسا او حلما مخيفا، وانك لا تريد ان تصدق نفسك . او كانك تشاهد احد افلام الرعب والجريمة التي اشتهر بها "الاخوة الامريكان".

‏ولم يعد ممكنا لبعض اطراف العملية السياسية، التي تجاهلت ، تاريخها ومواقفها الوطنية ، واخضعت قيمها العقائدية، ومحرماتها السياسية والدينية الواضحة، الى انتقائية غير امينة، للافكار والمواقف، وعملية تأويل تتنافى بوضوح، وتلك القيم وتلك التضحيات التي قدمها العديد من ابنائها وقادتها بكل ثبات، ان تغض النطر عن تجاوزات الاحتلال، على حقوق الانسان المدنية، وانتهاكاته في السجون.

سالكة طريق التبرير للسياسة الامريكية والدفاع عنها وعن اهدافها ونوايا مشروعها، وساهمت مواقف اغلبها، وحتى تلك التي تستند الى رصيد تاريخي ، محترم وهام وساستة وحكامه، في عملية تضليل الشعب العراقي والشعب الامريكي والرأي العام الدولي اضافة الى دول حليفة لامريكا اخفاء تلك الاهداف .
وليس عندي شك في ان الاساسيون منهم تحديدا، كانوا على علم بالمشروع والاهداف الامريكية او يدركون خطوطها العامة. وشاركوا فيه، طمعا في السلطة، وتحقيقا لاحلام تتعارض مع مشروع بقاء العراق بلدا موحدا. ولن ينقذ التحجج بمساويء ماضي، لم يعد موجودا ، او الاختفاء وراء حقيقة آثار سياسات المغامرة التي ميزت حقبته، من فشل تتضح معطياته وتتسع مدياته. ولن يتمكن الهروب لى الماضي من تغيير حقائق الحياة المعاشة، ومظاهر الفشل والجريمة.


فاعلان ادارة الرئيس بوش عن رغبتها، في تواجد دائم او طويل الامد في العراق، اسقط ورقة التوت عن اهداف الغزو (التحرير!) الامريكي الحقيقية للعراق. بل وعن العديد من احزاب " العملية السياسية" التي منحتها اضاليل واكاذيب الادارة الامريكية قبل وبعد (التحرير)، فرصة الاختباء وراءها (تغابيا او تذاكيا).

ان زمن التعكز على الظروف الموضوعية، وسياسات المماطلة والاختباء وراء واقعيات سياسية مزعومة ، بالنسبة للحكومة العراقية والقادة العراقيين، قد انتهى . وان اوان حسم الخيارات ، وتسديد استحقاقات السلطة، وتمتعهم بمزاياها، بل وحمايتهم حتى الان، قد ازف.

وان اوان اتضاح نوايا سياسة اختلاق الاعداء ، وافتعال الصراعات ، وتوجيه الانظار اليها، ديموقراطية نظامنا الجديد ، والسياسة التي اتبع. ولم يعد ممكنا، التنصل من مسوؤلية الفشل وخطأ الرهان (على صداقة من لا صديق له، سوى مصلحته) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام