الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين مصيري؟؟؟

رحاب الهندي

2007 / 8 / 30
العلاقات الجنسية والاسرية



تسلحت شهرزاد بالمعرفة والحكمة والذكاء والغوص في عالم المعقول واللامعقول وبنت لنفسها شخصية ذات تأثير قوي استطاعت بها ان تحقن سيلان دماء بنات جنسها.
فلم يكن الجمال وحده سلاحها لأن من سبقتها الى شهريار (المجنون بحمى الإنتقام) كن جميلات ايضا ولم ينقذهن هذا الجمال، بل كان وسيلة إستمتاع وإنتقام لليلة واحدة ليواري الجمال كله لكن شهرزاد بجمالها وحنكتها وثقافتها وذكائها حافظت على حياتها واوقفت سلسلة القتل اليومي!
كم نحتاج الى شهرزاد في أيامنا هذه وكيف نصل الى مثل هذه الشخصية التي سيطرت على مخيلة وعواطف شهريار وقيدته الى سلسلة الفعل والعاطفة بدلا من الإنفعال والإنتقام!

نعم نحتاج في زمننا هذا الى ان تكون كل امرأة شهرزاد تدافع عن نفسها وحياتها بكل عقل وحكمة امام سيل الموت المندفع نحونا حتما نتيجة موبقات العنف المتراكمة.
مائة ارملة يوميا، والأرامل يسكنهن الحزن والوحدة والشقاء والخوف من المجهول لأن الكثير منهن فقدن المعيل الوحيد لهن، وأصبحن في مهب الريح وفي إطار شفقة البعض وطمع البعض وخوف البعض!!
فمن يملك إنسانية عالية وقلباً رحيماً، يشفق على الأرملة ويحاول مساندتها ومساعدتها ومن يملك عقلاً ذكوريا بحتاً يطمع في استغلال وحدتها ليصل الى هدفه ومن يخاف منها يظن انها قد تستغله في كل الظروف وبالأخص بعض النساء اللآتي ينظرن الى الأرملة على انها قد تصطاد الرجل (الزوج).
فكم من علاقات صداقة انتهت بزعل الصديقة!!
إذن يجب على كل إمراة ان تتسلح بسلاح شهرزاد المعرفة والثقافة والجرأة لتحمي نفسها من كل تلك الفئات الثلاث في المجتمع لتبني لنفسها حياة جديدة تصون نفسها وتصون من هم داخل نطاق مسؤوليتها !
كم من قصص الأرامل المحزنة التي تدفعنا جميعاً لنؤهل كل فتياتنا ليصبحن شهرزادات في هذا العصر والحكايا كثيرة ومتعددة خاصة أن الأرامل يصبحن في وضع لا تحسد الواحدة منهن عليه حين يتحكم بمصيرها اهلها واهل زوجها ويطوقونها بحصار ليس له أول ولا آخر وتقع هي في حيرة من أمرها فضلاً عن حزنها!
بعض من هذه الحكايا:
حنان شابة مفعمة بالحياة والأمل لم تتجاوز العشرين تركت مقاعد الدراسة من أجل من تحب، تزوجته وعاشت اياماً سعيدة معه، توج حبها بأن رزقها الله مولوداً سمياه باسم ولم يكمل الباسم عشرين يوماً من عمره الغض حتى وصلت يد الإرهاب والحرام لجسد أبيه الشاب فاصبح يتيماً في المهد وامه مازالت شابة جميلة أرملة.
كانت الصدمة عنيفة فالزوج الحبيب مواطن مسالم فلماذا يقتل! هذا السؤال الذي يتردد في جوانب وانحاء كل المجتمع لماذا يقتل الرجال أو النساء أو الأطفال والأجابة ! ( لا إجابة).
لا احد يكفكف الدموع او يبحث عن القاتل او سبب القتل!ّ شهريارات العصر يقتلون من أجل القتل بلا رحمة والمجتمع لا يملك إلا التساؤل والبكاء والأرامل لا يمتلكن إلا الا ستكانة والوحدة والقهر والتساؤل من سيربي أولادنا!
لم تفق حنان من صدمتها فهذا الوليد مازال بأمس الحاجة الى حنانها وحليبها الذي لم يعد يدرمن صدرها نتيجة الصدمة والحزن!
بعد فترة ادركت حقيقة وضعها تساءلت ما الذي سأفعله أنا وهذا الطفل اليتيم أين اذهب، هل أستقر عند اهلي أم أهل زوجي.
ورغم ذهول الجميع وصدمتهم إلا أن الكل بدأ يدلو بدلوه ستعيشين بالطبع عند أهل زوجك فليس من المعقول لأمرأة شابة وجميلة ان تسكن بيتها بمفردها.. وخرج صوت آخر يدق على رأسها بيت اهلك اولى بك.. وبكى والدها العجوز الذي لا يملك من امره شيئاً ويكاد راتبه لا يكفي أفراد اسرته قائلا لابنته ستسكنين في عيوني وساكون مسؤولاً عنك وعن طفلك ما تبقى لي من عمر!!
حيرة حنان وتساؤلها وخجلها من نفسها وكأنها قد إرتكبت خطأ وهي تشعر انها عالة على والدها العجوز او عالة على أهل زوجها، هذا الإحساس تشعر به غالبية الأرامل اللاتي يكتشفن فجأة انهن ضائعات حائرات في حياة سرقت منهن معيلهن الوحيد بالموت!
اي مشاكل نفسية رهيبة تعيشها حنان ومثيلاتها وهن يشعرن انهن ريشة في مهب الريح يتقاذفها الهواء كيفما يشاء، ويكتشفن فجأة ان قرار زواجهن لم يكن قراراً صائباً خاصة وهن لم يتسلحن بشهادة او معرفة لمواجهة معوقات الحياة!
ألا دهى من ذلك تحكم الأهل من الطرفين في مصيرها ومصير الأيتام.
يتقاذفونها كالكرة ويشترطون عليها شروطاً قاسية لاتحترم إنسانيتها وكينونتها لمجرد أنها أصبحت أرملة اهلها يستقبلونها بالود والحزن في البداية والشفقة عليها وعلى طفلها ومن ثم تبدأ المضايقات بالتدخل في كل شؤونها بدءاً من طريقة ما ترتديه من ثياب نهاية الى اسلوب ابتسامتها.
أما أهل الزوج فهناك غالباً تهديد خفي بأخذ الأولاد منها لو فكرت في الإرتباط ثانية فأولاد الغالي لا يربيهم غريب!!
حكايا كثيرة متداخلة يجمعها الحزن والقهر وعنف لامرئي يمارسه الجميع ضد المرأة الأرملة من دون الولوج الى عالمها النفسي وكسر حصار حزنها وألمها أو التخفيف عن معاناتها بتحملها لمسؤولية أطفال فقدوا أباهم بلا سبب ومهددين بفقدان والدتهم لو فكرت في أن تعيش حياتها من جديد وتبقى غالبية الأرامل تحت طوع بنان شهريارات العصر تاكلهن الحسرة ويسكنهن الصراع النفسي والآلام من دون ان يحاول احد ان يفهم ان لهن حقوقاً يجب ان يدافعن عنها وأن يدافعن عن انفسهن إلا إذا تحولت الواحدة منهن الى شهرزاد العصر!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زهرة اللهيان.. أول امرأة تترشح لانتخابات الرئاسة في إيران


.. امرأة تتقدم للترشح على منصب رئيس الجمهورية في إيران




.. كلب هجــــ م علي طفــــ لة فأصبحت ملكة جمال


.. التحالف الوطني يطلق مبادرة لتعليم صناعة الخبز بأنواعه لدعم و




.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات السابقة والناشطة الاجتماعية ابتها