الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة شرف

سلطان الرفاعي

2007 / 8 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


المعارضة شرف ، عندما تكون مبنية على مبدأ وطني ، لا على مصالح أو حقد أو رغبة في الوصول الى الكرسي ذاته ، الذي نعارضه .
شرف المعارضة أن توجه ضد الفساد والقمع والتعذيب وانتهاك كرامة وحرية المواطن . ولكن عندما توجه المعارضة سهامها ضد الوطن بذاته ، فإنها تُصبح خيانة موصوفة . فالوطن أغلى من أن نخونه ، وأغلى من أن نورطه في قصص مفبركة ، تؤدي الى وصمه بصفات هو بريئ منها .
فعندما يتحدث العالم كله ، الصحافة الغربية ، والصحافة العربية ، وكبار الكتاب والصحفيين في العالم ، عن علاقة جماعة فتح الإسلام بالقاعدة أولا ، وبجماعة سعد الحريري وشقيقته ثانيا . ثم يأتي ، من يدعي أنه معارض ، ليتهم الوطن الأم بأنه وراء هذه العصابة .
وهناك سؤال آخر : هل ظهور المعارض من على الفضائيات ، المأجور . ( مصدر وثيق الصلة بفضائية العربية ، صرح أن السيد عبد الحليم خدام ، وفي الحلقة التي أعلن فيها انشقاقه عن النظام السوري ، قبض مبلغ مليوني دولار ، في شك مسحوب على بنك البحر المتوسط ، وقال المصدر ، أن السيد خدام قبل المبلغ ، على ما أدعى، من أجل التبرع به لبعض المنظمات الخيرية ؟؟) . وطبعا من يصدق هذه الكذبة ، فالذي ، يخون وطنه ، ويفشي أسرارا ، كان له الدور الكبير في صنعها ، غير مؤهل للتبرع لأحد ، سوى جيبه الخاص .
ولم نعرف حتى ساعته المبلغ الذي قبضه السيد مأمون الحمصي من نفس القناة ، كما أننا تابعناه في برنامج مع الصحافة من قناة الاستقامة والشرف والصدق ! وطبعا أقصد قناة المستقبل ، وقريبا قد نراه في برنامج ميشو شو ، ولكن المبلغ هنا سيتقلص الى بضعة مئات من الدولارات . وهو المبلغ الذي قبضه الغضبان الأخونجي ، لقاء نفث السموم ضد الوطن في نفس القناة .
فيعد بعض التعاطف ، الذي جناه الحمصي في بداية مقابلته ، اذ به ، يتهم الوطن بالإرهاب ، والوقوف وراء الجماعات الإرهابية ، واذ، بكل ذلك التعاطف ، يتحول الى نظرات مستهجنة ، وتمتمات شتائم . كيف يسمح لنفسه هذا النائب أو غيره من الذين أكلوا وشربوا وانستروا بخيرات هذا الوطن ، أن يكون ، محراك شر، وخنجر بيد الخونة ، يطعن ظهر الوطن . نعم تحول كل التعاطف الى اشمئزاز ، من خائن ، التجأ في أحلك ساعات هذا الزمن ، الى جماعة ، لن تستكين أو تهدأ ، حتى ترى سوريا مدمرة خربة ينعق فيها البوم .
عندها ، نقول : لا للمعارضين الخونة ، لا لمن يريدون أن يهدموا الوطن ، لا لمن يضعون يدهم بيد القتلة والمخربين .
وإذا اتفقنا على أن أية مقابلة فضائية تنتهي الى الكسب يمكن أن تكون في الحقيقة احتيالا ، ونصبا ، واهانة للشعب السوري ، فإننا نتفق أيضا على أن أفق هذا المفهوم أكثر اتساعا بكثير . واذا كان هؤلاء المعارضين المأجورين ، قد خرجوا من البلاد ، وأفلتوا من عقاب القانون السوري الوطني ، فهذا لا يعني أن ما ارتكبوه ليس جريمة في نظر الأخلاق والإنسانية والمواطنة والشرف .

إن محاولة إرضاء عواطف الناس لجعلهم أدوات للطموح السياسي ، والانقضاض على السلطة ، وتخريب البلاد عند هذه النوعية من المعارضين ، أشد أنواع الاحتيال قسوة وأكثرها وقاحة لأنه يقدم الناس ضحايا على مذبحه ، فالعشرات من الأشخاص ، قد يتحمسون لإيمانهم بالوعود المعسولة لهؤلاء ، والذين ، يوم كانت الأمور بأيديهم ، اضطهدوا الشعب ، وأذاقوه مرارة الإضطهاد والقمع والتعذيب . الوعود التي لن تتحقق أبدا ، لأنهم يدغدغون مشاعر الناس بأكاذيب وتلفيقات واتهامات تطال أمن الوطن أولا وأخيرا .
نقبل منهم أن يتحدثوا عن فساد بعض رجال الحكم ، نقبل منهم أن يتحدثوا عن الأوضاع المأساوية للشعب السوري ، والتي أوصله اليها حزب البعث قائد المجتمع والدولة . ولكن الذي لا نقبله ، ومرة ثانية وعاشرة ، هو تلفيق التهم ضد الوطن ، واتهامه بالإرهاب ، وهو الذي اكتوى من إرهاب الأخوان المسلمين ، شركاء المعارضين المأجورين .
ان بعض الملكات الفطرية تولد مع كل كائن ، وتبقى ملكات أخرى في حالة كمون حتى يعمل المرء نفسه على تنميتها ، ضمن ظروف جديدة ، وأمكنة جديدة ، وفضائيات جديدة ، وأجور مجزية . فالخيانة ، حالة كامنة في النفس البشرية ، لا تلبث أن تنفجر في صاحبها في يوم من الأيام ، وتجعله عبدا لها مطيعا ، يخدم بكل اخلاص وأمانة أعداء هذا الوطن .
هؤلاء المعارضون الضعفاء ، وعندما نصفهم بالضعف ، لا نقصد أنهم يعانون من اضطراب عضوي أو عقلي ، بل نقصد من يعملون ، بسبب حالتهم السلبية ، العقلية والعاطفية والنفعية والمصلحية والخيانية ، على إضعاف شخصيتهم من خلال عطالتهم ، وانفعالاتهم ، ورزائلهم ، واستعداهم الداخلي للتخريب . وعلى أية حال ، إن المعارض المنغمس ، والمأجور ، والذي يعيش على الأموال المنهوبة من الشعب السوري ، أو من الشعب اللبناني . كاتبا أو كاتبة ، سياسيا أو سياسية . يبقى عاجزا عن ضبط نفسه طوعا لكي يصبح معارضا أرقى ، وينجرف في بحر الخيانة كورقة في مهب الريح ، تتقاذفها الفضائيات والبرامج التلفزيونية والصحف وكل من يدفع أكثر .
منذ يومين ، كتبت السيدة فلورنس غزلان ، في موقع الحوار المتمدن ، مقالة ، نشرت فيها عرض النظام ، ولكنها في نفس الوقت ، تحدثت عن مأساة الشعب السوري ، وعن الألم الذي سيتعرض له فيما لو تم رفع الدعم عن المحروقات . ولمسنا في ما قالته الصدق ، والشعور بالتعاطف مع الشعب ، دون التجريح بالوطن ، ودون كيل الاتهامات للوطن ، ودون البذاءة والكلام السوقي في حق رموز الوطن . ونحن نختلف معها كثيرا كثيرا ، ولكن نحترمها ، ونحترم كل معارض يحترم الوطن ورموزه ، ويسعى الى انقاذه وانتشاله ومساعدته على التقدم ، لا الى خرابه ودماره وحفر الحفر له .

من المهم أيضا أن نضع في اعتبارنا ، أن هذا المعارض ، الذي ارتهن الى جماعة من اللصوص والقتلة والأفاكين ، وفضائياتهم وصحفهم من جماعة 14 آذار ومن يلف لفها ، ما هو الا ، ثمرة طيق الأصل لتصرفاته الخاصة ، والإحباط الذي يلاحقه عادة ليس أكثر من نتيجة منطقية لسلوكه السابق .
وبالمقابل ، نحترم ، ونقف ، مع كل معارض معتقل ، في السجون السورية ، بتهم واهية ، كثير منها لا أساس له من الصحة ، ونبقى نطالب النظام السوري بالإفراج عن كل هؤلاء . ونقول له : الأجدى أن يكون مؤتمر القمة ، بين النظام والمعارضة ، وليس مع الدول العربية ، والتي ، كشفت أخيرا عن أنيابها ، واستعدادها لتمزيق الوطن السوري الجميل . نعم لتكن قمة بين النظام ، والمعارضة السورية ، ولنرفع الأحكام العرفية ونزيل قانون الطوارئ ونصدر قانون الأحزاب ، ولنلتف جميعا معارضة ونظام حول العلم السوري ، وننسى الماضي ، ونعمل على مستقبل حديث ، ودستور جديد ، تلغى منه مادته الثامنة ، وتضاف اليه مادة المحبة .

دمشق
28-8-2007









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه