الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شؤون العراقيين ووطنهم وشكاواهم

جاسم العايف

2007 / 8 / 30
الصحافة والاعلام


المتابع لأحاديث وأماني ومقترحات ومطالب وشكاوى العراقيين في وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة يراقب قدراتهم المخلصة على عكس شجون وشؤون وطنهم و حياتهم اليومية الشاقة ومطاليبهم المشروعة في الامن والاستقرار والرفاه والعدل الاجتماعي التي تنطوي عليها جوانحهم المملوءة مرارة لما عصف ببلدهم وبأحلامهم وآمالهم التي شيدوها بعد سقوط النظام ، ويقينهم الراسخ في ان ما حصل لبلدهم و لهم مرََ عبر مخططات وخفايا لا يتوقعونها. والمتابع يرى العراقي قد تجاوز سواتر وموانع الخوف والقلق وحسابات النتائج لما قد يحصل له ، من الدولة والحكومة تحديدا ، جراء حديثه الواضح في التعبير عن افكاره وتصوراته وما يطالب به ، و قناعاته ان الآراء التي يعلنها لن تقوده الى الوقوع تحت طائلة الـ"شكوك والاتهامات والهواجس الامنية" بعد ان استعاد حقه في ابداء الرأي العلني عما يحسه او يتطلع له. وما يستوقفنا هو ردود المسؤولين على ما يطرح في وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة، وغالبا ما تكون بعضها دفاعات عن الأخطاء والخطايا وتبريرها ، وأخرى تذهب الى التقليل من قيمة ما يطرح ، وغيرها تمتهن الوعود التي لا أمل او نفع فيها مع ان اراء وشكاوى العراقيين هي محصلة لواقعهم المتردي ، من خلال معايشتهم اليومية ، وثمة من المسؤولين من يرد بانفعال ولا يحاول مناقشة او تفنيد ما جاء بالحديث او بما هو مشكو منه ونمط آخر منهم يتجاهل بإصرار واستنكاف ما يطرح . وأحاديث المسؤولين في الاعلام المرئي او ردودهم التي تنشر تتجاهل الملاحظات المخلصة التي ترد في احاديث الناس وشكاواهم وتسليط الاضواء على السلبيات في الصحافة الحرة المستقلة الوطنية لغرض وضعها أمامهم لتجاوزها خدمة للعراق وشعبه الذي يواجه محنا لا عد ولاحصر لها حاليا. ويصل منطق المسؤول او رده على الحديث او الشكوى بالاعلان ان هذا ((يخدم مخططات الأعداء في تعطيل مسيرتنا وعملنا خدمة لجهات بديلة)) وهو منطق يحيل الى ما يسمى بـ(( نظرية المؤامرة)) و((التخوين)) اللذين هما ليسا من صلاحيات المسؤول مهما كانت وظيفته او موقعه في سلطة القرار السياسي- الاداري لانه هنا قد منح نفسه حق الحكم على الناس بـ((النوايا))خلافا للدستور والقانون. كما يلاحظ ان الردود او الاحاديث الفضائية لبعض المسؤولين الحكوميين تذهب لمناشدة جهات اخرى ((للتحقيق في الموضوع ومعرفة الدوافع الخلفية وراءه )) والاجدر بالمسؤول ان يناقش ما ذهبت اليه الشكوى والتحقيق في موضوعها وهو غير خاف على احد بعد هذا الفيض الاعلامي الذي وضع العراقي والعراق في قلب العالم..لا اللجوء لـ"تهديد" مَنْ يسلط الاضواء على السلبيات والنواقص التي ترافق عمل المؤسسات بـ ((تعليمات جهات عليا)) تمنع التصريح للصحافة اواعتبار ذلك ((تشهيرا)) يقتضي اللجوء للقضاء. يواجه الصحفي الحر المستقل والاعلام كذلك حاليا سواتر ومعوقات وحدوداً وخفايا لا يرغب اغلب المسؤولين في أن تظهر للعلن فهم يعتقدون ان مهمتهم التستر على أوضاع وشؤون مؤسساتهم ودوائرهم التي ورثوها عن نظام دمر كل شيء في الحياة العراقية، فأحاطوا أنفسهم بمكاتب ((اعلامية)) مهمتها تجميل صورة هذا المسؤول القادم من تلك الخانة أو الجهة ، فيعتقد شاغل او وارث هذا المنصب ، ومَنْ انتقاه في ((مكتبه)) ، ان مهمته تنحصر في ((تزيين وتجميل الواقع الراهن)) و لجم الإعلام الحر المستقل الذي ينقل بأمانة الحياة الشاقة للعراقي وما يواجهه اليوم من ازمات ، وان ما يظهر للعلن يجب ان يأتي وفقاً لقناعاته وتصورات حزبه وجهته وطائفته التي احتكر تمثيلها ، وعبر المكاتب الاعلامية المستحدثة و((فرماناتها)) فقط. فغدت الاتهامات تصيب كل من يسعى لنقل الحياة الراهنة المرة اليومية وازماتها المتجددة المتواصلة او من يتساءل عن جدوى تلك الإجراءات أو من يسلط الضوء على تردي الخدمات و فساد الذمم والضمائر و الخلل في عمل مؤسسات الدولة التي في صميم عملها خدمة الناس ووطنهم ، أما كشف المستور ووضع الامور تحت مجهر الاعلام وعرض الحقائق والوقائع فأن هذا من الـ((محرمات)) في عرف بعض الذين يجهلون او يتجاهلون الحراك العراقي الذي يحاول الإعلام الحر المستقل نقل صورته الراهنة ، وبات في عرف بعض المسؤولين والتابعين ، الحديث الموثق عما يجري في المؤسسات العامة من هدر واستحواذ وتمييز جهوي او فئوي او ما يعانيه العراقي في بلده أوفي مناطق أخرى تصنف وهما بالـ(( آمنة)) من تهجير واستباحة وتهديد وغدر واغتيال على الهوية ووصل القتل حتى على الاسماء التي تحملها الناس او المناطق التي منها يتحدرون، ووضعه أمام الرأي العام لإيقافه وتخليص الناس من فتكه فأن ذلك يقع تحت ستار الـ((تهويل الإعلامي المغرض))!!. هذا المنطق يدفع بالامور الى حدودها القصوى ، بالترافق مع محاولات شرسة لفرض الصمت على الناس ولجم الإعلام الحر للنأي عنها . ويواجه بعض المسؤولين الحاليين العمل الصحفي والإعلامي الذي لا ينسجم وتوجهاتهم بشكوك دائمة ويصبح الصحفي والاعلامي المستقل محاطاً بسوء النوايا والتباس المقاصد والرؤى جراء بحثه الدائب عن الحقيقة التي غالبا ما تختفي خلف توجهات تخضع لمشيئة بعض مَنْ حملتهم ماكنة الصحافة والاعلام الى مواقعهم الحالية ، ويكون المواطن ومعه الصحفي والاعلام الحر وتوجهاته مصدر ارتياب لهذا الطرف او ذاك من الذين اغرقوا العراقيين ببرامجهم الاعلانية-الانتخابية التي ما عادوا يذكرونها الآن وهم يجلسون في غرفهم الوثيرة المكيفة والتي لا يصغون فيها إلا للأحاديث الناعمة للنخب المحيطة بهم ، مشيحين وجوههم عن واقع المؤسسات الوطنية المتردي ووضع الناس المزري على كافة الأصعدة داعين هذا أو ذاك من الذين تسلقوا المشاهد الحالية بخفة القرود وشراسة ولؤم النمور موزعين عليهم خبزا باردا ولحما نيئا وما يمكن انتزاعه من ((الوليمة العراقية الحالية)).
ان إيصال الأصوات العراقية الملتاعة التي تراقب ما يجري في وطنها بذهول ومرارة وألم ولم تتوقع ابدا حصادها المر هذا، والسعي لانتشالهم ووطنهم من كل المستنقعات الخطرة التي تحيط بهم هو المهمة الاساسية للاعلام الحر والصحافة المستقلة..ولا شيء سوى ذلك مهمة هي اعظم وانبل المهمات الراهنة سواء اقتنع هذا اوذاك من المسؤولين او غيرهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقوى تعليقات على كابلز وفيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. خوارزميات الخداع | #وثائقيات_سكاي




.. من هي وحدة عزيز في حزب الله التي اغتالت إسرائيل قائدها؟


.. رئيس التيار الوطني الحر في لبنان: إسرائيل عاجزة عن دخول حرب




.. مراسلتنا: مقتل قائد -وحدة عزيز- في حزب الله باستهداف سيارته