الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العتاب

وعد العسكري

2007 / 9 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


توجهت إلى نفسي معاتبا لما تحمليني كل هذا العناء والشقاء ؟ لم دائما أعاني من أرق التفكير وأقضي ليلي ساهدا أفكر وأفكر وأفكر ... الوطن أحتل أعلى نسبة من تفكيري فهو قد سبب لي جرحاً لا يندمل .. حتى بدأت أشعر بأنني في ضياع ..نعم في ضياع .. فأنا الآن ضائع مشرد في أحياء ضياعي الفكري .. وبدأت أراقب الزمن كيف يرسم أحداثه معي .. تارة ينصفني وكثيرا ما يظلمني .. إنه الضياع .. والممتع في حالتي هذه إنني أشارك الزمن في رسم الأحداث بريشة فنان مبتدئ للتو بدءا يتعلم فنون الرسم .. لكن بدأت لوحاتي الفنية الفكرية تتجه نحو المدرسة الواقعية في الرسم .. ملونة بألوان الشقاء وخلفية التفكير المؤذي .. والغريب في لوحتي إنها جسدت كل معاناتي التي بدأت تأكل في راحتي .. طيب لما هذا الأرق الذي ينتابني ؟ لما هذا الصمت المدوي الذي أعيشه ؟ لما التعثر في الخطى التي أخطوها ؟ .. ماذنبي ؟ هل لكوني عراقي ؟ هل لكوني أريد كسب لقمة العيش بحلال ؟ إذا كان السبب في كوني عراقي فهذا أمر يزيدني شرفا ! وإذا كان السبب هو سكوتي فذاك ليس ذنبي فالزمن هو المسؤول عن سكوتي ! وحجتي في ذلك هو انتمائي للعراق قلباً وقالباً .. بالأمس قريب كنا نتأمل خيراً لكن على مايبدوا أن كل يوم يمر علينا نحن العراقيين نترحم على اليوم الذي مضى ونتمنى عقارب الساعة لا تدور كي لا نندم على الساعات المؤلمة التي عشناها . خوفا من قدوم ساعات أشد ألماً من أختها التي سبقت .قلت الوطن سبب معاناتي !! نعم الوطن أصبح إبننا الذي كان أبونا في الأمس ؟ كان الوطن يغار على أولاده وبناته لكن اليوم توفي والدنا الوطن رحمه الله .. لكننا نربي إبنه الذي تركه لنا مدركاً بأننا سنحاول الإعتناء به فهو يتيمنا يتيم الوطن ! علتي في الوطن إني أحبه . لكن بعض أبناء الوطن لايحبون أبوهم الوطن الكبير . ولا يحبون إبنه الصغير الذي أنجبته لنا الظروف القاسية .. لما لا تكرهون وليدكم لما تضعون يدكم مع الحاقد الأصفر واللئيم الأسمر والمنافق الأحمر .. لما لا نأخذ قسطاً من الراحة بعد الجولات العديدة من القتال ؟ فلنحاول يوما أن نعيش بسلام .. نعم لنحاول .. وما الضير في ذلك .. لربما نتفق على تربية ذاك الطفل اليتيم الذي أسميناه وطن ! لم نحاول أن نقطع أيديه وأرجله تقطيع خلاف ؟ لما لانداوي جروحه .. لما دائما تثكل النساء ويتيتم الأطفال ويساق الرجال إلى المدافن الجديدة والجديدة دائما ؟ لما دائماً نموت ؟ أنسينا أن هناك رباً أنسينا أن هناك نبياً وولياً وشيخاً ؟ ماذا سنقول لهؤلاء يوم نلتقي بهم في موعدنا القادم والذي ليس بالبعيد ؟ أخي القارئ الكريم إذا كنت غيورا على بيتك وأهلك وعرضك ودينك ومذهبك ..فلتنبذ العنف فلتنبذ القتل ..والدماء ... تذكر أيها القارئ إنك ستسأل يوما ما .ماذا كان ردك ودورك حين شاركت أو ساهمت في قتل أخيك العراقي .. لما لم تمنع الأذى عن أخيك العراقي وكان بمقدورك فعل ذلك بل أكثر .. أتعلم أنك يمكن أن تساهم في درئ القتل والعنف والإرهاب بكلمة فقط لا بالسلاح !!! نعم بكلمة . فرفضك لفكرة القتل أمام أهلك وأصدقائك وعشيرتك سينير عقول السذج من أهلنا العراقيين الذين يمضون مصدقين أن فلانا أجاز قتل الشخص الفلاني كونه من المذهب الفلاني أو الديني الفلاني !!! هذا الموقف منك المتمثل بالرفض للقتل وبث روح التسامح والحوار سينقذ الملايين من العراقيين من مهبة السقوط في جحيم الحرب الأهلية التي زرعها الغزاة وطبل لها مع الأسف السياسيين . قل لي بربك هل كنت تعرف أن زميلك في العمل في ما مضى شيعياً أم سنياً ؟ أجزم وأقول لك كنت لاتتجرأ على التفكير بهذه العقلية الساذجة ، بل ولاتأتي على بالك .. إذن أنت تعرف الآن من السبب في ذلك الملاعيين والسياسيين !! الذين يرومون تقسيمنا وتفرقتنا لكي يجلب لهم كرسي آخر من كراسي الموت القذرة بإسم الطائفة الفلانية أو الإيدولوجيا الفلانية .
عزيزي القارئ يجب عليك التغيير في حياتك فالحياة تتقدم عليك التغيير قولاً وفعلاً وفكراً نحن أبناء اليوم أبناء المستقبل ، صدقني لو فكرت بعقلية الغيور على بلدك ستجد الملايين من يضمون صوتهم إليك ويؤيدونك .. ويجب أن نحتسب فالمؤمن لايلدغ من جحر مرتين والعاقل لايقع في الحفرة مرتين .. دورك في الإنتخابات القادمة هو التغيير .. ثم التغيير .. كي تخفف عنك وعن اخوتك العراقيين معاناتهم ، لانعيد انتخاب القوائم التي أخزتنا بل نبحث عن بديل وإياكم ممن يلتف حولكم بعباءة الدين .. لأن هناك مع الأسف ضعاف النفوس يستغلون الدين لمصالحهم الشخصية الضيقة . ويجب أن لانجبر أهلنا وعشيرتنا وحينا على اختيار القائمةالفلانية لأن ذلك كفر بحق الإنسانية أن نضطهد الناس ونستغلهم ، بوعيك هذا ونباهتك وحذرك ستمنع القتل والإرهاب من العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح