الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعدمين حثالات عند الطبقية وهم صناع التأريخ عند هيغل والماركسية

سلام فضيل

2007 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


‘‘كانت روما في بداية امرها دولة حديثة ذات نظام يقوم على حكم ملكي تتركز السلطة فيه في يد فئة قليلة من الاستقراطية ‘ وحينما تأسست الجمهورية شهدت صراعات طبقية حادة انتهت بإنتصار الطبقات في طبقة واحدة هي طبقة المواطنين‘‘ (الفكر السياسي الغربي –علي عبد المعطي –ص 150 ).
ومن بعد هذا جاء الانبياء الثلاثة ‘ موسى وعيسى ومحمد ‘ وطرحوا فكرة العدالة الاجتماعية وضرورة التقليل من التمايز الطبقي ‘ ولكن في كل هذا ما ان تستقر السلطة وتضيق بها حدودها وتبدء بالتوسع ‘ فتعود الامور على ما كانت عليه من التمايز الطبقي العنصري ‘ اللاانساني ‘ وتنشأ طبقة السلطة ‘ والمستفيدين ‘ ومن ثم النساء وكل المعدمين عمال وعبيد ويطلق عليه حثالة الطبقة ‘ والحثالة حسب قاموس المبسط ’’الرديء ‘ الفاسد ‘المحتجين على السلطة هم حثالة المجتمع ‘‘ اي نفاياتها التي تدفن او تحرق حسب الضرر الذي تستشعره منها الطبقة ‘ وحثالة الطبقة هم الصعاليك جماعة عروة ابن الورد وبلال وعمار ابن ياسر وغالبية مؤسسي مدارس الفكر في البصرة والكوفة وبغداد في القرن السادس .
وهيغل يقول ’’ ان الخالق الحقيقي للتاريخ هو ليس السيد بل هو العبد الذي يعمل ويغير العالم ‘‘ ( ك-عبقريات فلسفية – زكريا ابراهيم –ص 226) ‘
والماركسية تقول في بناء الدولة ‘ على المعدمين والعمال ان يختاروا افضلهم ‘ لادارة العمل وان لايدخلوا في منافسة مع رجال طبقة الحكم البائد إذا ما ارادوا العودة للسطة بحجة الكفائة ‘ لان هؤلاء تعلموا في افضل المدارس واكتسبوا خبرة ومهارة في الادارة و عاشوا مترفين في القصور ‘ بالوقت الذي كان فيه هؤلاء المعدمين حثالة الطبقة مجبرين على العمل في خدمتهم ضمن نظام الاستعباد اومشردين ‘ وبالتالي سيخسرون ‘ ولابد ان يتعاملوا مع الطبقة بقسوة ويجبروهم على العيش في مجتمع المواطنة ‘لانها ستحاول العودة الى السلطة ‘ بشتى الطرق والوسائل والوجوه ‘ ومع رفاقهم اي كل المعدمين يكون التعامل في منتهى التسامح والتعاون والعدالة ‘والاسراع في تعليمهم ودفع الافضل للمقدمة دون اية مفاضلة .
وما يعيشه العالم المتقدم هو الاقرب لهذه الصورة حيث لم يعد هناك طبقة ولا حثالة ‘وكما يقول رالف مليباد ‘ في كتاب الاشتراكية في عصر شكاك بعد ان ساحت الافكار والطبقات على بعضها وانتجت النظام الاجتماعي ومنظمات المجتمع المدني وحقوق االانسان اي مجتمع المواطنة ‘ هو الافضل حتى الان .
ومن كل هذا فإن الحثالة الطبقية هم دعاة الحرية والعدالة والمساوات ومجتمع المواطنة ‘ الذين يصارعون الطبقة وهي كل نظم التسلط وادواتها من لصوص وقتلة وارهابيين وإنتهازيين وصوليين ‘ وتمثلهم ‘ الجبرية في الفكر العربي الاسلامي ‘ التي تقول الله هو من قسم الناس الى طبقة الاسياد ولاينقص من شأنهم القتل والسرقة والاغتصاب وتكفير مخالفها ‘ لانها مقدرة من الله ‘على المعدمين الذين خلقوا لخدمتها.
ومايحصل في العراق منذ سقوط النظام البائد ولحد الان هو طبقة سلطة تريد ان تعود يساعدها مدرسة الجبرية المتمثلة بالجهاد التكفيري الوحشي ‘ وطبقة نشأت بعد الاحتلال ‘ وكلهم ضد غالبة الناس ضحايا النظام المعدمين ‘ الذين يطالبون بالعدالة والمساوات اي مجتمع المواطنة ‘ فيسمون الحثالة المحتجين على السلطة ‘ ويتم التعامل معهم بمنطق علي كمياوي وليس بمنطق العدالة الاجتماعية .
اخيرا كل المسؤولين المتهمين والمدانين بالسرقة وإساءة استخدام السلطة هم ا لطبقة وليس من حثالتها ‘ وعلى سبيل المثال ‘ ايهم السامرائي وحازم الشعلان ومشعان الجبوري المدانين بالسرقة كلهم من الطبقة ‘ القبلية والحكومية والاقطاعية وبالوراثة ومتعلمين واغلب قادة القوة السياسية وحتى التكفيرية هم من الطبقة ‘ وعليه هم اي الطبقة بكل اشكالها ‘ من يتحمل مسؤولية الدمار والخراب وإدامة الصراع ضد الحثالة حسب التصنيف الطبقي المنحط و المعدمين حسب نظام العدالة ومجتمع المواطنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى