الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسلام والغرب/ رؤية سيكولوجية

سعاد جبر

2007 / 8 / 30
حقوق الانسان


تبدى الغرب على حقيقته ، وزالت القشور ، وربما إرهاصات الأحداث المؤلمة التي يشهدها العالم الإسلامي ، على ما فيها من الم وقتل وتعذيب واستضعاف للأمة المسلمة ، واستهانة بها وبمقدساتها وقيمها وثوابتها ، ولكن ذلك على الرغم من ألامه ووحشيته ، أزال القناع عن الوجه البشع للغرب ، بما فيه من عنصرية مقيتة ، وأحادية انفعالية هائجة مائجة .

وأيامنا تشهد مهزلة عالمية للقيم المدنية التي يدعو لها المجتمع الغربي ، وأصبحت مصدر تنكيت العالم ، في ما يدعونه من الديمقراطية وحقوق الإنسان ، والحرية التي لا تعرف ذوقاً ولا اعتباراً للإسلام ، في ضوء نظرة عنصرية ، تحترم فيها الديانة المسيحية واليهودية ، والمعتقدات الأخرى ، ولا تجد طاقتها وجهدها إلا في النيل من الإسلام ورسالته ، وتوجه كيدها العالمي عبر الصحف والانترنت للهجمة على الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم ، حتى أصبح مشروعاً غربياً منظماً، نسمعه كل يوم ، في صحف متنوعة ، ومواقع متعددة ، في رسالة عدائية منظمة ، تبدي مساحات من القلق الغربي من سرعة انتشار الإسلام ، وبالأخص بدايات اعتلائه مناصب قيادية في ضوء لعبة الديمقراطية ، التي يقبلها المجتمع الغربي ، إلا أن يكون أفرادها ينتمون للنهج الأسلامي في السلوك ، لأنهم يريدون إسلاماً ، على مزاجهم هشاً سلبياً يتيح مساحات لاستهلاك بضائعهم الفكرية المتهاوية ، وسلخ المسلم من دينه ، حتى يكون كائن مهجن من بضائع فكرية متنوعة ، يمكن وصفها بأنها حاويات قمامات الشعوب ، من الأفكار والقيم المتهاوية ، فهذه الصورة المثالية التي يريدها الغرب لأبناء الأمة المسلمة .

انكشف الغرب ، وتهاوت مقالته الدعائية ، وغدا على وجه الحقيقة ، لصوصية محضة ، تنادي بالقيم في عقر دارهم ، ويصدرون العنف والإرهاب والدمار والقتل والاحتلال ، وإلا كيف نفسر التعاضد الأمريكي مع أوروبا مع اللوبي الصهيوني وهم يعيثون فساداً في العراق، ودموية في غزة ، واحتلالاً معلناً في أفغانستان ، وتهديد وقح للمقاومة اللبنانية، التي رفعت قيم الإسلام عالية ، بأخلاقياتها السامية التي تكاد تكون مفقودة في عالمنا المتساقط أخلاقياً، واستفزاز سافر للسيادة السورية والنهضة النووية الإيرانية ، في استراتيجيات سياسية عنصرية مقيتة ، تستهدف القوة في الجسم الإسلامي الواحد .

الإسلام صحوة في الزمان والمكان ، والعزة مرتبطة به ، ولا عزة لنا ، ورسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم يهان ، وتشوه صورته في الغرب الأسود المقيت الحاقد ، فلا عزة لنا إلا بأتباع نبينا الأكرم ، ورفع مقامه عالياً ، في ضوء معطيات العصر وإمكانياته ، ولا عزة لنا إلا بذلك ، ومن هنا يجب التصدي لكل محاولات النيل منه ، ومن رسالته المحمدية السمحة ، انه النور الساكن في قلوبنا ، وماء الحياة ، الذي يصنع حاضرنا ومستقبلنا ، والطهر السلوكي في كافة مسارات حياتنا .

مهما نالوا من نبينا الأعظم صلى الله عليه وسلم ، سيبقى شمساً مشرقة في قلوبنا ، حيث تفتح نوافذها للوجود في طاقة نورانية لا حدود لها ، تتجاوز الدنيا بكافة مساحاتها ، لتنير طريق السالكين على الله تعالى ، انه الحب الخالد في قلوبنا ، ولا بد لليل أن يسافر بعيداً، ويسفر الفجر ، فكل متوقع آتٍ ، وكل آتٍ قريب ، ولا بد للأمة المسلمة أن تنهض ، وتتولى مقاليد مشروعها النهضوي التنويري العلمي في العالم اجمع ، فتنشر رسالة النور والتسامح ، ورسالة التواصل الثقافي ، عوضاً عن رسالة الإرهاب الغربي ، والديمقراطية المزورة ، وحقوق الإنسان المشوهة الأحادية ، التي يعتريها دوما قيم اللامساواة ، والحرية الفوضوية العبثية ، التي تدمر الشعوب المستضعفة ، وتختال بنفسها ، ولا تجد لها إلا الإسلام ومقدساته للشتم والأهانات ، لابد للحقيقة أن تنجلي ، لا بد ولو عن قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية