الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوشم ضرورة و ليس موضة!

رعد سليم

2007 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يقولون لماذا كل هذة الهجمات علي امريكا و سياستها ؟ لماذا كل هذه الطعنات من جميع جهات انتقادا لامريكا؟ لو لاها لما استطاعت أي قوة ان تسقط الديكتاتور صدام حسين؟ لو لاها لما كان أي شخص في العراق ان يتكلم عن الديموقراطية و حقوق الانسان؟ لو لا القوات الامريكية لما كان لدى الشعب العراقي اي الحرية ! والديموقراطية ليس بامكانها ان تطبق خلال الايام او الاشهر ، الديموقراطية كما يتصور هؤلاء تحتاج التضحية و الصبر.
يمكن للمرء ان يعطي حقا في بعض الاحيان لهؤلاء المدافعين عن السياسات الامريكية في العالم و العراق. هؤلاء لديهم الحق بان يدافعو عن الديموقراطية وحقوق الانسان الامريكية في العراق . لماذا كل هذة اللوم و الانتقاد؟ يتكلمون عن قتل العشوائي ، الجثث المغدورين، التشرد المليوني، فقر وبطالة، انعدام الامن و القانون، الحرب الطائفية، سلطة المليشيات و الارهاب الاسلامي، انعدام الكهرباء و الماء و الوقود، حرب الشوارع
ان كل هذا هو جزء بسيط من تضحية الشعب العراقي من اجل بناء نظام ديموقراطي في العراق.
لكن بعد احتلال العراق و مجيء امريكا بثقافات جديدة و التقاليد الاوروبية المتمدنة . ويمكن للمرء ان يرى الاشياء الجديدة و الغريبة في شارع العراقي بعد الاحتلال . و ابرزهم ظاهرة الوشم او tattoo.
ان ظاهرة الوشم ليس بالشئ الغريب في اوروبا و امريكا ، كثير من الشباب و شابات في اوروبا. و كثير من الشباب و شابات الاوروبين يحبون و يبرز انفسهم بمثل هذة الوشمات .
ان ظاهرة الوشم او تاتو برزت في العراق في الاونة الاخيرة ، و الكثير من الشابات او الشباب يرسمون علامة من علامات (الوشم) على اجسامهم ، و ان هذه الظاهرة الجديدة في العراق يتكلم عنها الكثيرون و حتى الصحافة ، لكن تصور العراقيين يختلف عن الاوربيين على مسالة تاتو او الوشم ، العراقيين بدأ الكثير يتماشى مع الظاهرة لانه يريدون اجسامهم ان يحمل الاشارة او شيء حتى أقرابهم واهلهم يعرفون جثثهم في حالة قتلهم في انفجار او قتلهم علي ايدي المليشيات . لانه بعد سقوط النظام البعثي قتل الاف الابرياء من قبل المليشيات المسلحة و ترمي جثتهم في الشوارع او الانهار ، ولا احد يعرف منهم هويتهم او اسمهم. و ان هؤلاء القتلى يشيعون بالشكل الجماعي في المقابر . و ان العراقين يفكرون بطريقة اخرى للتعرف على هويتهم في حالة قتلهم علي ايدي المليشيات الاسلامية والعصابات الطائفية و الارهابيين.
معنىي كل ذلك بان الهوية الشخصية، او الجنسية او الاوراق الرسمية لا تساوي شيء في اثبات الشخصية في العراق بعد الاحتلال ، لكن تاتو ظاهرة اكثر مناسبة و عملية للتعرف علي هوية الناس في العراق.
و يقول المراقبون بان ظاهرة الوشم اصبحت عمل جيد لبعض الفنانيين التشكيليين في العراق لان الفن بعد الاحتلال اصبح شيء ليس لدية قيمة ، و ان كثير من الفنانيين العراقيين يبحثون على عمل اخر بدلا عن فنهم ، وعدد كبير من الفنانين بدا بعمل في مجال التاتورين.
هنيئا لنا بكم ايها العراقيين بهذه الهدية!، كفى لوم لامريكا، الشباب محتاجون للتقاليد الاوربية المتمدنة!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ