الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون والحرية يَحُثّونَ الخُطى نحو بعضهم رغم أنف الإرهابيين والظلاميين

عدنان فارس

2003 / 10 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



السِمَةُ الرئيسية والمميّزة في الحديث العربي الراهن "المُهَيْمِن" هي الكذب! الكذب على النفس والكذب على الآخرين .. الكذب على التاريخ وعلى الواقع. الكذب سيد الأخلاق عند "المُهَيْمِنين" من عرب السياسة والإعلام وحتى رجال الدين العرب يكذبون حتى أضحى لديهم أنّ الكذب من الإيمان.

بعد تحرير العراق في 9 أبريل 2003 تعمّد الكذب العربي بالوقاحة والجريمة وبالتحالف الشرّير ضد شعب العراق التوّاق للسلام والحرية.. لم يشهد التاريخ أحداً ينهشُ في لحمِ أخيه مثلما يفعل أدعياء العروبة والإسلام بالعراقيين هذه الأيام. السياسيون العرب المليئةُ أفواههم كَذِبا يقولون: الوضع الأمني والإستقرار السياسي ليس هو الشيء المهم الآن في العراق وإنّما المهم هو رحيل قوّات "الإحتلال"، علماء الدين العرب هؤلاء الشياطين الخُرس يفتون بعدم شرعية مجلس الحكم الإنتقالي العراقي ولكنّ ألسنتهم تنعقد أزاء تقتيل العراقيين على يد صدام وبعثه قبل التحرير وعلى يد فلوله وحلفائهم بعده، رجال الإعلام العرب وصبيانه يُسمّوُن قتلة ومُروّعي الأطفال والمدنيين الأبرياء هنا وهناك شهداء واستشهاديين أمّا جرائمَهم فهي مقاومة ضدّ الإحتلال.

العراقيون، بعد طولِ غيابٍ وتغييب، على موعد مع الحرية، ولا ينعقدُ هذا اللقاء المبارك إلاّ بأن يرفع العُروبيون والإسلاميون أياديهم عن العراق. أولئك المُتحجّجون بحرية الإعلام والصحافة كيف يتعاملون الآن مع الجهد العراقي في سبيل إرساء أسُس الحرية والعدالة الإجتماعية في بلدٍ غابت حرية إعلامهم عن نقلِ أخبار النزيف فيه على مدى عشرات السنين قبل 9 أبريل 2003، دُعاة القومية والإسلام وبكل ماأوتوا به من حولٍ وقوة تستّروا على جرائم جلاّدي شعب العراق بل وبرّروا تلك الجرائم نراهم اليوم ينتقمون من العراق وشعبه على رحيل صدام وبعثه. أدعياء العروبة والإسلام من سياسيين وإعلاميين ورجال دين يعرفون تمام المعرفة أنّ الشعب العراقي ما كان بمقدوره لوحده إنقاذ الحياة في العراق حيث أنّ هذا الشعب وبفعل جرائم البعث المُكثفة والمُتمَيّزة ضدّه وبدعم هؤلاء الأدعياء المُباشر والمُتنوّع لصدام، أصبح مسلوبَ الإرادة ولا حَوْلَ ولا قوة وينتظر المُعجزة.. وشاءَ اللهُ أن يكون خلاص الشعب العراقي على يَدِ من أدركوا، أخيراً، أنّ صدام وبعثه هما لوحدهما "سلاح دمار شامل".

لقد كشف قومجيو العروبة والمتأسلمون من خلال نصرتهم لصدام ومُعاداتهم لشعب العراق أنّهم أعداء الحياة الحرّة الكريمة في كلّ مكان، إنّهم إرهابيون وضميرهم الإرهاب.. إنّهم كأنظمة وتنظيمات وأشخاص مطلوبون، وأنّ مُطاردتهم أينما وُجدوا حتى في عقر دارهم حقٌ وواجب. نتمنّى على الشعب الأميركي العظيم ومجلس نُوّابه أن يكتبوها واضحةً صريحةً لا تقبل التأويل، فبدلاً من سَنِّ قانون "مُحاسبة" نُريدُ قوانين "مُطاردة الإرهابيين" و "تحرير الشعوب".

من حينٍ لآخر أستلم رسائل أليكترونية يتساءل فيها أصحابُها عن " كم يُدفع لي" مقابل مثل هذا الكلام، لم أجب على أية رسالة.. ولكني أرى من المُناسب الآن أن أعلّق بشيء على مثل هذا التساؤل:

قوى الظلام والإرهاب هي التي بحاجة لمن يُسوّق لها نواياها الإجرامية، هذه القوى الآن بحاجة ماسّة لمأجورين في ثقافة التظليل والتزوير في سبيل إطالة عمر التخلف والإستبداد والضَياع الذي تُعاني منه الشعوب، ولم يكتفوا بتأجير أفراد إنّما نراهم لجأوا الى خلق مؤسسات إعلامية ضخمة "أرضية وفضائية" واشتروا ذمم أخرى تَعتبر نفسها رائدة في مجال "حرية" الإعلام والصحافة! قوى الظلام والإرهاب لا تعيش إلاّ على الكذب والدجل وطمس الحقائق، أنظمة وتنظيمات الظلام والإرهاب هم الذين يدفعون ويتاجرون في سوق الضمائر الميتة والأقلام اللئيمة والحناجر الخبيثة، أمّا قوْل وكتابة الحقيقة والتبشير بحرية الشعوب فلا يحتاج إلاّ إلى ضمير ديموقراطي ومشاعر إنسانية حيّة ثوابها الوحيد هو عراق حر ديموقراطي متطوّر ضمنَ شرق أوسط ترفرفُ في سماءهِ رايات السلام والحرية والديموقراطية، وضمنَ عالمٍ أكثر إنسانية!


عدنان فارس

12 -10 2003

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خامنئي و الرئيس الإيراني .. من يسيطر فعليا على الدولة؟ | الأ


.. مناظرة بايدن-ترامب .. ما الدروس المستخلصة ؟ • فرانس 24 / FRA




.. #فرنسا...إلى أين؟ | #سوشال_سكاي


.. المناظرة الأولى بين بايدن وترامب.. الديمقراطيون الخاسر الأكب




.. خامنئي يدعو الإيرانيين لمشاركة أكبر بالانتخابات | #غرفة_الأخ