الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع السياسي وحال العراق

علي قاسم مهدي

2007 / 9 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد بات من شبه المستحيل الوصول إلى حل أو حلول مرضية بالنسبة للوضع السياسي القائم في العراق بسبب عدة حالات افرزها الواقع الراهن ،تتطلب الكثير من الجهد من اجل الخروج بنتيجة تخدم الواقع العام للشعب العراقي ، الذي نهشت جسده الكثير من المفارقات السياسية والاجتماعية . وكل هذا جاء نتيجة التخبط السياسي الواضح من جميع الأحزاب والتحالفات والكتل التي تشكل النسيج السياسي للبلد . ويمكن إرجاع هذا التخبط والعجز بعدم الوصول إلى النتائج الجيدة إلى ضعف فاعلية الأحزاب من الناحية السياسية وعدم التوافق فيما بينها وطنيا وضياع الصورة الواضحة للكثير من مشاريعها السياسية . حيث بات واضحا مدى الهوة التي تفصل فيما بينها . وهذا جاء نتيجة منطلقات عرقية وطائفية ،لا تحمل إي صفة وطنية تمكنها في النهاية من رفد الواقع السياسي بصورة صحيحة .فلو نظرنا إلى ايديلوجية كل منها على حدة لوجدنا التناقض الواضع الذي لا يصب في مصلحة البلد وكل هذا بسبب التسرع بتشكيل تلك الأحزاب والحركات . إن مكمن العلة واضح ،وهو إن معظم الأحزاب والحركات تلك لا يوجد لديها خطوط وأيدلوجية ثابتة واضحة ،وفي نفس الوقت نجدها متقلبة تعلن عن حال وتتراجع عن آخر ، حيث جعلتها تتخذ الكثير من المواضيع التي لا تتوافق مع المصلحة العامة ،ونرى السلوك الفردي المغلف بالكثير من الازدواجيات المزاجية يتحكم بخطوطها السياسية العامة، وهذه مصيبة نحصد ثمارها ألان وستكون وبالا علينا في المستقبل .وستترك الكثير من التراكمات التي ستشل الحركة السياسية والاجتماعية. وسوف يكون الوجه الحقيقي للواقع أشبه بصرا عات مستمرة والى الأبد . فعدما تجد الخلاف واضح وصريح داخل المؤسسة الواحدة أو الحزب الواحد هذا ينذر بنتائج كارثية في المستقبل القريب حيث يمكن لهذا الخلاف أن يشتت الراى الصائب لوجود الخلاف أصلا ويجعلنا نعيش حالة من التناقض الواضح . إن التناقض بحد ذاته أحدث شرخ في المنضومة السياسية وتحول بالنتيجة إلى المنضومة الاجتماعية وأسس كذلك تباعدا لايمكن تقاربه بأي شكل من الأشكال ،إلا إذا تم التخلي عن البرامج العلنية والخفية وهذا احتمال من الخيال ،حيث لو استقرأنا الواقع لوجدنا التنافر الشي الوحيد القائم حاليا .وهذا يجعلنا إمام تساؤلات جمة .فلا البرلمان ولا الأحزاب ولا حتى القوة الشعبية تستطيع أن تغير الموازين والقياسات داخل منظوماتها . وليستعد هذا الشعب إذن إلى ما هو أسوء بالمستقبل القريب . فإننا نجد التضاد مع الآخر دون إن نعي إبعاده لمجرد الاختلاف في مواضيع قد يكون التخلي عنا ألان انفع وأفضل . من أين لنا أن نترفع عن الميادين التي شكلت صراعا فكريا ضاريا دون أن نغير ولو تغييرا بطيئا وتدريجيا مبنيا على فكر صحيح تتبلور فيه المصالحات والتكيف الموضوعي .تنطوي الإجابة عن ذلك على أهمية بناء نظريات سياسية واجتماعية تتباين فيها الرؤى الصحيحة وتتوفر فيها الشروط المنتجة للتوافق الوطني بالدرجة الأولى والتوافق ألمصلحي على أساس إن الوطن واحد ،وكل هذا يتمثل بنهضة واستعداد لإحياء عناصر المحبة والنقد البناء ومواجهة المشاكل دون اللف والدوران خارج الموضوعات المهمة التي تمس الواقع من الصميم . فالمشكلة مازال الكثير من السياسيين يدورون خارج حلبة الصراع .ولم يلج لحد ألان إي من الحركات في صلب الحدث .فهناك الكثير من المشاكل العالقة والتي تعتبر من اخطر الموضوعات وهي الطائفية التي أججها الكثير بتصرفات حمقى وتركها تنهش الجسد العراقي وابتعد كل البعد عنها ،وراح يطبل لمواضيع أخرى بإيقاع جديد .لقد مل الشعب ألاعيب الكثير من السياسيين وسئم الحياة بسبب ما افرزه الواقع .فلحد الآن لم تحدد الكثير من الأحزاب والجهات موقفها مما يحدث يوميا من إرهاب يزهق الكثير من أرواح الأبرياء ،ولم نجد تفسيرا واضحا يجعلنا نؤمن بشرف ونزاهة مناهجها لا بل العكس الذي يؤكد تورطها بسفك دماء الأبرياء فعلى الكل إن يحدد وبشكل لا يقبل المواربة والمخادعة إذا كانوا جادين في المشاركة في بناء العراق الجديد وإلا ستكون حال الجميع على شفى حفرة من دمار لا تحمد عقباه.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص