الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليت السيد نوري المالكي يفعلها ويستقيل قبل ان يقيل !!

كوهر يوحنان عوديش

2007 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


قبل ايام انتابت السيد نوري المالكي ثورة غضب كبيرة اثر تصريحات وزير خارجية فرنسا – وبعض اصحاب القرار واعضاء مجلسي الشيوخ والكونغرس الامريكي، الذي لولاهم لكان صدام وسلالته يتمسكون بكرسي الحكم لاجل غير مسمى - التي دعى فيها الى اقالة السيد المالكي ليس لانه غير جدير بهذا المنصب بل لان ادائه واداء حكومته غير ليس بالمستوى المطلوب.
كل من يستمع الى التصريح الصحفي للسيد نوري المالكي يتفق معه على الاقل في نقطة واحدة ومهمة وهي ان العراق دولة ذات سيادة مستقلة ولسيت ضيعة من ضيعاتهم او محافظة من بلدانهم ليدعو الى اقالة رئيس وزرائها الذي وصل الى سدة الحكم جراء انتخابات اعترفت بها الكثير من البلدان، لذلك لايحق لهم التدخل في شؤونها والمطالبة بتغيير رئيسها حسب ما تقتضيه مصالحهم.
يحفظ لنا التاريخ الكثير من الامثلة على تعنت الرؤوساء بأرائهم وقراراتهم التدميرية حيث ربطوا مصير البلد وشعبه بمواقف خاطئة، وخير مثال على ذلك الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي لم ينصت او يستمع الى نصائح ونداءات الرؤوساء والمنظمات والهئيات الدولية والشخصيات السياسية التي طالبته بالانسحاب من الكويت عند غزوها او التنحي عن الحكم سلمياً عندما قررت الولايات الامريكية المتحدة الاطاحة بنظامه، فلو تعامل صدام بالقليل من المرونة والعقلانية مع الاحداث لما حصل للعراق مع حصل ويزال يحصل.
من حق السيد المالكي كرئيس وزراء منتخب ان يطلب اعتذاراً رسمياً من وزير خارجية او غيره من الشخصيات الرسمية او السياسية التي تطلب اقالته لان هذا يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية للدولة، لكن في نفس الوقت هناك امور اكثر اهمية من هذا التصريح تطلب التوضيح والاعتذار والعمل على اجندتها، كان الاولى بالرئيس ان يطلب اعتذرا وتوضيحا من الجمهورية الاسلامية الايرانية لما يحصل من قصف للقرى الحدودية في اقليم كردستان، كان الاولى ان يبحث اوضاع المهجرين داخلياً والمقيمين في دول الجوار، كان الاولى ان يبحث ويدرس مشاكل العامة من الشعب مثل شحة الادوية وتوفير المياه الصالحة للشرب والعمل على بسط الامن في المدن الخارجة عن سيطرة الحكومة المركزية ( مثال على ذلك الدويلات الاسلامية المنتشرة في المحافظات الجنوبية )، والعمل على الغاء الميليشيات وتجريدها من السلاح.
اداء حكومة المالكي ليس بالمستوى المطلوب والاوضاع في العراق خير دليل على ذلك، فالشعب العراقي ليس بحاجة الى نصيحة فلان او تقرير علان ليعرف ان العراق تحول الى جحيم، فالعراق الذي يعتبر من اغنى دول العالم تحول ( ولا زال التدني في الوضع الاقتصادي والمعاشي مستمرا ) يعيش اغلبية مواطنيه تحت خط الفقر، اضافة الى الوضع الامني المتردي الذي يزيد الطين بلة، عجز واداء الحكومة واضح وليس بحاجة الى تفسير او توضيح.
نعم اعتذر وزير خارجية فرنسا للسيد نوري المالكي حيث قال ( عبرت له عن اسفي ... والذي قد يغادرنا قريبا )، وهذا يرضي المالكي طبعاً كرئيس وزراء تأخذ تصريحاته بالكثير من الاهمية !!!!! لكن لم نسمع السيد المالكي يوماً يعتذر للملايين من العراقيين الذين يقفون تحت شمس تموز طوابير لاستلام بضعة لترات من النفط وباسعار خيالية (نفطنا الذي يذهب باسعار رمزية الى الاردن وغيرها من الدول اصبح من المحرمات علينا ) او استلام لترات معدودة من البنزين ونحن نكاد نسبح بالنفط ومشتقاته، لم نسمعه يوماً يعتذر للثكالى او الامهات المنتظرات امام مستشفى الطب العدلي لاستلام جثث اولادهم وفلذات اكبادهم، لم نسمعه يوماً يعتذر للنساء المنتظرات ازواجهن المفقودين اما في السجون السرية او المرمية جثثهم في نهري دجلة والفرات لتصبح طعاماً للاسماك، لم نسمعه يوماً يعتذر لليتامى الذين فقدوا ابائهم في ظل حكومته على اسس طائفية وحزبية وعرقية، لم نسمعه يوماً يعتذر للشعب العراقي لفقدانه لابسط الحقوق ومتطلبات الحياة مثل الكهرباء ( التي صرنا نحتفل بها مع اعياد الميلاد ورأس السنة لانها تزورنا مرة كل سنة ) والماء النقي الذي اصبح رمزاً للرفاهية في عراق اليوم ....... نعم لم نسمعه يعتذر لكل ما يحدث لشعب بكامله في ظل حكومته لكنه طلب بالاعتذار له على تصريح يطلب باقالته!!
كان من الممكن ان يصبح المالكي اول رئيس وزراء يبكيه الشعب العراقي ويندم على رحيله لو قدم باستقالته واعتذر للشعب على سوء ادارته وعدم تمكنه من الخروج من دوامة العنف وطوفان الفساد الذي يضرب العراق، او كان من الممكن ايضاً ان يصبح اول رئيس وزراء يشهد به على اخلاصه ووطنيته لو لم يكن جيش المهدي يحكم بغداد ويسلب هذا ويحجز بيت وممتلكات ذاك في وضح النهار، لو لم تكن المخابرات الايرانية تتحكم بامور الحكم وتنفذا اكبر العمليات الاجرامية من قتل وتهديد للاطباء والاساتذة واصحاب الشهادات العليا، لو لم تكن سيارات الاسعاف التابعة لوزراة الصحة تفخخ وتملأ بالمتفجرات من ثم تفجر في المستشفيات، لو لم توزع المناصب الوزارية والحكومية على اسس طائفية، لو تم التعامل مع كل العراقيين بلا مفارقات على اساس عراقيتهم وليس على اساس طائفتهم ومذهبهم ومكانة زعيمهم ........
ليت السيد يستقيل قبل ان يقيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ