الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في العلاقة بين القومية والوطنية والديمقراطية-2
معقل زهور عدي
2007 / 9 / 1مواضيع وابحاث سياسية
القومية العربية والوطنيات القطرية :
خلال العقود السابقة أظهرت الوطنيات القطرية هشاشة وقابلية للانكسار ، ومثال العراق ليس المثال الوحيد في هذا الصدد وان كان الأكثر افتضاحا ودموية ، لدى البعض يطرح ذلك مسألة التأكيد على الهوية الوطنية ، لكنه يطرح منطقيا أيضا مسألة الانتماء القومي كهوية حضارية بمواجهة الطائفية المتعصبة والمتخلفة .
بطريقة أخرى الانتماء القومي مطلوب كهوية جامعة بسبب عدم كفاية الوطنيات القطرية وعجزها عن الوقوف بوجه الطائفية تحديدا .
اذا تصورنا اليوم خلاصا للعراق من مصير تقسيمي فالأرجح ان ذلك الخلاص يمر عبر نمو وعي قومي عربي لدى الشيعة يعاكس التيار الطائفي الذاهب باتجاه التقسيم والالتحاق بايران ، ويمثل نمو هذا الوعي نموذجا للوظيفة التقدمية للفكر القومي المتجدد .
اذن بدلا من التحليق بعيدا لابد من التقاط الأفكار المرتبطة بواقع الصراع الجاري وتطويرها .
في لبنان هناك مقاومة تزداد عروبة باطراد ، فقبل عشرين عاما كانت العروبة تهمة بالنسبة لحزب الله ، اليوم يختلف الأمر جذريا ، بعد حرب تموز أصبح حزب الله أكثر عروبة من أي وقت ، وفي قلب المعركة كان السيد حسن نصر الله يتكلم عن الدفاع عن الأمة وانتصار الأمة ، ورغم وجود بعض الغموض في مفهوم الأمة المقصود الا ان المستمع العادي لابد أن يذهب لمفهوم الأمة العربية او الأمة العربية – الاسلامية .
مقابل ذلك فان الأفكار الانعزالية التقليدية للمارونية السياسية تظهر اتجاها متزايدا نحو التعديل ، ففكرة العروبة الديمقراطية أصبحت أكثر رواجا ، كما ان فكرة الخصوصية اللبنانية المرتبطة بخصوصية فينيقية مزعومة تكاد تحتضر .
وكما في حالة العراق فخلاص لبنان سيمر على الأرجح بازدياد انخراط حزب الله وتياره السياسي بفكرة الانتماء العربي ، وكذلك المارونية السياسية ، هكذا تصبح العروبة بالنسبة للبنان جسر تلاق ، ومعبرا نحو الانعتاق من أسر الطائفية .
يظهر التحليل السابق مدى الخطأ في تأسيس الوطنية اللبنانية في مواجهة سورية ، وكيف أن من يسيرون في هذا الاتجاه يعملون في اتجاه معاكس لخلاص لبنان .
حتى الآن أظهرت الوطنية اللبنانية – رغم التغني الواسع بها – عدم كفايتها للحفاظ على تماسك لبنان بوجه الانقسامات الطائفية ، وتعيدنا تلك الحقيقة لدور مستقبلي للعروبة في استعادة اللحمة والتماسك ضمن المجتمع اللبناني ودفعه في طريق الخلاص من الطائفية السياسية ونتائجها المدمرة .
لكن حين تصبح العروبة ملجأ وملاذا للوطنية في مواجهة الطائفية ، يصبح من حقها أن تتبوأ مكانة أفضل داخل المجتمع ، ولذلك تبعاته على أكثر من صعيد ، لكن أكثر ما يجذب الانتباه هو الصعيد السياسي ، فتجدد الفكرة القومية العربية وتجذرها داخل حيز الوطنية القطرية ذاته يوحي بعروبة عابرة للحدود القطرية واذا كانت وظيفة العروبة داخل حيز الوطنية القطرية تتمثل في مواجهة الانقسامات الطائفية ، فما هي وظيفة العروبة عابرة الحدود ؟
اقتصاد أوسع ، انسياب لقوى العمل والاستثمارات ، انتقال للأفراد بحرية أكبر ، تبادل تجاري وثقافي ، الا يشعر الجميع اليوم بحاجة ماسة لكل ذلك ؟.
في بلدان الخليج ثمة طلب للقوة العاملة ، وفراغ سكاني ، وفي بلدان مثل بلاد الشام ومصر ثمة فائض بشري وكفاءات مهدورة ، وفرص كبيرة للاستثمار .
لكن قبل ذلك وأهم منه تأتي ضرورة الدفاع عن المنطقة العربية بوجه نظريات ملء الفراغ ، فالحملة العسكرية الأمريكية لم تنته بعد ، وبعد أن تنتهي بالفشل كما هو متوقع ، ستحتاج المنطقة الى جهود كبيرة للدفاع عن هويتها وأمنها ، ولايحتاج لتفكير عميق الاستنتاج أن العروبة ستكون لحمة تلك الجهود ومرجعيتها ، كما هو الحال داخل الوطنيات القطرية .
ثمة مقولة سابقة كانت تقول ( الاشتراكية او البربرية ) بما يعني أن البديل عن الاشتراكية تاريخيا ليس سوى الانتكاس نحو البربرية ، لن نناقش هنا تلك المقولة ولكن المرء أصبح يرى بطريقة مشابهة ( العروبة او الطائفية ) فالوطنية القطرية لم تعد قادرة على الدفاع عن نفسها كما نرى في العراق ولبنان .
مكانة الديمقراطية في العلاقة مع القومية والوطنية :
يعني الطرح الديمقراطي القطع بصورة تامة مع الفكر القومي الشوفيني ، وافساح المجال للقوميات الأخرى والنظر اليها بروح المساواة والأخوة ، فالقومية الديمقراطية هي وعي للهوية الثقافية والحضارية لايتضمن شعورا بالتفوق أو التنكر للآخر .
والعروبة الديمقراطية لاتشكل فقط ضمانا بوجه استخدام العقيدة القومية ضد القوميات الأخرى ولكنها تشكل ضمانا أيضا ضد استخدام القومية غطاء للاستبداد ، بل هي ضمان لجميع الأقليات ضد تذويب خصوصياتها الثقافية وذلك بالضبط مغزى انتشار مفهوم العروبة الديمقراطية في لبنان مؤخرا في أوساط المارونية السياسية.
يقدم المفهوم الديمقراطي حلا للعلاقة بين الوطنية القطرية والقومية ، فالانتقال من الوطني نحو القومي على الصعيد السياسي لايمكن ان يكون قسريا بل لابد ان ينبع من ارادة شعبية ديمقراطية ، والمؤسسات الديمقراطية التي تتيح ذلك الانتقال هي وحدها القادرة على حمايته وتصويبه ، وذلك هو درس تجارب الوحدة السابقة ، لكن مثل ذلك الانتقال لايمثل سوى لحظة من لحظات تجسيد الوعي القومي الديمقراطي في الواقع ، هذا الوعي الذي يمتد لمساحات أوسع بكثير من خطوات محدودة هنا او هناك ، ومن الضروري الابقاء على مسافة كافية بين ذلك الوعي وبين أية خطوات سياسية محددة ، فالوعي القومي الديمقراطي يرتبط بمفهوم الانتماء والهوية ويمثل ذلك مرجعية عليا غير قابلة للاختزال بأهداف سياسية محدودة ، في السابق ظهر الوعي القومي باعتباره عقيدة للوحدة ، وحين ضربت تجربة الوحدة بين سورية ومصر اعتبر ذلك فشلا للفكر القومي ، الوحدة أي وحدة ناتج للوعي القومي ، لكنه مثلما كان سابقا عليها فسيستمر بعدها ويتجدد طالما أن التاريخ يمنحه الفرصة ليكون مهمازا لتقدمه الذي لايتوقف.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هكذا اعترف عمار لريم بحبه لها ????
.. مصر: طبيبات يكسرن تابو العلاج الجنسي! • فرانس 24 / FRANCE 24
.. كندا: حرائق تحت الثلج! • فرانس 24 / FRANCE 24
.. مارين لوبان: بإمكاننا الفوز بهذه الانتخابات وإخراج فرنسا من
.. أكثر من 3 تريليونات دولار.. لماذا هذه الاستثمارات الضخمة في