الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آثـــــار

عفيف إسماعيل

2003 / 10 / 14
الادب والفن



إلي صديقي "وسواف تُل" عاشق مدينتي المنسية


الحصاحيصا:
بَصَقَها النيلُ الأزرقُ ذاتَ ضَجَرٍ على ضفَّتِهِ اليُسرى
 ولم يغسِل وَجْهَهَا من بَقَايَا الزبدِ والغُبَار
صوفيا:
قُرْبَ فندقِ الخُطُوطِ الجوِّيَّةِ البُلغاريَّةِ يوجَدُ نَفَقٌ أرضِيٌّ، تَسْتَطِيعُ أنْ تُبَدِّل كُلَّ ما تَمِلكُهُ من دولاراتٍ تَشترِي تَبْغاً فاخراً وامرأةً تَصلُحُ لكافَّةِ أغراضِ مسافِرِ الترانسيت ،رُبَّما تَجِدُ تُركياً يَتَحدثُ قليلاً من العربيَّة يُذكرُكَ بقهرٍ مسكُوتٍ عَنْه، إنْ لَمْ تَكُنْ ذا معرِفةٍ بأهواءِ الغجرِ وفُنُونِهم لاصطِيادِ الحَيَاة سوفَ تَسْرِقُ تلكَ الهَارِبةُ من أُسْطُوَرةٍ ما كُلَّ ما بَدَّلتهُ مِنْ دولارات قَبْلَ أنْ تُفِيقَ مِنْ دَهْشَتِك بِها أو يَغِيبَ صَدَى ضَحْكَتِها وبَقَايا الكُحْلِ الذي يَكَادُ أَنْ يَتَدَفَّقَ مِنْ عينيها.
الحصاحيصا:
كُنَّا نُسَمِّيهِ العَالِي
رُبَّمَا لأَنَّنَا صِغَارٌ لم نُدْرِكْ أَنَّهُ مُجَرَّدُ تَلِّ تُرَابِيٍّ صغيرٍ لا يستطعُ أن يحجبَ عَطساتِ أخَيََ الأكبَرِ في المدرسةِ المُجَاوِرَةِ عَنْ أُذُنِ أُمِّي.
قَدْ تُشيرُ لَكَ أصَابِعٌ فرِحَةٌ إلى منزلٍ آيلٍ للسُّقُوطِ
( لابُدَّ أن يَتَحَوَّلَ هذا المبنى  يوماً ما إلى متحف، فهُنَا كَانَ يَسْكُنُ فَنَّانُ القَرْنِ الآتي" مصطفي سيد أحمد")
القاهرة:
جَبَلُ" المُقطمِ" لَمْ يَعُدْ أَحَدَ أَوْتَادِ اللهِ في الأرْضْ، تَنَاهَشَتْهُ أسنانٌ معدِنيةٌ حادةٌ من كُلِّ الإتجَاهات، يُهْدِي المدينةَ قُبْحَاً مُهْمَلاً والكثِيرَ من الغُبار.
من الدَّاخِلِ تَبْدُو "قلعةُ صلاح الدين" عصريةً جداً بعد التَّرْميمِ الأخير‍
من سُوقِ "أمبابة" قَدْ تَشْتَرِي من أحَدِهِم جَمَلاً ، عندَ التَّسْلِيم يُعْطِيكَ أرْنَباً ترابيّ اللَّونِ بمقوَدٍ طويلٍ يحاولُ أنْ يُقْنِعَكَ بأنَّهُ ما اتَّفَقْتمُ عليهِ بالأمس، ويَخْتِمُ تَعْدَادَ مَحَاسِنِهِ
- إنَّهُ جَمَلٌ  من سُلالةِ نِادرةٍ سوف يَكْبُرُ على مَهلٍ
فتُعطِيهِ من جيبِكَ الأيْسَرِ فأراً
- مممما هذا؟؟‍
- فيلاً
في مقهى "ريش" ما زال التَفْعيليونَ يتساءلُونَ بغَبَاءٍ :
هَلْ قَصِيدةُ النَّثْرِ شِعْرٌ ناقص؟؟
قَبْلَ أنْ تُغَادِرها إلى مدينةٍ أُخْرَى عليكَ أن تَحرِص أنْ تَرَى ابتسامةَ أبي الهَوْلِ وهو يَتَفَرَّجُ على "أوبرا عايدة" على سَفْحِ الهرم.
الحصاحيصا:
إن كُنْتَ عابراً في طريقِ "مدني – الخرطوم " الشَّهيرِ بطَريقِ الموتِ،سَوفَ تَقرأَ لافِتَتَها فَتَظُنُّها مدينةً كبيرةً بحَجمِ عَدَدِ حُرُوفِها وامتدادِها الطُّوليِّ الخَادِع،لكِنَّها صغيرةٌ صغيرةٌ – بلا أسرار -  يستطيعُ " حُوتَه" ذو الوَجهِ المنغوليِّ أن يسرُدَ فضائحَ ليلتِها السَّابقَة  في إستاد كورة القدم، كذلكَ يَفعلُ معتوهُها المحبوبُ في العَرضِ السينمائيِّ المسائيِّ، وعندَ بائعةِ الشايِ التي أتَتْ في عامِ المَجَاعةِ سَوفَ تَجِدُ أخْبَاراً طازِجةً بعددِ ألوانِ وجهِها الذي بَقَّعَتْهُ المساحِيقُ بَيْدَ أَنَّ ساقَيْها مازالتَا بلون الأبنوس.
برلين:
الجِّدارُ لم يعُدْ رَبْطةَ عُنُقٍ خَانِقَةٍ على عُنُقِها الشَّهيِّ، تَلاشَى بلا عَوْدَةٍ ذاكَ الهتافُ المكتومُ:
" أوْقفُوا القَتْلَ عِنْد الحائِط"
" أوْقفُوا القَتْلَ عِنْد الحائِط"
" أوْقفُوا القَتْلَ عِنْد الحائِط"
        عِندَ بوابةِ " جراندنبرج" سوقٌ يعجُ بِكُلِّ الأجناسِ يبيعُ للسياحِ سِيرةَ الذينَ عبرُوا من هُنَا إلى الخدعةِ الكُبْرَى، وفي أكياسٍ مذهبةٍ بقايا الأحجارِ بخمسةِ دولارات، أحدُهُم يهمسُ في أُذُنِكَ بحذرٍ:
- إِنتبِه
  الرجلُ الذي تطوَّعَ أَنْ يكَونَ مُرشِداً سياحياً لك شاذٌّ جنسيٌّ!!
الحصاحيصا:
لا أَحَدَ يعرِفُ متى يجىءُ؟؟!
أو يذهب!
إنَّهُ أعقلُ مَجنونٍ عَرِفَتهُ شوارِعُها، ينادُوَنُه بأسماءَ كثيرةٍ عندما يصيحُونَ به "يوسف" يبتسمُ بصفاءٍ ثم يهرولُ سريعاً، يتوقَّفُ فجأةً رافعاً يديهِ إلى أعلى وأصابعُهُ تشيرُ بعلامةِ النَّصْر،يركعُ علي الإسفلتِ في صهدِ الظهيرة، ثم ينهضُ راكضاً يَتْلوُ سُبَابَاً متواصلاً ويذوبُ كصدى تأكُلُهُ الجِّهَات.
الإسكندرية:
يَهْواهَا الغُزَاةُ
     والمتُسكعونَ
           والمُقامرُونَ
              والمُغامرُونَ
                  والعُشاق ُ
                    والمنفيُّونُ
              والمهووسُونَ بالحَيَاة
أزْرَقُها الشَّاسِعُ يُضَاجِعُ كُلَّ السابِحَاتِ أمَامَنَا ولا يَخْجَلُ
                                              ولا يَفترُ
                                              هِيَ لوحةٌ لَمْ تَتِمُّ لـ " سيف وانلي".
الحصاحيصا:
قَبْلَ مُنْتَصَفِ اللَّيلِ بقليلٍ يَنَامُ سُكَّانُها الفُقَرَاءُ ،بحذرٍ مدروسٍ يسيرُ السُّكارى، المِثليون الأرِقونَ يُقلقونَ شوارِعَهَا بعَرَبَاتِهِم الفَارهة بَحْثاً عن صيدٍ تائِهٍ يُطِفئُ ظمأ ليلهمُ الطَّويل.
قداينسك:
يا الله أينَ أنَا؟؟
وُقُودِيَ يَنْفَد
بُوصِلِتي أصابَهَا  العَطَب
ما كُلُّ هذا الشُّسُوعِ المُخْضَرّ؟؟
وهذا النَّهر
لابُدَّ أَنَّهُ النَّيلُ الأزرق
أيُّ مخيالٍ فنانٍ ذاك الذي خَطَّط حِمَارَ الوحشِ كذا؟!
قطعانٌ من الزَّرافاتِ
والفيلةِ
   والقرودِ
     والغزلان ِ
تَتَراكضُ من تحتي
تفرُّ من هَدِيرِ " الانتينوف" المرعب
أسرابٌ من الطيوُرِ المزخرفةِ المرتبكةِ تصطدمُ بالأجنحةِ المعدنيةِ
يا الله
وقودي ينفذ؟
لا مَفَرَّ
لا مَفَرّ
وداعاً أحبَّائي بـ"قداينسك"
وداعاً أحبائي
وداعاً أحبائي
وداع أحبائي
وداع
- لك شارِبُ وملامحُ " ليِخ فَاوَّنسَا"
- ما أجملَ التضامُن لقد تظاهرتُ يوماً من اجلهِ
- إنَّهُ مُخربٌ عظيم
- ربَّما الذين من قَبلِهِ أيضاً، دع القَمْحَ ينموُ والناسَ تَخْتَار
- مهلاً عزيزي " وسواف تُل" لمَ العجلة؟
- إنِّي ذاهبٌ كَي ادهن الأبدِيَّةَ بالأَخْضَرِ الأَخْضَرْ ثُمَّ أسرِي بمَمَرِّ رائحةِ الخَفَاء إلى الحصاحيصا، لي فيها ضَوْءُ قَمَرٍ طُفُوليِّ أحِبُّه،رُبَّمَا ألقاكَ هُناك عصفوراً يعانِدُ العاصِفَة.
3ديسمبر 2002 يونيو ‏2003‏‏

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف