الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جَمْرُ الْجَلِيْدْ

صلاح الدين الغزال

2003 / 10 / 14
الادب والفن


قَدْ جِئْتُ أَرْسِفُ بِالأَصْفَـادِ يَحْمِلُنِيْ
بُؤْسِيْ وَقَدْ أَوْهَنَ الإيْصَـادُ أَنَّاتِيْ
فَلَمْ أُلاقِـيْ لَدَى الإِيْمَـاضِ بَارِقَةً
يَلُوْحُ مِنْهَا بَصِيْصٌ يُذْكِيْ إِنْصَاتِيْ
عَلَى النَّحِيْبِ بِجُـرْحٍ لَنْ أُضَمِّـدَهُ
أَوْجَزْتُ بِالنَّزْفِ لِلْحَـادِيْ حِكَايَاتِيْ
بَنَيْتُ عَرْشـاً مِنَ الأَوْهَـامِ يَقْذِفُنِيْ
جَمْرُ الْجَلِيْـدِ عَلَى أَشْـلاءِ أَمْوَاتِيْ
وَجِزْتُ دَرْباً مَدَاهُ الْخَوْفُ مُلْتَحِفـاً
ثَوْبَ الْهُمُوْمِ عَلَى نَعْشِ الْمُسَـاوَاةِ
فَرَرْتُ بِالْجِلْدِ لَكِـنْ دُوْنَ شَـاهِدَةٍ
مُذْ هَيَّـجَ الزَّجُّ بِالأَحْيَـاءِ آهَـاتِيْ
وَصِرْتُ فِيْـهِ أَسَيّـاً أَقْتَفِيْ شَجَنِيْ
مُحَطَّمَ النَّفْسِ مِنْ هَـوْلِ الْمُعَـانَاةِ
وَنِلْتُ بَعْدَ نَفَـاذِ الصَّبْـرِ مُغْتَرِبـاً
جَوَازَ عُسْرٍ بِهِ جِبْـتُ الْمَتَـاهَاتِ
أَضَعْتُ مَأْوَايَ عِنْدَ النَّبْشِ مُهْتَرِئـاً
وَالْجَدْبُ أَوْهَنَ قَبْلَ الدَّفْـنِ أقوَاتِيْ
فَصُرْتُ أَرْكِضُ بَعْدَ الْبَعْثِ مُقْتَحِمـاً
ثَلْـجَ الْجَحِيْـمِ لإخْمَـادِ احْتِرَاقَاتِيْ
أَنَا الْغَرِيْقُ بِشِبْـرِ الْمَـاءِ مُعْتَكِفـاً
عَلَى الْمَرَاثِيْ تَلُوْكُ الْغَيْـظَ مَأْسَاتِي
الْلَيْـلُ يَعْلَـمُ أَنِّـيْ ابْـنُ بُجْدَتِـهِ
خُضْنَـا الدَّهَـالِيْزَ مُذْ حَبْوِ الْبِدايَاتِ
عَلَى الْكَفَـافِ أَعَيْشُ دُوْنَمَا عَمَـلٍ
أَرْعَى التَّبْطُّـلَ فِيْ قَفْـرِ الْمَنَاحَاتِ
بَحْرُ الأَكَاذِيْبِ خِضْتُ لَيْسَ لِي أَمَلٌ
أُسَامُ خَسْفـاً وَلَمْ يُعْثَـرْ عَلَى ذَاتِيْ
أَعُوْدُ مِنِّيْ إِلَى الإرْهَـاقِ مُكْتَئِبـاً
وَالدَّهْرُ يَعْـدُوْ وَرَائِيْ بِالْمَشَقَّـاتِ
أَعِيْـشُ بِالْبَيْـضِ لا خُـمَّ أَلُوْذُ بِهِ
بَعْدَ الْعَرَيْنِ وَقَدْ شَـاخَتْ دَجَاجَاتِيْ
كَدِيْكِ جِنٍّ قَبِيْحِ الصَّـوْتِ أُفْزِعُهُمْ
فِيْ كُلِّ صُبْـحٍ وَمَا أَجْدَتْ نِدَاءَاتِيْ
لا طِفْـلَ يَهْتِفُ بِـيْ بَابَا فَيُطْرِبُنِيْ
وَلا خَلِيْلَ أُنَـادِيْ فِـيْ الْمُلِمَّـاتِ
وَصُرْتُ أَحْيَـا أَسِيْرَ النَّحْسِ بَيْنَهُمُ
لا دَمْعَ تُحْبُـوْ بِـهِ لِلْبَـثِّ ثَارَاتِيْ
أَشْهَرْتُ سَيْفِيْ مُغِيْراً بَعْدَمَا اكْتَهَلَتْ
تَحْتِيْ الْجِيَـادُ وَلَمْ تُغْفَرْ إسَـاءَاتِيْ
عِشْرُوْنَ عَامَاً بِجُبِّ الضَّنْكِ مُنْتَظِراً
بِأَنْ أُشَيَّعَ فِيْ إحْـدَى الْجَنَـازَاتِ
كَمْ مِنْ هَجِيْـنٍ غَزِيْرِ الرَّوْثِ أَمَّلَنِيْ
عِنْدَ النِّـزَالِ وَلَمْ تُغْـنِ اسْتِغَاثَاتِيْ
أَذْوِيْ وَقَدْ زَفَرَ الدَّيْجُوْرُ مُمْتَعِضـاً
مِنْذُ اسْتَلَمْـتَ مَلَفِّيْ فِيْ الْمَمَـرَّاتِ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ بِالْخِـذْلانِ يَنْصُرُنِيْ
مَنْ بَيَّتَ النَّكْثَ لِـيْ عِنْدَ الْمُـلاقَاةِ
فِإنْ نَسِيْـتَ فِإنِّـيْ لَـنْ أُذَكِّـرَكَ
تَذْكِيْرَ مُنْتَكِـسٍ مِـنْ دُوْنِ رَايَـاتِ
وَلَمْ أَلُمْـكَ لأَنَّ المَـاءَ إِنْ حَضَـرَ
أَلْغَى التَّيْمُّـمَ رَغْمـاً عَنْ حَمَاقَاتِيْ
وَهَذَا صَـوْتِيْ لَعَـلَّ الأَرْضَ تَرْفَعُهُ
عَنِّيْ إِلى اللهِ فِيْ أَعْلَى السَّمَـاوَاتِ
إِلَيْكَ أَشْكُوْ هُطُولَ الْجَدْبِ فِيْ عَدَنٍ
وَطُوْلَ نَحْبِيْ عَلَى بَـابِ الْمُحَابَـاةِ
فَجُدْ عَلَـيَّ بِبَعْضِ الْغَيْـثِ يَنْشِلُنِيْ
مِمَّا أُلاقِيْ لَـدَى طَـيِّ الْمَفَـازَاتِ
حَتَّى أُزِيْلَ فُلُوْلَ النَّـزْفِ عَنْ بَدَنِيْ
مَنْ بعْدِمَا نَكَـأَ الآسِـيْ جِرَاحَاتِيْ
وَمَنْ سِوَاهُ إِذَا مَا الْلَيْـلُ دَاهَمَنَـا
أَرْدَاهُ بِالصُّبْحِ وَاجْتَثَّ الأَسَى الْعَاتِيْ

صلاح الدين الغزال

بنغازي / ليبيا

3/7/2003م

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب