الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمرقند وبصمات قلبها

أمير ناصر

2007 / 9 / 2
الادب والفن




بني نص(بعيدا عنهم) للشاعرة سمرقند، ضمن ديوانها (بصمات قلب) الصادر عن دار التكوين للطباعة والنشر، دمشق 2007، وفي مقطعه الاول على الاستفادة من بنية السؤال التي اضفت عليه حلة تشكيلية ايهامية تقود المتلقي من طرف خفي الى ان يعيد السؤال مرة أخرى محاولا ملاحقة البنية الاشارية التي يضمرها او يشير اليها، بيد انه يصتدم مع التركيبة البنائية للسؤال، حيث ان المقطع:
أتسالُ:
أيهما اكثرُ حكمةً وجنوناٌ
تحليقك في فضاءِ صمتك المريبِ
أم سقوطك المنتظرُفي مصيدة قلبي؟
ماذا لو قصصتُ أجنحتي
ودثرتك بحريرها
بماذا سأحلق اليك؟


يشير ويظهر على المستوى السطحي مجموعة من الاسئلة التي تتوالد من بعضها مكونة ومقدمة انزياحا في بناء الاشارة العلامية التي يقدمها السؤال كموجه قرائي يقود القارئ الى حدود الاجابة المفترضة، فجملة/أيهما اكثر حكمة وجنونا/تشير في المستوى الاول للقراءة الى ان التساؤل سيقودنا الى افق مغلق محدد الوجه بين الحكمة والجنون، المتضادين ببناهم الاشارية، بيد ان النص يقارب بينهما عندما يكون الجواب ــوهو الرابط المفترض الذي يوحد الحدين المتنافرين للسؤال ـــ هو الجسر الذي يعبر عليه النص ليفجر بنية السؤال بمغايرة ارتباطها المفترض مع بنية الجواب:
ماذا لو قصصتُ أجنحتي
ودثرتك بحريرها
بماذا سأحلق اليك؟
ويجنح الى لم البنية التساؤلية التي ينبني عليها المقطع ، والى افتراض اجابات مضمرة في البناء الشكلي الذي وضح من خلال بنية التساؤل الاولية /أتساءلُ/. والمقطع من حيث البناء التساؤلي السالف الذكر يقود الى تأسيس مقاربة شكلية مضمرة في مجمل الخطاب والذي يؤثر بصورة واضحة على المقاطع التي تليها، بيد ان الشاعرة وبأسلوب جميل جدا موهة خطابها الشعري بأن دارت دورة كاملة حول النص لتغييب الصورة ، وربما ابعادها عن مصيدة القارئ المتربص بها، والذي يريد ان يحجمها برؤية اولية قارة، في حدود سطحية الخطاب او اللغة، كما يوحيه المقطع التالي:

أليك بقيثارتي...
سيغار كلكامش منا
فيتخذ له حبيبة
ضاربا عن عشبة الخلود...
والذي قاد النص الى المغايرة والتمسك ليس بالمجرد اللغوي وانما بالتجريد الثيماتي والذي يتوضح لو نحن عدنا الى بنية التساؤل ، وتقصينا الارتباط المضمر بينه وبين المقطع الثاني للنص، فمثلا لو اخذنا /ماذا لوقصصت أجنحتي / ودثرتك بحريرها/ بماذا سأحلق اليك/، من المقطع الاول، وحاولنا الربط بينه وبين /اليك قيثارتي/،/ ادَخَرتُ لك حريقاٌ في دمي/، /سأعلمك دروساٌ في النحت/ لتنجزَ تمثالا من عبيري/من المقطع الثاني لتضح لنا التمويه في بنية السؤال الذي يحاوله النص .
اما المقطع :
سأكرُ عليك
بجيشٍ من سرايا الوجد
مدجج بالدفء والندى والشعر...
لا تخفْ
فأنا أريد أن اتوج انوثتي
بشمعدان رجولتك...
ثمة خال على شكل قلب اسود
ادخرته لك لتسكب فيه النبض
فيغدو أبيضَ كأجنحة النوارس...
أتحججُ بالبرد لأرتدي أصابعك
لتحججك بالمرض لأجس جبينك
وبالأحتراق لتستظلَ أفياءَ جدائلي


يتنصل هذا المقطع من جذره المتماهي في الدفق الوجداني ليرسم مدارات منحازه الى انثوية النص بتداعي الانثى واختزال حلمها في مكوناته والتي تظهر من خلال محاولة الذات الشاعرة من التماهي في حلمها الانثوي / فأنا اريد ان اتوج انوثتي / بشمعدان رجولتك../ والذي يبتدأ مع بداية المقطع /سأكر عليك/، ويتخذ النص من خلال هذا التماهي قناعا للمزاوجة بين الحلم الانثوي والرؤية الوجدانية النابعة من الانثى/ النص، حيث يكون هذا المقطع بالأستناد على الاعتبارات المتولدة من هذه المزاوجة، هو الحجر الاساس في الارتباط بين الذات الانثوية الحاضرة والفاعلة في هذا المقطع والاخرى المتولدة كما يظهرها المقطع الذي يليه / علمني كيف اغدو الهةً أرضية/.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال