الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السودان .. انتهاكات متكررة لحرية التعبير

عبدالقادر محمد عبدالقادر

2007 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تساءلت بدهشة جموع جماهير الشعب الشعب السوداني والمهتمين بالشأن السياسي العام عن اسباب غياب صحيفة (الميدان) عن المكتبات في صبيحة يوم الثلاثاء 28/8 .وكانت الاجابة الاكثر توقعا (تمت مصادرة الصحيفة ) . ان مصادرة الصحف , ومنعها ,واغلاق دور النشر , واعتقال الصحفيين , بالاضافة الي عدد من الممارسات اللاانسانية , تفشت في السودان - بعد استيلاء الجبهة الاسلامية علي الحكم - بصورة مريعة . وليس غريبا علي نظام الجبهة الاسلامية, النظام الاكثر ساديةً ودموية , النظام الذي يريد تطبيق الشريعة الاسلامية في بلد لايدين عدد كبير من مواطنيه بالدين الاسلامي !, النظام الذي زرع الفتن بين ابناء الوطن الواحد وهتك النسيج الاجتماعي ورعي الحرب الاهلية , النظام الذى صفي النقابات , واتحادات الطلاب , وشرد العاملين والعاملات الشرفاء لصالح حفنة من الرأسماليين الاسلامويين الطفيليين . ليس غريباً علي الاطلاق أن يصادر حرية الصحافة والنشر والتعبير نظام هذه أفعاله (وعمايله) في في جماهير شعبنا التي آثرت المنافي , والشتات, والهجرة الي اسرائيل بدلاً عن البقاء في وطن يأكل أبناءه . لكن الغريب ان تغيب (صحيفة الميدان) عن المكتبات في ظل (حكومة الوحدة الوطنية) التى تكونت وفقاً لدستور السودان الانتقالي لسنة 2005 الموقع عقب اتفاقية نيفاشا للسلام, والذى كفل العديد من الحريات من بينها حرية التعبير , والنشر , والصحافة . ان الجبهه الاسلامية - وحزبها المؤتمر الوطنى - الذى يشكل اغلبية هذه الحكومة لا يزال يتعامل مع شئون الدوله وفقاً لعقليته القديمة التى تعمل علي اقصاء الآخر , وعدم الاعتراف به , وقهره, كشأن كل العقليات الاسلاموية/الآحادية/المنغلقة . لكن شاءت الجبهه الاسلامية أم أبت تبقي الحقيقة ان التجمع الوطنى الديمقراطى بكل فصائله , بما فيها الحركة الشعبية لتحرير, الذين كانت تسميهم اجهزة اعلام الجبهه الاسلامية ب(الكفار) هم اليوم شريك في حكومة الوحدة الوطنية , وقد جاءت هذه الشراكة كنتاج لتوازنات القوة , ولم تكن منحه او هدية من أحد . يبقي المهم الذى ننوه له هنا الاٌ تسكت هذه الاحزاب المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية عن الانتهاكات المتكررة للحريات , لأن هذه مكاسب حققتها بعد نضالات طويلة .. الجدير بالذكر ان (صحيفة الميدان) التي تأسست سنة 1954م هى لسان حال الحزب الشيوعي السوداني , والمعبرة عن مجموع قوى اليسار والتقدم فى المجتمع السودانى . وظلت (الميدان) متواصلة ومنتظمة الصدور منذ ذلك التاريخ حتى الآن , تصدر احياناً بصورة سرية -في ازمان التسلط والقهر - وتصدر احياناً بشكل علني . يذكر ان أول عدد علني من (صحيفة الميدان) - في ظل نظام الجبهه الاسلامية القمعى - صدر في 25/4/2007 بعد 17 سنة من الصدور السرى المتواصل .. الجدير بالذكر ان (الميدان) في أعدادها الاخيرة قبل الايقاف كانت قد فتحت ملفات الفساد , وملفات التعذيب الذي كانت تمارسه أجهزة أمن الدولة(الاسلامية !) , وأجرت الصحيفة لقاءات وحوارات مع عدد من الذين تعرضوا للتعذيب فيما يعرف ب(بيوت الاشباح) وهى بيوت يستخدمها جهاز الامن ويمارس فيها التعذيب البدنى والنفسى لاسكات الاصوات المعارضة . كما ان آخر عدد قبل المصادرة كان قد تطرق لفتح ملف الشهيد محمد عبد السلام بابكر عضو السكرتارية المركزية للجبهه الديمقراطية للطلاب السودانيين , ويذكر ان الشهيد محمد عبد السلام وهو طالب بكلية القانون جامعة الخرطوم كان قد اقتيد ذات ليل من داخليات الجامعة بواسطة جهاز الامن علي خلفية أحداث (تصفية السكن والترحيل والاعاشة) . ووجدت بعد ذلك جثته ملقاه بالقرب من الداخلية التى كان يسكنها. وتناولت الصحيفة ايضاً الاوضاع في منطقة (كجبار) بشمال السودان التى شهدت مواجهات عنيفة بين الشرطة والمواطنين راح ضحيتها 4 مواطنين برصاص الشرطة وهي واحدة من بؤر الصراع الجديدة . وقد اصدرت النيابة العامة عقب الاحدث امرا بمنع النشر في هذة الاحداث .كما تطرقت (صحيفة الميدان) للوضع الملتهب في اقليم دارفور حيث قام الاستاذ محمد ابراهيم نقد السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني بزيارة الي الاقليم وعقد ندوة في مدينة نيالا ناقش فيها مع الجماهير الاوضاع في اقليم دارفور وجذور المشكلة وافاق حلولها. كما زار معسكرات النازحين التي يتعثر علي اي مسؤل في الحكومة السودانيه زيارتها .وناقشت الصحيفة ايضا المشكلات الاقتصاديه الناجمه عن خصخصة مشروع الجزيره الزراعى . وتعرضت لاوضاع الزراعه بشكل مفصل.كما تعرضت لبعض المشكلات في الجنوب ومهددات السلام . وفتحت ملفات الفساد والنهب لاموال الشعب السوداني سواء أكان ذلك في البترول او شركات الاتصالات وغيرها .الجدير بالذكر ان انتهاك الحريات العامه وفي مقدمتها حرية النشر والتعبيراصبحت تتكرر بشكل مزعج في الاونه الاخيره. ويعد ذلك خرقا للدستور وخرقا لاتفاقية السلام ومهدد حقيقي لاستمرار عملية السلام في السودان. يبقي اخيرا ان نذكر انه خلال الثلاثه اشهر الماضيه تم ايقاف صحيفة (السوداني ),تعطيل صدور( صحيفة الصحافة), اعتقال عدد من الصحفيين, فض تظاهره سلميه للصحفيين بواسطة الشرطة .منع الندوات والليالي السياسية. تعذيب طلاب جامعيين بواسطة جهاز الامن لانهم يمارسون السياسة .. ولا يزال الدكتور محمد جلال هاشم الناشط النوبي معتقلاً لاكثر من ثلاثه اشهر. وهناك ظاهرة فريدة من نوعها تمارس ضد الصحف هي : منع الاعلانات الرسمية والحكوميه من صحف المعارضه ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | جيل -Z- يستخدمون الـAI في كتابة السير الذاتية ومدر


.. خارج الصندوق | ما مستقبل رفح بعد الحرب؟.. ومقابلة للملكة ران




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | بعد قرار الحظر.. تيك توك يقاضي الحكوم


.. على أمل الهدنة سكان شمال قطاع غزة متحمسون لعودة الحياة




.. إيطاليا تمنع طائرات المنظمات غير الحكومية من الإقلاع من جزر