الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقي في رؤية حوارية حول المشروع الوطني الديمقراطي (2)

رسميه محمد

2007 / 9 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الديمقراطية وحرية الكاتب
ان الحرية الفردية هي المبدأ الفلسفي للديمقراطية - والديمقراطية عبارة عن الاطار السياسي - القانوني لممارسة الحرية الفردية - واذا كانت الديمقراطية من الناحية النظرية , تقوم على اقامة الحكم بموجب القوانين الوضعية التي تشرعها ارادة الاغلبية من أفراد المجتمع , فأن الحرية تقوم على سن هذه القوانين - فهذا القانون, الذي يعتبره مونتسكيو روح القوانين , يضعه الافراد الاحرار- واذا ما أعتبرت القوانين المفروضة على المجتمع المعني تعبيرقانوني عن الارادة السياسية للحاكمين فيه- فأن روح القوانين هو تعبير فلسفي عن الارادة الحرة للافراد في المجتمع المدني- وعلى هذا النحو , تصبح الديمقراطية شكل وجود المجتمع السياسي في المجتمع المعني- والحرية الفردية هي شكل ممارسة الانسان الفرد لحريته في المجتمع المدني(1)- وحسب ماركس , فأن غياب الحرية يعني خطر الموت الحقيقي للكائن البشري وللبشرية بأسرها(2)- فمنذ ظهور المجتمعات فأنها تحقق نفسها على حساب تحقيق الفرد لذاته- وهذا هو سر تباطأ حركة التاريخ على المستوى الانساني, رغم تسارع حركته على المستوى التكنولوجي- وبتعبير هنري لوفيفر , فأن ماينبغي أن يكون غاية في ذاته لايزال مجرد وسيلة , وهو نشاط الانسان الخلاق وماهيته وفرديته(3)-واذا لم تكن الحرية هي الفرد , فلن تجد أحدا يريدها أو يطالب بها ,فالانسانية في الانسان لايجوز أن تصبح وسيلة لوجوده الفردي , فكيف , اذا يمكن انزالها الى مستوى تصبح فيه وسيلة للدولة أو الطبقة أو للامة(4)- على اساس ماتقدم نستنتج ان حرية الكاتب أو حرية الكتابة تقع في جوهر مفهوم الديمقراطية , كما تقع في أولويات الممارسة الفعلية للديمقراطية - لماذا ¬¬- لان كلمة حرية الكاتب ليست هي كلمة بقدر ماهي شحنة مركزة من الحريات الديمقراطية -- فهي تعني حرية الكتابة وكيفية تحقيق حرية الكتابة في المجتمع, دون أن يكون متمتعا بحرية الثقافة , و دون أن يكون متمتعا بحرية الصحافة وحرية الفكر والرأي والمعتقد, اضافة الى حرية التعبير عن الفكر و الرأي والمعتقد و حرية التعبير والنشر- تشير روزا لوكسمبرغ الى أن ( الحرية هي دائما وتحديدا لمن يفكرون بشكل مختلف -- فبدون انتخابات عامة وبدون حريةمطلقة للصحافة والاجتماعات , بدون الصراع الحر للاراء, سوف تخمد الحياة في كل مؤسسة عامة وتصبح مجرد مظهر خارجي شبيه بالحياة- و تبقى فيه البيرقراطية هي العنصر النشيط الوحيد- وخلاصة القول يمكن التأكيد على انه من غير الممكن لاي سلطة سياسية أن تدعي بالديمقراطية اذا لم تسمح بالممارسة الفعلية لها- فالحريات هي حقوق مطلقة لكل البشر- هكذا نصت وثيقة الاعلان العالمي لحقوق الانسان-- ففي المادة التاسعة عشر من هذه الوثيقة هناك نص صريح يشيرالى أن ( لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير)- وهذا يتضمن الحق في عدم ملاحقته بسبب أرائه وحقه في الحصول على الخبر واعتناق الافكار ونشرها بشتى وسائل التعبير, دون أي اعتبار للحدود الاقليمية - وجاء في المادة الحادية عشرة من الوثيقة ذاتها أن ( حرية تبادل الافكار والاراء هي حق من أعز الحقوق الانسانية ) --فمن حق كل مواطن أن يتكلم ويكتب ويطبع بكل حرية , شرط أن يعتبر مسؤولا عن تجاوزه لهذه الحرية في الحالات التي ينص عليها القانون )- هكذا تنص الوثيقة وليس من حق أية سلطة أو نظام , أن يفرض قوانين تفرغ هذه المادة المدرجة في وثيقة الاعلان العالمي لحقوق الانسان من مضمونها الديمقراطي- و ذلك لان أي تشريع محلي أو اقليمي يتعارض مع هذه الحقوق التي أقرتها الوثيقة, يعد لاغيا طبقا لنصوص الوثيقة نفسها وبحسب سائر المواثيق الدولية المتعلقة بهذا الصدد- - هذا أولا, أما ثانيا فان كل ما اقرته المواثيق الدولية بصدد حقوق الانسان والحريات الديمقراطية , جاء عبر تاريخ طويل ونتيجة نضال عسير للشعوب من أجل الاعتراف بهذه الحقوق - وهذا يعني ان انتهاك هذه الحقوق يعد انتهاكا لحرمة ذلك التاريخ العظيم من النضال في سبيل هذه الحقوق(5)- واذا ما نقلنا الكلام في هذا الموضوع من نطاق العام الى نطاق الخاص, أي في نطاق الميدان العراقي, فأن قضية الديمقراطية تبرز هنا كقضية تتصل من جانب بالاثار التي خلفها النظام الدكتاتوري البائد الذي سعى في جهد مبرمج منظم الى تشويه وعي الانسان العراقي ومسخ شخصيته وتحجيمه الى مستوى كائن خانع و أداة طيعة يسهل قيادتها , والتضييق عاى الثقافة وتشويهها وتغييب المنجزات الفكرية والابداعية, الوطنية منها والانسانية- كما تتصل من جانب أخر بالمخاطر التي تواجه شعبنا حاليا والمتمثلة بالارهاب والاحتلال والاستقطاب الطائفي والقومي-- من هنا تبدأ معركة التغيير وهي معركة سياسية وثقافية في أن- ومن هنا يبدأ دور المثقف العراقي , الذي يقع عليه, وهو في وضعه الشائك الحالي مسؤولية الابتعاد عن كل منظور براغماتي, فلا يقيس صحة الافكار بانتصارها أو هزيمتها الأنية,كما ينبغي عليه أن يقرن الافكار التنويرية بالحالات التي انتصرت فيها, كي يكتشف من جديد انه لا ينحاز الى نسق من الافكار المجردة , انما ينحاز الى منظومات معرفية تؤدي الى ارتقاء المجتمع وتقدمه- وبهذا المعنى, فأن على المثقف التنويري أن يعرض عن معايير النجاح والاخفاق في المدار السياسي -الفكري, ويركن الى صراع القديم والجديد في السيرورة التاريخية- وسواء أكان المثقف التنويري قائدا سياسيا أو كان حاملا لفكرة الحزب وداعية لها, فأن عليه الان أن يربط , وبشكل جديد بين الثقافة والسياسة , وبشكل تكون فيه الثقافة مشروعا سياسيا , و تصبح السياسة تابعا لمشروع ثقافي وحاملة له(6) وليبرهن على أنه أفضل من يدافع عن قضايا الشعب العادلة----
الهوامش
1- النهج/عدد65ص64
2-ماركس-في كتاب ارثركيش ص126
3- هنري لوفيفر- المنطق الجدلي- ص143
4- اريك فروم-مفهوم الانسان عند ماركس-ص71
5-دراسات في الفكر-حسن مروه-ص259
6-النهج- -ص91








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشهد مرعب يظهر ما حدث لشاحنة حاولت عبور نهر جارف في كينيا


.. شبح كورونا.. -أسترازينيكا- تعترف بآثار جانبية للقاحها | #الظ




.. تسبب الحريق في مقتله.. مسن مخمور يشعل النار في قاعة رقص في #


.. شاهد| كاميرا أمنية توثق عملية الطعن التي نفذها السائح التركي




.. الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال بمنى غسيل ال