الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى جدعون سبيرو، تعقيبا على اتهاماته لفلنر وطوبي بالانحراف نحو الصهيونية

عوزي بورشطاين

2007 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


نشر جدعون سبيرو في 23.7.07 مقالة في صحيفة "الضفة اليسرى" الالكترونية، وحاول من خلالها الاثبات بأن القائدين مئير فلنر وتوفيق طوبي والحزب الشيوعي الاسرائيلي برمته قد انحرفوا عن دربهم الأيديولوجي والسياسي المناهض للصهيونية، ويعتمد في هذا السبيل على اقتباسات مبتورة لطوبي وفلنر دون أن يحاول على الأقل التطرق الى الظروف السياسية في حينه في المنطقة وفي فلسطين، أو الى النشاط البريطاني- الأمريكي وهو أمر مطلوب.
جدعون سبيرو شريك لنا في النضال من أجل السلام وانهاء الاحتلال الا أن مقاله هذا يسدي خدمة لمؤيدي الاحتلال.
والآن الى صلب الموضوع: دار في العام 1948 وقبله جدل واسع في الأمم المتحدة حول اقامة الدولتين، وقد برز الموقف المبارك الواضح للاتحاد السوفييتي، الذي ناضل من أجل احقاق الحق بتقرير المصير للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني، وكنت أوصي جدعون بقراءة الخطاب التاريخي لوزير الخارجية السوفييتي في حينه جروميكوي والذي أثبت بأنه من غير الممكن اقامة دولة موحدة وبأنه لا حل إلا باقامة دولتين للشعبين وقد قوبل هذا الموقف بدعم معظم الجمهور اليهودي في فلسطين.
مقابل هذا الموقف وقفت انجلترا في المعارضة لأنها أرادت مواصلة السيطرة على فلسطين وتعاونت لهذا الغرض مع ملك الأردن عبد الله ومع ملك مصر- فاروق، كما عارض ذلك أيضا الرئيس الأمريكي حينها.
وكما هو معلوم انفجرت في العام 1948 حرب بين اسرائيل وبين الدول العربية. الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية خمنت وأملت أن تتنازل دولة اسرائيل حديثة النشوء عن طريق الصهيونية وأن تتوقف عن خدمة الامبريالية الامريكية وتناضل من أجل الاستقلال الوطني الحقيقي ولذا قدمت المساعدات في حينها لاسرائيل. ولكن لم يمر وقت طويل حتى تم التأكد من أن القيادة الصهيونية برئاسة بن غوريون واصلت الاذدناب البائس للامبريالية، بالولاء أولا لبريطانيا ومن ثم لأمريكا وهذا ما اتضح خلال الحرب بل وبلغت العبودية المنحطة باسرائيل الى حد الاستعداد للمشاركة في حرب ضد كوريا الشمالية.
حكومات اسرائيل واصلت المضي على هذا الدرب البائس، وتنكرت للدور العظيم الذي لعبه الاتحاد السوفييتي وشركاؤه بتخليص البشرية من النازية وحلفائها، وهناك تنكّر اسرائيلي فظ للدور البطولي للجيش الحمر بهذا الصدد.
إنه لمن الواضح لنا، بأن حركة التحرر الوطني لا تكون كذلك إلا اذا ناضلت ضد الحكم الأجنبي، لكن الحركة الصهيونية ومنذ هرتسل خدمت دوما الامبريالية ضد الشعوب وبخاصة ضد الشعب الفلسطيني، اذن فالحركة الصهيونية ليست حركة تحرر وطني والحقائق تثبت الى أي حد كانت اسرائيل وما تزال عبدا مطيعا لأمريكا.
جدعون سبيرو تجاهل كل هذه العملية التاريخية وما يتعلق بها. يدعم الشيوعيون الحق الانساني بالهجرة لكنهم لا يرون بها الحل، فالحل يكون فقط بتغيير النظام من رأسمالي الى اشتراكي ولذا فاننا ضد قانون "العودة لليهود" كقانون عنصري مناهض للفلسطينيين ولمنع الفلسطينيين من العودة الى وطنهم، استغل الحكام الصهاينة "الهجرة" بالأساس لطرد الفلسطينيين وتهجيرهم من وطنهم، لنهب أرضهم وطردهم من العمل للتمييز بحقهم للملاحقة والاضطهاد ولذا عارضنا "الهجرة"- كأداة صهيونية مناهضة للعرب.
وحقيقة أخرى يتجاهلها جدعون وهي معارضتنا المبدئية واليومية ضد اضطهاد وقتل الفلسطينيين حيث يكشف بين الحين والآخر عن حقائق جديدة حول تصرفات القادة الصهاينة كيفما تبين في ملحق هآرتس في 24.8.07، حيث يوثق الصحافي توم سيجف جرائم اسرائيلية عشية حرب 1956 العدوانية ـ وافتعالها التوترات في المنطقة.
واليوم يواصل بهذه الطريق وزير "الأمن" براك الذي يرفض حتى تنفيذ قرار حكومي بفتح حواجز ويعد لحرب على سوريا حتى ويمكن القول بأنه لا يوجد أي فرق بينه وبين الفاشي العنصري ليبرمان.
مخجلة هي الحقيقة بأن هناك عمالا عربا ويهود يؤمنون ببراك ويدعمونه على ضوء كل ما حدث في السنوات الـ 60 منذ قيام اسرائيل.
نسأل هل أدت حرب 1948 الى التحرير؟
اجابتي هي:لا ولا الى الاستقلال الحقيقي أيضًا، وطالما يقدم حكام واشنطن السلاح الى اسرائيل بمليارات الدولارات لمواصلة القتل والاضطهاد لا يظل متسع الى ليوم واحد، يوم النكبة.
جدعون سبيرو يتجاهل الحقيقة التاريخية بأن مئير فلنر وتوفيق طوبي عارضوا كل الحروب التي شنتها اسرائيل على العالم العربي وكذلك موقفهما الشجاع كموقف الحزب الذي انفرد وحده بمعارضة حرب حزيران 67 والمطالبة بالانسحاب من كافة الأرض المحتلة.
بتقديري فإن كل رجل سلام هو انسان مستقيم ومن المؤسف بأن جدعون سبيرو لم يتصرف هكذا في هذا المقال الا أننا سنظل شركاء في الدرب وسنواصل الوقوف الى جانبه في النضال من أجل الغاء القيود على مردخاي فعنونو.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ماذا عن إصدار محكمة عسكرية حكما بالسجن سنة بحق المعارض


.. مشاهير أمريكا. مع أو ضد ترامب؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الولايات المتحدة وإسرائيل ..الدعم العسكري| #التاسعة


.. ما هي التقنيات الجديدة لصيانة المباني الشاهقة؟




.. حماس تتهم إسرائيل بقطع الطريق على جهود الوسطاء | #غرفة_الأخب