الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هكذا تحترم اماكن العبادة يا سادة !

نجاح يوسف

2007 / 9 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


التصريحات المتناقضة والمبهمة التي يطلقها المسؤولون الحكوميون وقادة الشرطة والجيش , غالبا ما تفسر أنها تعبر عن موقف سياسي حذر ولا علاقة لها بالحدث المعني , أو تكون محاولة تمويه وإلقاء اللوم على المجهول , أو في أحسن الأحوال تعليق ما يحدث على شماعة (أعداء العملية السياسية) من بعثيين وتكفيريين..وكأن بلدنا وشعبنا مبتليان فقط بهاتين الآفتين الشريرتين.. (فالمحرر) العبقري ليس له شأن بما يحدث, ولا الميليشيات المنفلتة..فساستنا رغم تصريحاتهم العنترية , فإن (شجاعتهم) تخذلهم عندما يجابهون بالأسئلة الشجاعة والمحرجة : أليس الضرب على وتر الطائفية هو سبب الأزمة؟ أليس حشر الدين في الأمور السياسية هو السبب؟ أليست الهيمنة وإلغاء الأخر هما وراء ما يحدث؟ أليست التدخلات الإقليمية في الشأن العراقي هي من عوامل خلخلة الأمن والإستقرار؟ اليس فساد ولا وطنية بعض المسؤلين الحكوميين والأمنيين ومتنفذين في الأحزاب الحاكمة هي من الأسباب الرئيسية التي أوصلت بلدنا إلى هذا الدرك؟ لماذا لا تستطيع حكومتنا وأجهوتنا الأمنية من حل الميليشيات وحصر السلاح بيد الدولة؟ لماذا تحاول حكومتنا الكيل بمكيالين عندما ترتكب الجرائم ويلوى الدستور يوميا من قبل عصابات الأحزاب الحاكمة؟ من المسؤول عن وضع الكابح أمام عجلات عملية المصالحة الوطنية؟ أسئلة كثيرة وتحتاج الى اجابات شافية و(شجاعة) من قبل الحكومة العراقية.. (فالعلة منا وبينا) ..في طريقة تفكير ساستنا, وفي كيفية إدارة دفة الصراع السياسي ضمن الأطر الديمقراطية.. والفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة..

لقد فقدت الأحزاب الإسلامية بشقيها السني والشيعي بريقها, إلى جانب الكثير من مؤيديها بسبب فساد ممثليها في الدولة والبرلمان, ومسؤوليتها عما يجري في بلدنا من قتل على الهوية وصراعا طائفيا دمويا, وبقاء الملف الأمني هاجسا يوميا عند المواطنين والذين يدفعون ضريبة فشل هذه الأحزاب الحاكمة وأجهزتها الأمنية ..وما يسبب لها الأرق هو عدم قدرتها الإيفاء بالوعود التي قطعتها لناخبيها بشكل خاص وللشعب العراقي بشكل عام , بسبب افتقارها الى برنامج عمل سياسي واقتصادي واجتماعي , وإلى رؤية علمية مستقبلية لتحسين حياة المواطنين ونقل البلاد الى مواقع متقدمة وحضارية ..لقد اثبتت هذه الأحزاب فشلها الذريع في إدارة الدولة والمجتمع..والشئ اللافت للنظر هو أنها نجحت فقط , وبتفوق لا نظير له في تعميم الجهل والخرافات وزرع الفرقة والكراهية بين أبناء الشعب الواحد!!

إن ما حدث من قتل وتخريب في كربلاء المقدسة يدل على زيف ادعاءات من شارك بها , من إنهم حماة للمراقد الدينية ويحترمون قدسيتها, وقد أثبتوا من خلال تحوبل هذه المظاهرات والمسيرات (المليونية) المتكررة إلى أدوات لترسيخ سطوتهم وتصفية حساباتهم مع القوى الأخرى ومحاولة الهيمنة على المشهد السياسي باستحدام القوة الغاشمة غير مكترثين لأهمية المكان الدينية ولا لزوار المراقد المقدسة.. كما عبروا في أكثر من مرة استخفافهم بمواد الدستور و بالاساليب الديمقراطية التي أوصلتهم الى السلطة.. ولا ننس أن تلك القوى الشريرة تحاول تمرير مشاريعها المنافية لابسط حقوق الإنسان عبر تحويل أنظار تلك الجموع الغفيرة التي تشارك في هذه المسيرات عن مشاكلها التي لا حصر لها والتي تتحمل جزءا كبيرا منها تلك االقوى التي شاركت في هذه الأحداث الدامية..

إن لجوء القوى السياسية إلى السلاح لحل المشاكل والخلافات فيما بينها, يدل على عدم احترام تلك القوى للدستور والاطر الديمقراطية ..كما تضع نفسها , شاءت ام ابت في تناقض تام مع نجاح العملية السياسية , وستكون عامل معرقل كذلك في مجال المصالحة الوطنية التي يراهن الكثير من المخلصين على نجاحها.. لذلك فإن مشروع القوى العلمانية والديمقراطية بقدر ما هو واقعي وواضح المعالم, فإن القوى التي تتبنى هذا المشروع اثبتت الأيام نزاهتها وإخلاصها لهذا الوطن, وتبنيها مطالب المواطنين وايجاد الحلول للمشاكل الكثيرة التي تواجههم..فالشعب العراقي, ورغم ضجيج الأحزاب الإسلامية, بات يعي جيدا من هي تلك القوى التي تحترم نفسها وتحترم العملية السياسية والدستور وتعمل دون كلل من اجل تقريب وجهات نظر القوى السياسية للوصول إلى حل دائم للأزمة المستفحلة ..

فمتى ستتدرك القوى الإسلامية أن أساليب الهيمنة واستخدام السلاح والتهديد به لا تقود إلا الى مزيد من المعاناة للشعب والمزيد المزيد من الإنعزال عن المصالح الوطنية للشعب العراقي..فهل أحداث كربلاء الدامية ستضع كمادات الثلج على الرؤوس الساخنة وتعيد تلك القوى النظر بمواقفها وأساليب تفكيرها؟ إننا بالانتظار والترقب..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر