الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليقا على دفع الغرامات المالية للمعتقلين في غزة....

يونس العموري

2007 / 9 / 3
القضية الفلسطينية


ان تفرض القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس على اهالي كل معتقل من حركة فتح دفع كفالة تقدر ب250 دولارا من اجل اطلاق سراحه على ان يتعهد عدم المشاركة في اي عمل يخل بالامن، فذلك يعني ان حماس باتت تتعامل مع قطاع غزه على انه محمية حصرية تملكها لوحدها دون سواها ومن الممنوع على الأخرين ان يكونوا شركاء في ادارة الشأن الوطني وحتى حق الاختلاف وحق الإنتماء حيث بات الإنتماء مهدد بالقوة البوليسية التي تسعى حماس من خلاله الى فرض نظام شمولي بوليسي في غزة. فبعد حظر الغناء بالأعراس الفتحاوية ومداهمة حفلات الزواج، تأتي مطاردة المسيرات الإحتجاجية والتظاهرات العامة....
ان مجريات الأحداث في قطاع غزة تؤكد ان حركة حماس تحاول إدارة الشأن الغزي على المستوي الداخلي من خلال الترهيب بالمنطق البوليسي الجديد الأمر الذي يعني ان ثمة اجندة حمساوية بعيدة المدى مرتبطة بجني المكتسبات واطباق السيطرة على الجماهير حتى يتسنى لها بالنهاية إدارة معركتها والخصم السياسي الأخر في الوطن على اساس انها تملك الجغرافية والشعب الذي يلتف حولها او على الأقل الذي تمسك بزمام اموره وتتحكم بمصيره بدليل فرض ما يسمى بالنظام وفقا للرؤية وللمنهجية البوليسية... مما يعني ان ثمة تطور في مسار حركة حماس للكيفية التي ستدير من خلاله الشان العام في غزة، ولكيفية التعامل والتعاطي مع المعارضة لحكم حماس التي اجزم انها جزء من منظومة المفاهيم لتعامل السلطة الحاكمة مع المعارضة بالمحيط العربي والإقليمي، وهو الأمر الذي بات واضحا في منهجية سلطة حماس في قطاع غزة.
ان شعار التغير والإصلاح الذي رفعنه حركة حماس ابان الإنتخابات التشريعية، كان له الكثير من الدلالات والتي اعتقد ان من اولويات فعل التغير والإصلاح هو تغير النمط البوليسي والإستبدادي بالتعاطي والتعامل مع الأخر... واولى اولويات التغير والإصلاح ضمان حرية الراي والتعبير والتفكير والتقرير وقبول الأخر على قاعدة ان الوطن للجميع وعلى قاعدة ان الوطن لكل ابناءه وان لا قوة من حقها الإستفراد بوجهة النظر، وعلى قاعدة ان الكل شركاء في ادادة دفة العمل الوطني، وان لا احتكار لمبدأ الحقيقة المطلقة، حيث لا حقيقة مطلقة، ولا يمكن ان تسود المفاهيم ذات الصبغة واللون السياسي الواحد على مختلف الأنماط المجتمعية، وان حق الإختلاف جزء من منظومة الفهم والفعل الديمقراطي، وان للقانون سيادة وضوابط ايضا، واللوائح القانونية قبل ان تكون سيفا مسلطا على رقاب الجماهير لابد من ان تضبط حركة من يتولون تنفيذ ما يسمى بالقانون....
ان قمع التطاهرات والمسيرات واطلاق الرصاص وتكميم الأفواه، ومصاردة معدات الصحافة والإعتداء على العمل الصحافي منافي لحقيقة إنفاذ فعل القانون وسيادته.... والإعتقال على هوية الإنتماء السياسي جزء من منظومة الفعل البوليسي بهدف فرض (النظام الإستبدادي) ذو اللون الواحد، ولا شك ان (سياسة القوة البوليسية ) محكوم عليها بالفشل, لسبب بسيط وهو ان هذا الشعب لم يستطع احد اخضاعه لا قوة داخلية ولا تلك الخارجية ذات الأهداف العدوانية.
ان الأسلوب الذي لجأت اليه القوة التنفيذية الذراع الضارب لحكم حماس في غزة بعد احداث يوم الجمعة عقب الصلاة لا يعبر الا عن حقيقة واحدة وواضحة، والمتمثلة بأن هذه الحركة تحاول بكل السبل والوسائل إخضاع الشعب لسيطرتها وشطب كل الأخرين العاملين على الساحة الوطنية المحلية... وذلك من خلال سياسية المطاردة والترهيب والقمع الذي بات مبرمجا ويعبر عن منهج سلطوي يحكم ذهنية قادة حماس في غزة.... وهو ما يؤشر لقلقلة جديدة حتما ستعيشها الأراضي الفلسطينية من جديد على اعتبار ان حكم الاستبداد لا يمكن ان يؤتي ثماره، وان قعل التمرد على هكذا استبداد لابد من ان ينطلق...
واذا ما تتبعنا اساليب الحكم الحمساوي الجديد في غزة فننا سنلاحظ ان فرض الغرامات على (منتهكي القانون.. ومثيري أعمال الشغب...) يحمل في طياته العديد من الأمور لعل ابرزها لجوء سلطة حماس الى العقاب المادي بالمعنى (النقدي) في ظل تردي الوضع الإقتصادي لأغلبية جماهير قطاع غزة وبالتالي فإن هذا الأسلوب العقابي الجديد يهدف الى محاربة الإنسان المُنتفض على حكم حماس بأسلةوب معاقبة ذويه ايضا الذين سيحاولون بشتى السبل والوسائل دفع مستحقات الغرامات المالية مما سيشكل رادعا لهم للإنتفاض او للمشاركة بالمسيرات والتظاهرات التعبيرية، او على الأقل خلق رادع أسري داخلي من قبل العائلة لمنع اي من افرادها من المشاركة بالفعل السياسي الجماهيري جراء الأثمان النقدية والمادية التي ستترتب على هكذا مشاركات... وبالتالي خلق حالة ارهابية من الطراز الأول اعتقد ان حماس تراهن على جدواها بالظرف الراهن... وهو على الأقل ما حملته تصريحات مسؤوليها التي أكدت هذا السياق حيث قال اسلام شهوان المتحدث باسم القوة التنفيذية في تصريحات صحفية (بعدما حدثت اعمال شغب وفوضى تم اعتقال عدد من المتهمين, وقامت النيابة المدنية بفرض غرامة تقدر بالف شيكل (250 دولارا) بحق من يثبت تورطه في الاخلال بالنظام العام). واضاف (هذه الغرامة يمكن استردادها خلال ستة اشهر اذا ثبت حسن سلوك الشخص الذي دفعها من دون مشاركته في مسيرات تخل بالنظام العام والقانون).

وفي سياق متصل وذا ابعاد اخرى لها اتصالات بذات القضية اعلاه والتي تثبت ان حماس باتت الأقرب الى نهج الإمساك بفعل السلطة ووهم الحكم بصرف النظر عن الأثمان لهذا الإمساك وهذا التشبث وان ما يجري من قبلها على الأرض داخل القطاع بنمطية التعاطي والتعامل مع القوى والفصائل الأخرى وعلى رأسها حركة فتح وما نتيج وينتج من ممارستها للحكم بالأسلوب القمعي البوليسي... فلابد من التوقف مطولا امام تصريحات السيد احمد يوسف مستشار اسماعيل هنية والذي اجرى مراجعات شاملة واعتقد انه قد سماها نقدية لأسلوب عمل وفعل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس لأسلةب العمليات الإستشهادية في جغرفية العمق الإسرائيلي مما يعني ان الأجندة الحمساوية ذاتها قد تغيرت مع اعتلاءها لسدة الحكم وباتت ترى الأمور بعين حماس السلطة الحاكمة لا حماس المقاومة...
وعلى هذا الأساس افهم تصرفات وممارسة حماس القمعية في قطاع غزة .. كوني افهم حماس اليوم على انها جزء من المشهدية الحاكمة في المنطقة و لاتختلف كثيرا بمفاهيم الحكم عن الأنظمة السائدة والمتربعة على العرش في المنطقة.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و