الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الفلتان الغذائي !!!

نايف ابو عيشه

2007 / 9 / 4
القضية الفلسطينية


خاطرة
كنت قد كتبت مقالا نشرته صحيفة الحياة الجديدة بعنوان " لماذا التستر على مافيا الأغذية الفاسدة"؟ ,منذ سنوات عدة, طالبت فيه أن يتم الكشف عن أولئك التجار الذين يثبت تورطهم بترويج وشراء وتخزين الأغذية الفاسدة , وان يتم محاكمتهم ونشر أسمائهم قس الصحف ووسائل الإعلام المختلفة ليكونوا عبرة لغيرهم , لان ما يفعلونه يشكل خطرا على الصحة العامة للمجتمع كله , لما يسببونه من أمراض للمواطن الذي يستهلك تلك البضائع التي يروجونها ولا هم لهم إلا تحقيق الأرباح ومنافسة بعضهم البعض في جمع الأموال . للأسف منذ أن جاءت السلطة وحتى اليوم ونحن نسمع من وزارة التموين ذات الخبر يتكرر على صفحات الجريدة" انه تم الكشف عن أطنان من الأغذية الفاسدة في إحدى المدن وإتلافها ".
مع تقديرنا لجهود وزارة التموين في مراقبة الأغذية والكشف عن الفاسد منها وإتلافه . ولكن , كم من الأطنان يتم تسويقها واستهلاكها , فتدخل السموم والأمراض المستعصية لجسم المواطن البريء وهو لا يعلم مدى خطورتها , ولا يعرف إن كانت تصلح للاستلال الآدمي؟ ولماذا تكتفي الوزارة بمخالفة التجار أو فرض غرامات مالية عليهم , ولا تقوم بتقديم شكاوي ضدهم للنائب العام ليحاكموا على جرائم الفلتان الغذائي الذي يمارسونه وهو أكثر خطورة من الفلتان الأمني؟ وان كانت وزارة المالية لا تملك صلاحية اعتقالهم وتقديمهم للقضاء فلماذا لا تقوم الجهات المعنية بذلك بمعاقبتهم وفق القانون وحبسهم وفضح أسمائهم للمواطنين وللتجار الصغار الذين يقومون بدورهم ببيعها للمستهلك؟ لماذا تقوم الأجهزة الأمنية باعتقال من يخالف القانون من سرقات وتعديات على حقوق الغير ولا يفعلون الشيء ذاته مع مافيا الأغذية الفاسدة , على الرغم أنهم اخطر على حياة الناس أكثر من غيرهم؟ وهل تقوم وزارة التموين بفحص صلاحية الأغذية التي تباع على العربات والأكشاك الصغيرة , كباعة الساندويشات والحلويات وغيرها؟ والى متى سيبقى الحال حسب المثل القائل" إن شفتك بضحك عليك , ما شفتك راحت عليك"؟؟؟ أوليس من حق الجميع أن يتساءل عن أسباب انتشار الإمراض السرطانية وغيرها بكثرة في مختلف مناطق الضفة الغربية ؟ صحيح أن هذه الإمراض لها عوامل لانتشارها , كما نشر مؤخرا عن تسرب إشعاع نووي من مفاعل ديمونا الإسرائيلي ,ولكن أليس من المحتمل إن الأغذية الفاسدة قد تكون ضمن تلك العوامل طالما أنها لم تعد صالحة للاستهلاك الآدمي ؟ والاهم من هذا وذاك, ألا يشكل تسويقها ضربا للمنتوجات الوطنية وتدميرها طالما أن المستوطنات هي مصدر تلك الأغذية وتنافسها في معظم الأحيان؟؟؟
إن الفلتان الأمني قد ينتج عنه إصابة بعض الأشخاص بطلق ناري بصورة مقصودة آو لا, ويتم علاجهم وشفاؤهم أو موتهم في بعض الأحيان , ولكن القلتان الغذائي ينتج عنه إصابة اكبر عدد من المواطنين ومن مختلف الأعمار بأمراض مستعصية أحيانا يصعب علاجها وتؤدي للوفاة وأحيانا يتطلب علاجها وقت طويل في مستشفيات الضفة الوطن وأحيانا كثيرة يضطر المريض للسفر إلى الخارج للعلاج بتحويل من وزارة الصحة الفلسطينية , الأمر الذي يكلف مبالغ طائلة للعلاج , عدا عن الإرهاق الجسمان والنفسي والاقتصادي للمريض وعائلته, وفي النهاية يجد نفسه أمام مفترق طرق , إما شفاءا مؤقتا متلازما مع علاج كيماوي وأنواع كثيرة من الأدوية الملازمة له , وإما إلى المقبرة بعد رحلة شاقة من العذاب والألم !
للأسف , إن أولئك التجار لن يستمعوا لأية مناشدات لهم ولن يتوقفوا عن المتاجرة بحياة الابرياءمن شعبنا , لان ضمائرهم وعقولهم وقلوبهم أعماها الجشع ووالركض وراء الأرباح والركض وراء الأموال لجمعها بأي وسيلة كانت ., حتى وان كانت عن طريق تهريب المواد الغذائية المنتهية الصلاحية للاستهلاك , من المستوطنات المحيطة بالمدن والبلدات الفلسطينية من كل جانب. فطالما غايتهم الربح السريع , فلا يهم الوسيلة كيف تكون لتحقيق ذلك. مرة أخرى بعد الألف نطالب وزارة التموين , والسلطة الفسطينية , ورئاسة الحكومة أن تتخذ الإجراءات وتصدر القوانين الصارمة بحق تجار الأغذية الفاسدة والمروجين لها كخفافيش الليل تحت جنح الظلام , وان لا يتم التهاون معهم , آو الاكتفاء بتغريمهم ومصادرة بضائعهم , بل أن يصار إلى سجنهم والكشف عن أسمائهم ومحاكمتهم كتجار المخدرات واللصوص .
إننا نقول لهؤلاء التجار , "مافيا الأغذية الفاسدة ", إن انجراركم وراء الكسب والربح غير المشروع وإصراركم على ممارسة " الفلتان الغذائي" , هي جرائم متعمدة ترتكبونها بحق المواطنين الابرياء والمستهلكين الذين تغريهم الأسعار المتدنية لضيق ذات اليد وحالة الفقر التي يعيشونها بسبب الحصار المفروض على شعبنا منذ بدء الانتفاضة , ويكون همهم الأكبر دفع اقل مبالغ ممكنة من النقود ثمنا لها , ولكنهم لا يعرفون ما تحويه من مخاطر على حياتهم .
أخيرا , نسألهم : أين هي ضمائركم لتحاسبكم على أفعالكم هذه وانتم تعلمون ما ينتج عنها من أضرار ومخاطر على حياة المواطنين ؟ ألا تخشون أن يصاب بها احد أولادكم وأهلكم وأقاربكم بالأمراض المزمنة والقاتلة بعد تناولهم أي صنف تروجونه من الغذاء الفاسد الذي تتقون إخفائه في مخازنكم البعيدة عن أعين الرقابة , وتغيير تاريخ إنتاجه وترويجه للتجار الصغار, الذين يسوقونه بدورهم بأسعار المنتجات الجيدة ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة


.. الشرطة الفرنسية تحاصر مؤيدين لفلسطين في جامعة السوربون




.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت