الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة بن سباهي ....الجزء الرابع

عبد الرزاق حرج

2007 / 9 / 4
سيرة ذاتية


نحن أجيال أحترقت بالحروب والسياسة..لكن أجيال اليوم تحترق بالآرهاب !!!..
المساء بدأ يحل عندما قال لي مسؤول الحزب الكردي في مقر أربيل ...هناك أمورك عند الحزب العربي في شقلاوه !!!.. في الآيام اللاحقه سألت لماذا هذا كردي وذلك عربي قالوا لي وجب ذلك ..قلت كيف ..قالوا لكي يحصلوا على حصتهم من غنائم القيادة الكردية ..لهذا أتفقوا على هذا المنوال ؟؟؟.... غابت الغيوم وظهرت النجوم وأستولى نور القمر على ساحة السماء حين ركبت من عنق السوق المحلي أمام قلعة أربيل ..سيارة الرف الروسي الواصله الى شقلاوه ..أفضيت الى تله مرتفعه بعدما أشار لي رجل كردي عجوز ..هناك مقر الحزب ..كنت أسير لاهث مخضل بالعرق صاعدا من المنحدر الى التل ..لاح لي مقر الحزب ..كان الحرس واقف بجانب المقر بسرواله الكردي الخشن ومؤخرة بندقيته على الآرض وأصابع يده تلاعب فوهة البندقيه ..كان شاب صغير السن بدون شارب ..قلت له ..السلام عليكم ..أجابني ..وعليكم السلام كاكه ..طلبت من الشاب أن ألتقي بالحزب ..أخذ أسمي واسم محافظتي ودخل المقر وأنا واقف أمام الباب ...قابلت أحد الآشخاص ذو سحنه سمراء ويتكلم بعبارات بصراويه في أستعلامات الحزب المعتم ..أتفقنا نلتقي في الصباح ..صعدت بسيارة الخفر وأودعوني عند أحد البيوت السياحيه ..أهازيج العصافير وهديل الطيور تبهج القلب في الصباح الباكر على أشجار الغابات المبتوره وأنا أواصل سيري الى التله والهواء يصفر بمسامعي ..قابلت أحد قيادي الحزب في أحد الغرف المستقله عن الآستعلامات.. غرفه فيها طاوله وأرائك قماشيه وجدران مصبوغه باللون الآصفر الفاتح وستائر طويله تغطي الشباك ..كان رجلا قصير القامه وممتلئ الجسم وقوي البنيان ووجهه كصبغه أرضية مالحه جارفه يتفاعل فيها الآحتراق الداخلي بقوة .. عيناه ناشفه عاجزه عن طرد كبرياء القيادة!!..يفتخرون به الكرد لآنه قتل كثيرا من الجنود في معارك الآنصار !!. عندما تصافحه تشعر بقسوة راحت يده الخشنه .تحدثنا كثيرا ..تناولت مسيرتي الشخصيه ..هروبي من بغداد ..مسيرة القتل المستمره بعد مقتل أحد شيوخ الدين في النجف هو وأولاده الى الناس من قبل النظام السابق...تحدث عن تأثيرات الحزب بالداخل ..وهو يخاطبني ...رفيق ..قاطعته بأجابتي ..أنا لست رفيق ..أجابني ..كيف ,,,وعيناه تفر منها ألوانها الطبيعيه ووجهه أمتقع لونه ..أجبته ...أنا لست شيوعيا كامل العضويه لكن دافعت عن هذه الآمور وفق الآماكانيات الجسديه والنفسيه أمام رعب السلطه أثناء أعتقالي ومحكوميتي وأطلاق سراحي ....لكن أذكرك ..أن كل التنظيمات بالداخل هي تنظيمات وهميه !!!.. وأكملت الرد ..أتذكر أحد الشخصيات الشيوعيه وعلى ما أعتقد كان كبيرا في السلم الحزبي أوصاني قبل ان ينفذ به في عام 85..أن أسرد عن هذه التنظيمات الشائنه والمرتبطه بأجهزة الآمن الى كبير ومسؤول التنظيمات المركزيه في الحزب .. أجابني بحدة ..هذا ليس صحيح ..لاتزال هناك تنظيمات بالداخل نظيفة وتعمل بصيانة وسرية تامة ... وهو ينظر الى السقف وأذنيه الواسعه صاغيه لي .. كنت أضحك بداخلي .. عندما نزل هذا القيادي الى الداخل أبان أحداث 91 ورجع هاربا الى كردستان وصل أليه من قبل السلطة ملف كل ماقام به بالداخل في عقر مقره ..ظل ينصت بعنق متوثب وعينين قليلة الدوران نابهه ومتحفزه .. يوقف كلماتي عند أبواب جدار التفتيش ويفكك الحروف حرفا حرفا ..تدخل بعدما تلم نفسها من التعري وتصبح كلمه وتلتحق بالصف على شكل جمله الى جحور أفكاره مسلوبة وخائفة ..كان معروفا في بغداد يعطي كل من يقابله في مقر حزبه في شقلاوه (50) دولار .. قال لي أذن ..نحن فقط نساعدك في أعطاء تزكية حزبية لكن أمور سفرك متعلقة بدوائر بحكومة الحزب الديمقراطي الكردستاني ..كان صدره المنتفخ ينفخ قميصه كضفدعة عندما تتنفس..قمت بتدارك الموقف ..يعني كيف ..أجابني بعدما اللقاء يشرف على الآنتهاء ..أنت تقوم بهذه المراجعات ليس نحن ..وطلب مني الآنتظار بالغرفة المعتمة ..على المرء ان يجالد أمام المواقف ..طل أحد الوجوه الى الغرفة بجسمه القنفذي ووجهه كأفاره محترسة ..تعرفت على هذه الشخصية ..كان معنا في سجن أبي غريب ..عندما تلازمه تشعر أن عيناه تخبأ شئ بدورانها وتوقفها ..دائما يمد بوزه ككلب يشم مؤخرة قرينته ..كان أسوء منافق ..قلبه وعقله متعفن ..يزدري الضعيف ويتملق القوي ..دائما وردي الوجه يداعب الحيله بأقتدار ..عندما يتحدث تتأكسد على زاوية شفتيه رذاذ أبيض..كان يحضنني بأحضان كاذبه ..أخذت من يده ما بعث لي من الحزب ..خرجت من مقر الحزب كاسف البال وقدماي تسير الى المنحدر,,, كانت الآشجار والبيوت الحجريه تفر بسرعه من هامتي المتعبه ...كنت أمتلك حسا خفيا بعدم الآمان عندما اقابل أشخاصا كثيروا اللعب بحواجبهم ..كانت الصخور تتلألأ من اشعة الشمس الواثبه حين وصلت غرف السياحه .. يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |