الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتدى الصدر ..وجيشه النظامي ..!

هرمز كوهاري

2007 / 9 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أولا : مقتدى الصدر هذا الشاب الذي ظهر من المجهول بين ليلة وضحاها مستفيدا ومستغلا إسم والده وعائلته ليتنمر ويجمع حوله بعض الشباب الذين أصابهم الحيف والظلم والإعتدءات وقتل وإعدام ذويهم أو من العاطلين المتسكعين أو المخدرين بشعارات دينية مقتنعين ببشرى قرب ظهور الإمام المنتظر مما يتطلب تطهير أرض الأولياء المعصومين من " الكفار الأمريكان "! دون أن يعرفوا ما وراء هذه الشعارات والدعوات الجوفاء وماذا وراءها ،وكان الموضوع أشبه بالنكتة التي عملها أحد الجنود العراقيين في الحرب العراقية الإيرانية ! وخلاصتها :
[ أن أحد الجنود العراقيين طلب من سيده الضابط سيارة نقل ليأسر عددا كبيرا من الجنود الإيرانيين !! ووسط دهشة وتردد الضابط ، سلمه سيارة نقل ، وبعد فترة رجع الجندي ومعه حوالي خمسين جندي إيراني أسير !!! ، لم يصدق الضابط وبقية الجنود ما رآوه وسألوا الجندي عن كيفية أسرهم ؟ ، قال : مجرد صحتُ في مجموعة من الجنود الإيرانيين ، نجف كربلاء...نجف كربلاء ... نجف كربلاء ..!! فتسارعوا وتزاحموا للصعود الى السيارة وأتيت بهم سيدي ... ]!!
هذا ما عمله مقتدى الصدر تجاه المؤمنين الصادقين المغفلين منهم ، فإقتنعوا أنهم بطردتهم الأجنبي سيفسحوا الطريق لظهور الإمام المنتظر ، حيث لا يظهر إلا بعد تطهير الأراضي المقدسة ، أرض الأئمة المعصومين من جنود الشيطان الأكبر !! وعند ذاك يسعدون في الدنيا والآخرة !! وبقدر ما إستفاد وأستغل مقتدى الصدر هؤلاء المغفلين و بتوجيه الموجهين من وراء الحدود ، كذلك إستفادت وإستغلت هذه الدعوة عصابات الإجرام المنظم ، القتلة ، لغرض الإنتقام أو الإبتزاز أو الإغتصاب من قبل أيتام صدام من الأمن والمخابرات منهم للتخفي ومنهم لمواصلة الإبتزاز عن طريق الإختطاف للفدية أو المتاجرة أو تهريب الأسلحة والنفط وكل ما يمت الى الجريمة المنظمة بصلة ، أو عناصر من القاعدة .

ثانيا - رحبت الحكومة العراقية ومعها الإدارة الأمريكية بهذه الخطوة بهذا القرار،دون أن تسأل الحكومة الصدر ثم ماذا بعد ستة أشهر ؟؟ إن ترحيب الحكومة بهذا القرار الذي لا يقتصر على التجميد فقط بل يتضمن التجديد ! وإعادة التنظيم أي إعادة تنظيم جيش عقائدي مرتبط بجهة غير حكومية يأتمر بأمر إمام مراهق يفتقد الى العقل والحكمة بل الى الضبط والربط !! لا يربطه رابط ولا يقيده قيد للإلتزام باي قانون غير قانونه !!، فتكون الحكومة بهذا قد إعترفت بقيام جيش نظامي عقائدي منظم خارج عن سلطة الدولة و بعد ستة أشهر !، أي بعد ستة أشهر يكون السيد الصدر في حل من كل إلتزام قانوني ما زال المسؤول الأول في السلطة رحب بالقرار أي بقرار التجميد لغرض التجديد وليس لأي غرض آخر كالتصفية مثلا ، أي لغرض الإستمرار في تواجد هذا الجيش وجها لوجه لجيش الدولة !. و لزيادة الكفاءة القتالية لديه وكأن المالكي يعاتب الصدر بأن جيشه غير منظم تنظيما صحيحا كالحرس الثوري الإيراني مثلا !!.
ولكن إذا كان يحق لهذا الشاب المعمم بعمامة سوداء ونية سوده ! ، كما يقول المصريون ، أن ينظم جيشا نظاميا خارج السلطة ! إذن لماذا لا يحق لأي شخص أن يجمع حوله رهط من الشباب المنفلت بعد ستة أشهر لا قبلها ! ، أما إذا تطلب ذلك لبس عمامة سوداء مع قلوب سوداء ونيات أكثر سوادا فهو من أبسط الأشياء ، وإذا إحتاج الوسط الشيعي الى من يفتقرالى أمثال هؤلاء ، وقد لايفتقر على مدى الدهر !، ربما يستوردون خبراء معممين من إيران الجارة الصديقة موطن الأصدقاء الجدد ! ، فهم أكثر حقدا وسوادا في محاربة الشيطان الأكبر بل محاربة كل من إقتنع بوجود هذا الشيطان في بلدهم أو قريبا من ديارهم !!
وبهذا يصبح العراق دولة ديمقراطية متعددة الجيوش والولاءات و فيدرالية المرجعيات والشيوخ و دستورية شريعية تتميز ديمقراطيتها عن بقية الديمقراطيات التي سبقتها بشرط أن تكون تلك الجيوش عقائدية متحررة من سيطرة الدولة ، كما هو الإعلام المتحرر ، و إذا كان الإعلام حرا متحررا ،وتشكيل الأحزاب حرا متحررا فلماذا لا يكون حمل السلاح و تكوين الجيوش يكون حرا متحررا أيضا ؟؟.

وبهذا يكون العراق سباقا في تطوير النظام الديمقراطي ، الذي أصبح حكرا على الدول الغربية التي لم تتمكن من تطوير أنظمتها الديمقراطية بالرغم من مرور على نظامها عدة قرون ، فلم تمنح الحريات اللازمة لمواطنيها لتشكيل جيوشا نظامية عقائدية ولا مليشيات مسلحة بأسلحة خفيفة وأحيانا ثقيلة ولا فيالق مسلحة ،وهو إنتقاص من مبدأ الديمقراطية ، بشرط ، وهذا الشرط ضروري ، أن يكون لهم ممثلين في البرلمان والوزراة أي أن يكونوا داخلين في العملية السياسية ولا يقبل أي جيش أو مليشيا لم يكن لهم ممثلين في البرلمان أو الحكومة ، وبذا تكون حكومتنا ، حكومة وطنية شاملة لجميع الفئات والأطياف والجيوش والمليشيات ولا تستثني منهم إلا الخارجين عن الطاعة أي عن الدخول في البرلمان والحكومة والتوقف عن المعارضة المفسدة ، مع السعي الى إدخال جميع الخارجين عن الطاعة الى حضيرة حكومة الوحدة الوطنية الإئتلافية الديمقراطية التعددية الفيدرالية المستقلة الموحدة !!

فمثلا جيش المهدي أو المليشيات لا يهم ما يقومون به من أعمال إجرامية وفرق الموت والإختطاف بالجملة والإغتيالات ... الخ مازالوا منظمين الى العملية السياسية التي تضم كافة مكونات الشعب العراقي دون إهمال أو تهميش أوإستثناء !!

ولم تكن حكومتنا كحكومة إسرائيل المتعجرفة التي رفضت هدنة طويلة الأجل التي عرضتها عليها حماس ، بداعي أن لدى حماس نية مبيتة لتدمير إسرائيل بعد الهدنة ،ومهما طالت الهدنة أي نية "العدوان مبيتة " لدى حماس ، ولم تقبل إسرائيل إلا بالسلم وغير السلم يعني الحرب المؤجلة .
وربما قد سمع اليهود بالمثل الموصلي الذي يقول:
" تالي الليل نسمع حس العياط "!! أي في نهاية الليل نسمع صوت الصراخ
وإن سوء الظن عند أسرائيل ينطبق عليهم المثل" بعض الظن إثم "، و حاشا أن نتعلم من اليهود الإثم و سوء الظن !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل