الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإئتلاف الشيعي و حزمة العرجون

محمد العبدلي

2007 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


أنا مدين بمثال حزمة العرجون للمزارع ( المثقف ) كاظم الدليمي و هو يتحدث بمرارة عن الأحداث الدموية في كربلاء ( و هو بالمناسبة من أتباع آل البيت و لذا اقتضى التنويه حتى لا تذهب بكم الظنون بأنه حاقد و متشف و تصوتون على مقالي بأدنى الدرجات ) .
و العرجون يعرفه أبناء المحافظات الزراعية و هو ما يربط بين النخلة و عذق التمر ، يقطعه الفلاحون حين جني التمر و قص العذوق ( الكصاص ) و يستعمله القرويون كحطب على الأخص لخبز الخبز في التنور و يبلغه طوله الذراع أو نحو ذلك ، مقوس و ناعم جدا و بسبب تقوسه جاء في القرآن الكريم " و القمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم " .
يعمل الفلاحون منه حزمة أو ربطة أو كما يقولون ( باكة عرجون ) و هو من النعومة بحيث يجهد الفلاح بأن يربط منه عددا و يشده بقوة حتى يسند فيه العرجون العرجون الآخر فيتماسك ، و يعلم الفلاح أن العرجون ناعم و املس و اذا ما انسل واحدٌ من العراجين تداعت الحزمة كلها و لا يبقى في يد الفلاح غير الخيط الرابط فيما تتناثر في لحظات كل العراجين خلفه ، و لذا ضربت به الامثال إذا من انفرط عقد الجماعة و تفرقوا شيعاً .
لقد عمل السيد السستاني ادام الله ظله على احكام ربط حزمة العرجون التي لا يربطها رابط سواه و سوى الدولة الجارة التي ما فتئت تنفخ الحياة في هذا الائتلاف متحايلة على قوانين الحياة بل و على المنطق بسبب تاريخ الاختلاف العميق في الكثير من الرؤى و المصالح و خصوصا الصراع الدموي و الذي لن ينتهي الا بالسيطرة المطلقة لأحد الأطراف على ادارة المراقد المقدسة التي لم تعد مجرد مراقد مقدسة للأئمة الأطهار يتبارك بزيارتها الناس ما يلزم أولي الأمر أن يجعلوها بعيدة عن التهالك على الثراء الدنيوي ، بل أصبحت مصدرا للإثراء الفاحش و النفوذ المادي و المعنوي .
و المضحك في قيادنا الرشيدة المتمثلة بالمالكي انه قد استجاب لطلب المرجعية التي اشتكت من أنها لا تستطيع ان تسدد اجور ثلاثة آلاف مسلح من إفراد حماية المراقد !! ( تصوروا ان المرجعية التي تدر عليها المراقد المقدسة و الخمس الملايين من الدولارات لا تستطيع دفع اجور الحماية ) مما جعل المالكي يدفعها بنفسه من اموال الخزينة أي من اموال الشعب العراقي رغم بقاء أفراد حماية المراقد تحت امرة رجال الدين و المرجعية و ليس تحت امرة الحكومة !!
ثم من خول السيد المالكي وهو وكيل الناس على اموال الشعب و المؤتمن عليها ان يدفع من خزينة الشعب العراقي اموالا لحماية المراقد المقدسة التي تحتاج ثلاثة آلاف فرد في الوقت الذي تمثل ميزانية العراق اموال الناس من مختلف مكونات الشعب العراقي من شيعة و سنة و مسيحيين و صابئة وشبك و علمانيين و كفار .. الخ ؟
و هل خصص السيد المالكي ربع المبلغ المطلوب لحماية المدارس التي يدرس فيها اطفالنا أو لحماية الكنائس التي تتعرض للإنتهاك من قبل قوى الارهاب ؟
أليس أبناء كربلاء النشامى و الغيورون على المراقد المقدسة بقادرين تطوعا و طلبا للأجر على حمايتها ؟
ثم أين ذهبت الأموال التي تتدفق من إيران الى المجلس الاعلى و التي رأينا قسما منها مع السيد عمار الحكيم حين عودته من زيارته الميمونة الى طهران أو الأموال الطائلة التي يمول منها جيش المهدي ؟ أيصح أن تثروا من أموال مراقد الأئمة الأطهار التي ما رأيناكم بها يوما عمرتم مدرسة أو عبدتم شارعا ثم تطالبون الحكومة بأن تحمل عنكم العبء المالي في حمايتها ؟
و في هذا الاثناء صرح المسؤول الامني الجديد في محافظة كربلاء أن قوة العقرب قد تخاذلت في الدفاع عن المراقد و أن الأخبار الواردة عن محاولة اغتيال قائد القوة ما هو الا مسرحية مفبركة من اجل لفت الانظار و صرف الناس عن تأمل الدور غير المهني و غير الكفء لقوات العقرب .
ها أن اكثر من عرجون قد انسل من الحزمة ، و الصراع على أشده دموية على البصرة تلك الدجاجة التي تبيض ذهبا بين مليشيات الائتلاف الشيعي . فمتى يجد المواطن العراقي الخلاص و على يد من ؟
و من سيكون بديلا إذا ما انفرطت حزمة العرجون عاجلا أو آجلا ؟
سؤال تصعب الإجابة عليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل