الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهزيمة يتيمة .....

حيدر المنصوري

2007 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


العوز والحرمان، القهر والأضطهاد، الحزن والألم، القتل والتهجير، الضياع والتسول على أرصفة الشوارع، العيون التي ذبلت من الدموع، والشفاه التي هجرتها الأبتسامة، الأمان الذي فقد من دار ساكنيه ومرارة وداع الأحبة الذين طحنتهم رحى الإرهاب، هذا ماجناه الشعب العراقي المظلوم من ثمار شجرة الديمقراطية الأنكلو أمريكا. فقد ذهبت الأحلام أدراج الرياح، وقُتل الأمل بعد أن صفع الشعب من قبل ممثليه الذين أنتخبهم ليعوضوه عن ماصنع بهم البعث والأحتلال. ولكن للأسف الشديد أكتملت الصورة المأساوية في ظل حكومة منتخبة كان يعوّل عليها أبناء هذا البلد المنكوب. فالبرلمان بحاجة إلى برلمان !!والحكومة بحاجة إلى حكومة!! والشعب بحاجة إلى من يضمّد جراحه ويوقف نزيفه الدامي .فالتشكيلة الحكومية التي أبتعدت عن الأستحقاق الوطني وفرضت على أساس المحاصصة وفق مبدأ سياسة الغاب الذي أنتهجته بعض الكتل والأحزاب معتمدة لغة حرق الشارع وإراقة الدماء للضغط على الآخر قبل طرح شخصياتها الوزارية لتنتزع هذه الوزارة أو تلك من الطبيعي أن تعمل بمعزل عن الشعب وبعيداً عن الوطن لتشبع رغباتها وتحقق أطماعها الذاتية وتواصل نفاقها الوطني الذي باتت شعاراته لاتهضمها معدة الشعب العراقي الذي لايعذر أي حزبٍ أو كتلة أو شخصية فالكل مسؤول عن ماوصل أليه الشعب ولايحمل المسؤولية لجهة دون أخرى . فالفشل يشترك به الجميع لأنهم غلبوا مصالحهم الذاتية والطائفية والحزبيةعلى مصلحة الوطن والشعب و أقصد كل من شارك بالعملية السياسية والتشكيلة الحكومية والبرلمان لأنهم أستنزفوا الوقت في صراعاتهم الذاتية وكل جهة تريد أن تفشل الأخرى على حساب المصلحة العامة فأنهم لن يعملوا بروح الفريق بل كانوا أجساداً متقاربة وقلوباً متباعدة وينظر أحدهم إلى الآخر بأنه عدو. هذه هي الحقيقة وأن كانت مؤلمة ومرة ولكن لابد من قولها ، فلا يتنصل القادة عن مسؤولياتهم في هذا الوقت الحرج الذي يصارع به الشعب من أجل البقاء ونحن نعلم أن مثلهم مصداق لقول نابليون (الهزيمة يتيمة والنصر له ألف أب). لو كانت هنالك إنجازات وتقدم في مسار العملية الأمنية والسياسية لتفاخر الكل وتبجح بأنه سبب ذلك ولكن لا أحد يجرؤ أن يتحمل الأزمة ويشارك في حلها. لذا على كل الأطراف المشاركة في العملية السياسية أن تصحح مسارها وأن تؤمن بالمبدأ الديمقراطي وأن يكون الوطن والشعب غايتها وهدفها السامي وأن توضح مواقفها الوطنية من الإرهاب والأحتلال وأن تلتزم بمسؤولياتها وأن تفي بوعودها فأن الشعب واع ومدرك لدقائق الأمور وسوف لايرحم من يريد قتله بهذه الطريقة البشعة وأن التنصل في هذه المرحلة الحرجة لهو خيانة عظمى لهذا البلد والشعب الجريح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن