الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا ينتظر اليمنيون؟

عبدالحكيم الفقيه

2007 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


في الحقيقة لقد مشت الأمور بصورة غير طبيعية وبسرعة ووتيرة عالية فحدثت أربع حروب في صعدة واحتقن الجنوب مرارا وصار استخدام مفردة الجنوب بصورة عادية من قبل الجميع مع أنه كان في المرحلة الانتقالية من العيب استخدامها حيث كانت تستبدل بالمحافظات الجنوبية وشهدت عواصم المحافظات والمديريات الاعتصامات السلمية وحدثت المشادات والمواجهات في بعض المحافظات وأخذ الناس يبحثون عن ساحات للحرية لكي يصل صوتهم وتذمرهم من الوضع الراهن وللمرة الأولى يحدث الخلاف علنا بين تيارات المؤتمر الشعبي الحالكم ووصل الأمر إلى درجة منع الأمين العام والرئيس السابق للحكومة من السفر عبر مطار صنعاء وشهدت الأوساط القبلية تكتلات من طراز جديد وبدأت المخاوف تلوح من عوامل انهيار الدولة اليمنية والولوج في نفق الصوملة وكأن القرن الأفريقي سيتم استنساخه في الطرف الأسيوي المقابل. فمنذ الانتخابات الرئاسية التي مر عليها قرابة العام والفوضى هي الديدن والنهج وكل الوعود الانتخابية تبخرت بل ازدادت معاناة الناس وصارت الحياة أتونا وجحيما لا يطاق وبقي أن نسترجع تصريحين قبيل الانتخابات لعلي عبدالله صالح وفيصل بن شملان فقد قال الرئيس "إذا احدثت الانتخابات تغييرا فاليمن مهددة بالصوملة" وقال إبن شملان "إذا لم تحدث الانتخابات تغييرا فأن اليمن ستتصومل" ونحن في ارتقاب النتيجة الحتمية والمآل
بقي أن نضع الأمور نصب عين اليقين ولابد من معرفة العوامل الكونية والمحلية والاقليمية التي تؤثر على الساحة اليمنية
عندما حسمت الولايات المتحدة أمر سيطرتها الأحادية على الكوكب لاقت من المقاومة القومية والدينية واليسارية والشعبية مالا تستطيع اخمادها عسكريا فلجأت إلى العزف على أوتار الأثنية والعرقية لخلخلة بنيان المجتمعات وخلق بوابة أو حتى نوافذ للتدخل وما أكثر الفجوات المفتوحة في بعض البلدان وفي منطقتنا العربية لم يكن سافرا هذا الانقسام السني الشيعي والذي يريد ميديروه أن يجعل الانقسام في المنطقة العربية إلى كتلتين كتلة مقاومة شيعية بقيادة إيران وأذرعها وكتلة تتنفق وتختلف نسبيا مع امريكا وفي خندقها العربية السعودية ولكن سفور الغطرسة الأمريكية لم يزحزح ويطمس بعد المقاومة القومية والدينية وحتى الليبرالية التي هي وليدة العولمة المرسملة تتعارض مع سفور منطق التغطرس الأمريكي ومن ضمن هذا المنظور العولمي فإن اليمن ساحة للتشدد الديني المناويء للغرب ونقيضه النخب الليبرالية الحاكمة التي تتسق مع مشروع أمريكا وشرقها الأوسطي الكبير وبالمقابل وخلف هاتين الصخرتين فإن البنى التقليدية هي التي تترقب ولا تنس نصيبها من السلطة والثروة أيضا
البعد الإقليمي وامتداد الصراع العربي الاسرائيلي وسقوط العراق وحصار لبنان وسوريا وبراغماتية مصر وحيادية بعض العواصم جعل اليمن مثلها مثل البلدان العربية تلعب لعبة المناورة الداخلية بالتغييرات الحكومية المؤقتة وقمع الشارع وتضخيم الخطوط الحمراء والتهيئة للقبول الشعبي بمبدأ التوريث الذي يعد له العدة في أكثر من قطر عربي
البعد المحلي وهو الصراع الذي ظهر نتيجة حرب 1994 ونتيجة غطرسة التحالف العسكري القبلي والامتدادات المذهبية وتغلغل التشدد في جمجمة الجيش وتحول السلطة الديمقراطية ظاهرا إلى فردية أسرية باطنية دكتاتورية تجعل لا تغيير وانفراج إلا بسحب البساط من يد الحاكم وتسليم المقود ليد جديدة غير ملوثة بدماء الناس ومالهم فما هي القوة المهيأة لمعرفة من أين (تؤكل الكتف) وتقرأ المستقبل قراءة واقعية؟ فماذا تنتظر اليمن من مقادير؟ وهل سيصنع اليمنيون أقدارهم؟ أم سيدعونها (فإنها مأمورة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس يقول إن إسرائيل ألحقت الهزيمة بح


.. وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد هزيمة حزب الله.. ماذا يعني ذلك؟




.. مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة: أكثر من 300 ألف إنسان يعيش


.. أسامة حمدان: جرائم القتل ضد شعبنا ستبقى وصمة عار في وجه الدا




.. حرب وفقر وبطالة.. اللبنانيون يواجهون شقاء النزوح ونقص الدواء