الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصطفى عنترة في تصريح ليومية -بيان اليوم- حول موضوع إحداث قناة أمازيغية بالمغرب

مصطفى عنترة

2007 / 9 / 5
مقابلات و حوارات


بـداية يجب التأكيد على أن إحداث قناة امازيغية ببلادنا يجب أن يكون محطة متقدمة بعد أن يتم إدماج الثقافة الأمازيغية في القناتين الوطنيتين. بمعنى يجب أن تعكس قناتا دار البريهي بالرباط وعين السبع بالدار البيضاء التعدد اللغوي والتنوع الثقافي الذي يزخر به المجتمع المغربي، تم ننتقل إلى محطة إحداث القنوات المتخصصة.
وأعتقد في هذا الباب أن وزارة الاتصال والمعهد الملكي للثقافة الأمـازيغية قد وضعا اللبنات الأساسية للإدماج السليم والعقلاني للأمازيغية في الإعلام العمومي زمن تحرير الفضاء السمعي البصري. وقد يتساءل المتلقي لماذا هذا التأكيد؟
أولا: أن إحداث قناة متخصصة أمازيغية عبر "السـاتل" وبوسائل مادية متواضعة، يمكن أن ينعكس سلبا على صورة الأمازيغية والأمازيغ الذين سينظر إليهم من طرف الرأي العام الدولي كأقلية كما هو الحال بالنسبة للأكراد وغيرهم، والحال أن الخصوصيات السوسيو ثقافية والمعطيات التاريخية تجعل "إيمازيغن" خارج معادلة الأقلية والأغلبية. وهذا من شأنه أن يعطي شرعية لبعض الطروحات السياسية المعروفة التي كانت ولا زالت تشبه الأمـازيغ بالأكراد.
ثانيا: أن إحداث قناة أمازيغية بالشكل الذي توجد عليه القنوات الفضائية المتخصصة أي القناة الرابعة أو شقيقتها السادسة..، ـ بالرغم من وجود كفاءات بشرية هامـة داخل هذه القنوات ـ لن يعمل إلا على إنتاج تجربة محدودة النتائج، لكون هده القناة لن تستطيع الالتحاق بسلك الفضائيات المتطورة، وبالتالي فإنها لن تساهم من موقعها في إدماج الثقافة الأمازيغية داخل الإعلام العمومي.
ثالثا: أن طبيعة الرهانات الموضوع على هذه التجربة جد هامة، من حيث التعريف بهذا المكون الثقافي وتحصين الذات في زمن "العولمة الثقافية" التي لا ترحم، والتواصل مع "إيمازيغن" عبر العالم وفتح الباب أمام مكون أساسي أقصته السياسات العمومية للدولة منذ الاستقلال من الإعلام تحت مبررات سياسية وإيديولوجية لم يعد، اليوم، يقبلها لا العقل ولا المنطق..إلخ.
فالإعلام وخاصة المرئي والمسموع يلعب دورا مهما في التواصل والتأثير على الرأي العام المحلي والخارجي..، ومن هنا يجب أن نتوخى الحذر في التعامل مع هذا الموضوع الحساس والدقيق، لكن أعتقد أن هذه الأمور لن تغيب عن أدهان الوزارة الوصية على قطاع الإعلام وكذا المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، كما أن الحركة الأمازيغية تعي جيدا المخاطر التي قد تحدثها تجربة تفتقد لبعد النظر ولا تأخذ بعين الاعتبار حساسية هذه المسألة وتتجاهل المقارنة مع بعض التجارب الدولية التي نجحت في تدبير التعددية الثقافية واللغوية التي تزخر بها مجتمعاتها المركبة، على المسار الذي قطعته عملية الإدماج المؤسساتي للأمازيغية.
لقد عرفت السنوات الأولى من الألفية الجديدة تحقيق عدة تطورات سياسية، مست في جانب منها الثقافة الأمـازيغية التي أضحت عنوانا يميز الفترة الانتقالية الراهنة.
ومن هذا المنطلق يجب أن تتوفر كل الإمكانيات الضرورية لإنجاح هده التجربة لكونها تشكل محطة هامة في مسلسل إدماج الأمازيغيـة في مؤسسات الدولة.
شخصيا أعتقد أن مبادرة إحداث قناة أمازيغية ستكون مفيدة أكثر إذا كانت محصلة لإدماج الأمازيغية في الإعلام العمومي وفق الاتفاق الذي تم بين الوزارة الوصية والمعهد، لكونها ستشكل، في هذه الحالة، قيمة مضافة حقيقية لعملية الإدماج المؤسساتي للأمازيغية، وستساعد على تكريس التعدد اللغوي والتنوع الثقافي الذي يميز بلادنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام