الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمنية بل صلاة

نور الدين بدران

2007 / 9 / 6
الادب والفن


مازلت أخاف من الظلام وقواه حتى الخيرة إن وجدت،ولا يني حبي للنور يرتفع منسوبه العالي منذ الولادة.
في الضوء أرى أحبائي وأعدائي بأبعادهم المجسمة.فمازلت أنعم ببصر وقلب.
أفضل مواجهة العدو الظاهر تحت الشمس على زيارة شقيقي الباطن في جنح الحلكة الدامسة.
(2)
أنقل جملة الإحداثيات من حقل الفرد إلى الأمم.رغم أهوال أعاصير التفاضل ومخاطر الاشتقاقات الماسخة.
عبر شريط بالأسود والأبيض سريع تمر إمبراطوريات دارسة كانت كلية الجبروت ببوليسها وأجهزتها الخفية.لم تخلف وراءها سوى أقبية تغص بجماجم وسياط تحت الأرض وجثث محنطة وتماثيل لقادة رفعتها إلى منزلة الآلهة.
على شواهد تلك الغابرة تأريخ لأعمار قصيرة ملطخة،نبذات مزورة لسير مختلقة من صنع خيال سقيم،أغراضها أدنى من بطن الزواحف إلى الأرض،لأجلها نهضت مجازر واسعة تحت رايات عالية.
(3)
عبر شريط آخر بالغ الثراء بالألوان.تعبر كيانات صغيرة الحجم ومحدودة الأنفاس تنهل من منابع الخلود.
ماضيها قمح وعشق وقصائد.هبطت آلهتها إلى أعماقها وتزوجت من سوادها فغدا النسل جميعه أو معظمه من الآلهة.
صاحب العبرة والنباهة يضع البوليس خارج القمح والسرير والقصيدة.
(4)
بدل حليب الأطفال يشتري الحمقى أجهزة طرد وصواريخ.كل بدوي تبهره المدينة.لن يعرفها جيداً إلا بعد أن تصدمه سيارة حديثة يقودها سائق أرعن.هذا إن بقي على قيد الحياة.
(5)
كلاهما يؤسسان للمحرقة.ليسا كما يعلنان عن نفسيهما ...ليسا عدوين...كلاهما متكاملان... سليل راعي بقر استبدل مسدس أجداده بقمر اصطناعي وحاملة طائرات، وسليل حضارة عريقة استبدل تراث أجداده بحماقة مصقولة بعقائد وأوهام أكل الزمان عليها وتجشأ.
القرد يقلد الإنسان...الطامة الكبرى أن الموضوع ليس طريفا ولا مضحكاً...إنه يتعلق بحياة البشر.
(6)
لا بأس..."يولد التاريخ من أشد جوانبه تعفناً"...كما هو الإنسان..يولد مسربلا ..مولولاً....
أليس من طريقة أقل كلفة و ألماً؟.
(7)
هناك (لا أدري أبن!) سيلتقي المهدي المنتظر مع أعور الدجال..أو الدجان حسب لغة أخرى.
حسب الرواية المضادة.. سيلتقي المسيح المخلص مع محور الشر.. بالنسبة لي كواحد من أكباش المحرقة المنصوبة من شرق المتوسط حتى آخر الخليج.. لا فرق بين الروايتين.
(8)
الخريف خريف بامتياز... كما يتنادى من أجواء الهمجيتين على السواء.. ستتساقط أوراق الحياة...
الأكثر سوءاً من الطرفين من يراهن على أي منهما...الهزيمة لنا في مطلق الأحوال..لكن الجوهري أنها ستكون
هزيمة لا عهد لنا بمذاقها من قبل....إنها ذات نكهة يابانية...
(9)
هناك أمل .. أمنية... بل صلاة: ألا يأتي ذلك الخريف الذي لن يكون تقليدياً أبداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكايتي على العربية | ألمانية تعزف العود وتغني لأم كلثوم وفير


.. نشرة الرابعة | ترقب لتشكيل الحكومة في الكويت.. وفنان العرب ي




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيب: أول قصيدة غنتها أم كل


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أول من أطلق إسم سوما




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أغنية ياليلة العيد ال