الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذهب

على أحمد على

2007 / 9 / 6
الادب والفن



- راح "بيبرس" يضرب جواده بعنف ليزيد من سرعته ولكن الجواد ما كان ليستطيع أن يزيد من تلك السرعة لا لضعف في بنيته ولا لنفور من صاحبه أو لأنه جواد أبق ولكنه بالفعل كان يركض بأسرع ما يمكن أن يتحمله جوادا غيره .. كان يركض حتى كادت أربطة ساقيه القويتين أن تتلف , وفجأة شد الرجل لجام جواده بعنف فصهل الجواد بقوة ورفع قائمتيه الأماميتين وتوقف في مكانه , ولم يكن سبب التوقف هينا فقد كان أمامه جيشا من الفلاحين والفقراء يحملون المشاعل والهراوات والعصي والفئوس .

- بيبرس هو احد الملوك المماليك ..- ويا لعجب التسمية ملك مملوك - ولن تجد ذلك في أي بقعه من بقاع الأرض سوى في مصر ولكنه ليس ذلك الملك الذي خلف " قطز" محارب التتار وقاهرهم والذي شيد العمارة العظيمة والمساجد الفخمة .. ولكنه يحمل نفس الاسم و هو ابعد ما يكون عن صفه سميه فقد أشاع الفساد والسلب والنهب في البلاد وصار لا هم له هو و حاشيته إلا سلب كل ما تقع عليه أيديهم من ذهب ومال بل و لم تتوقف نفوسهم الخبيثة عند ذلك بل راحت تدمر ما فعل سلفهم من خير في البلاد وتفرض الضرائب وترهق كاهل الشعب بما لا يطيق حتى ضج الناس وصارت فتنة عظيمة يقتل فيها شرار الناس فيضيع خيارهم ويتهجم فيها القوي على الضعيف فيسلبه ماله ويطوف العسكر على الأسواق والبيوت فيعثوا فيها فسادا ويسرقون وينهبون ويدمرون ثم يمضون لا يلون على شئ وكأنهم ما كفاهم إفسادهم في عهد الاستقرار فراحوا يفسدون في عهدي الاضطراب وما ذلك بمستغرب على نفوس خبيثة وأناس بعقول العبيد أما الاضطراب والفتنة فقد أكل الأخضر واليابس في البلاد فلم يعد بها نفع ولا خير يرتجى .. وعزم بيبرس وحاشيته أن يتركوا البلاد لفتنتها وانقسامها ويهربوا بما حملوه مما خف وزنه وغلا ثمنه ليتقلبوا في النعيم خارج البلاد بخيرها المنهوب بعد أن تقلبوا فيه وهم على رأس السلطة بها ....!!

- وكان ما كان .. خرج بيبرس وأتباعه كلا من ناحية يرجو الفرار بنفسه وماله .. أو لنقل بنفسه التي يملكها وملك بها بلادا .. وماله الذي سلبه من هذه البلاد .

- وخرج بيبرس ليلقى العامة خلف أسوار قصره بعد أن ظن أنه أمن شرهم بعد أن ابتلع خيرهم فأسقط في يده وهم محاصروه وما من شك قاتلوه .. فماذا عساه أن يفعل ؟

- فكر في الأمر مليا ولأنه عبد في الأصل يعلم جيدا نفوس العبيد واستطاع أن يصل بنفوس سواد الناس إلى هذه الدرجة من العبودية .. فقد برقت في ذهنه فكرة خبيثة وشرع في تنفيذها بعد أن لمح الشر في عيون الغوغاء .

- ومن غيره يمكن أن يرى الشر ويتعرف عليه في عيون الآخرين دس بيبرس يده ف جيبه الممتلئ بالذهب وأخرج حفنة من الذهب ونثرها في كل اتجاه .. ثم أخرج أخرى .. فأخرى ونثرها كلها فتهافت الناس عليها و ألقى كلا ما في يده وشرع يبحث عن الذهب لعله يغنم بقطعة أو قطعتين وذهل الناس عنه .. فلكز جواده وانطلق مسرعا .. هاربا بالنفس والمال ... والناس مشغولون بالبحث ...

بالبحث عن الذهب ...

ذهب بيبرس ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07