الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جدا 2

جمال بوطيب

2007 / 9 / 6
الادب والفن


إ فـحـام

بوقاحة مفاجئة، سألتني الشقراء الجالسة في صف الذكور:
- أستاذ،قيل لنا إنك تحسن الرقص.
فكرت في سدّ فمها بقذيفة تحفظ لي شيئا من وقاري أمام هؤلاء العفاريت الذين يخفون ضحكاتهم ، قلت:
- هل تريدين أن أرقص معك ؟
بالوقاحة نفسها ردت:
- نعم.
فأفحمتني.


وقـــاحــة


في الفصل- بتحريض من الشقراء الجالسة في صف الذكور -
سألني أقصر تلميذ في الفصل :
- أستاذ، ما الفرق بين المقصور والمنقوص والممدود؟
ارتبكت كعادتي كلما اسأل، استحضرت كل معارفي وصرت أبيّن الفرق.
كان القصير يتابع ويبتسم ، وكانت الشقراء تبتسم ولا تتابع.
وحين انتهيت ، قال لي القصير بأن ما شرحته له الشقراء أفيد بكثير مما شرحته أنا.سألتها. فقالت إن للأمر علاقة بالرقص، فأفحمتني مرة ثانية.


مخـالـفــة



ظلت الشمس تلفح الشرطي الذي كان يترقب مخالفات السائقين المنتبهين منه وإليه. لم تقو قبعته على مقاومة الحرارة . نزعها. حكَّ صلعته التي نزَّت عرقا. أعاد القبعة إلى رأسه. وضع سيجارة في فمه. أرسل صفيرا فاشتعلت السيجارة . وصار ينفث دخانها في الهواء.
مساء عاد إلى المركز دون أن يسجل ولو مخالفة واحدة.
شكا نفسه إلى رئيسه:
- سيدي لم ألتزم بأخلاق عملي، وعجزت عن أجمع لكم مصروفكم اليومي.
غضب رئيسه. سبَّه وفتَّش جيوبه ، قبل أن يمزق الشكاية.
فكر الشرطي الأصلع:
- ورقة ناقصة من دفتر المخالفات معناه مبلغ مالي قبض بدلا عنها.
عاد مكتئبا إلى منزله. اندهشت زوجته كيف عاد دون بطيخة المساء . أما المخالفة التي سجلتها عليه صغيرته هي أن رائحة حذائه أصبحت لا تطاق.


طـــلاق


كان الحمار قد تردد كثيرا قبل أن يخبر الأتان برغبتـه الصادقة في الزواج منها . وكانت الأتان تدرك سلفا ميله المفضوح إليها، فتتغاضى عنه وتتجاهله . حين اختلى بها في الحقل ، اشترطت :
- مهري ركلة للفلاح في حجره .
لم يشفق الحمار على نفسه من شئ غير نفيه من الزريبة، ولما عزم على ركل الفلاح وهو يشده إلى المحراث كانت الأتان تلتهم التبن . غمزته بغنج ،وبين فخذيه سرت قشعريرة قاتلة فركل المحراث.
استلقت الأتان على ظهرها ضاحكة. غضب الحمار وقال :
- أنت طالق.
ظلت الأتان غارقة في ضحكها وهي تغالب دمعة الشماتة ثم قالت له :
- ستظل حمارا !!


طــوفــان


على الشاطئ تخلص الطفل من ثيابه.عاريا صار ، فبدا هزيلا.التقط عقب سيجارة رخيصة وأشعلها. ارتشف رشفة أو رشفتين.
- أريد أن أكبر.
قال لصديقته ، وهو يسلمها الثياب ويرسم قبلة على خدها ويسرع مندفعا نحو البحر .
-أنا في انتظارك.
قالت صديقته .
وحين ابتعد، أردفت:
- ودادي لك ، وتحياتي إلى النورس.
غاب الطفل في البحر . انتظرته صديقته حتى غابت شمس المساء. ولما غابت شمس المساء انتابتها حيرة وقلق كبيرين. عادت باكية إلى منزلها. سألتها أمها ، فلم تجبها. مرت سنوات كثر كان الجفاف فيها سيدا لا يقهر. بكت الطفلة حتى طالت ضفيرتها. ولما طالت ضفيرتها خطبها ابن والي المدينة.
وليلة الزفاف، اقتحم القصر رجل عار تتبعه مجموعة من النوارس. حرروا الفتاة وعادوا إلى البحر. غضب الوالي وأمر بأن يصادر البحر من مدينته في الصباح .
لكن مع الفجر، اقتحم الطوفان المدينة ،وحلقت النوارس في فضائها ، وكتب المؤرخون :
" قديما كانت هنا يابسة".









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو