الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجاح المسيرة الوطنية ضد الغلاء و لكن..

و. السرغيني

2007 / 9 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


إنه نجاح صغير و نسبي لكن و كيفما كانت الاعتبارات و الظروف التي عرفها مسار الإعداد للمسيرة فيجب التقييم الموضوعي و الجدي المسؤول لعمل الحركة كحركة مناهضة للغلاء و مناهضة للزيادات في الأسعار، و لخوصصة القطاعات الخدماتية ذات البعد الاجتماعي.
إنه عمل بطيء و قاصر و متردد، لا ينعم حماسه بالإجماع كما هو الظاهر في الأمر، مما يستدعي من جميع نشطاء الحركة تقديم تقييماتها المختلفة حتى يكون التقييم موضوعيا و المحاسبة غير متجنية.
فما راكمته الحركة إيجابي في مجمله، لكن إذا كانت هناك من رغبة في تقديم مسار الحركة و في توسيع مجال رقعة الاحتجاج، وجب آنذاك البحث في آليات أخرى للتعبير عن مختلف المواقف التي يجب تدعيمها، لا محالة، بمواقف سياسية رسمية مسؤولة لمختلف التيارات و المجموعات و الأحزاب العاملة داخل الحركة.
و من إيجابيات الحركة كذلك هو ما حققه العديد من مناضلي الحركة اليسارية الاحتجاجية في ما يخص الحوار و التواصل و التنسيق لكنه لن يعفينا من تسجيل تقاعس الأحزاب اليسارية الشرعية التي تعاملت مع الحركة منذ بدايتها، بطريقة أقل ما يقال عنها أنها انتهازية، أي في شكل، إذا ما توسعت و حققت الحركة بعض المكاسب فهي لها ـ لاحظ تصريحات زعماء "النهج الديمقراطي" و "الطليعة" و "الاشتراكي الموحد" الذي ذهب لحد استغلالها في الحملة الانتخابية من خلال وصلته الدعائية بالتلفزة ـ و إذا ما أخفقت فسترجع ذلك للشروط و الظروف غير المواتية أو لمظاهر التطرف و الثورية الزائدة عند بعض نشطاء الحركة من التيارات الماركسية الأخرى.
فعلى العموم و بالرغم من حضور و مواكبة مجمل أنشطة الحركة الميدانية و التنظيمية من طرف العديد من مناضلي اليسار الشرعي و بشكل خاص مناضلي "النهج الديمقراطي" الشيء الذي وجب تمييزه عن حضور عناصر "اليسار الاشتراكي" و "الطليعة الاشتراكي الديمقراطي".. المحدود و المحسوب و المحدد الأهداف.. للحد الذي يمكن تصنيف حضورهم كلجنة للمراقبة و فقط، مراقبة تشكيلة اللجنة الوطنية للمتابعة، مراقبة القرارات و البيانات ثم مراقبة المسيرات و ضبط الشعارات و "الانفلاتات".
فإذا كان قرار المسيرة الوطنية الذي تم اتخاذه بالإجماع قبل شهرين عن موعد المسيرة، فما لاحظناه و سجلناه هو عدم الرضى و التبني لهذا الموقف من طرف قيادات الأحزاب المذكورة و بشكل خاص حزبي "النهج الديمقراطي" و "الاشتراكي الموحد" كحزبين يتوفران على جريدة رسمية خاصة بكل منهما ـ "النهج" و "اليسار" ـ كان من الممكن استغلالها للدعاية و الشرح لدواعي المسيرة المناهضة للغلاء.
و لا يمكن للمتتبع إلا أن يلاحظ تراجع حدة الحماس الكبير الذي تقدم به الرفاق من خلال الندوات و المداخلات عبر صفحات الجرائد و عبر المواقع الإلكترونية للدفع بالحركة إلى التقدم و إلى توسيع رقعة الاحتجاج خلال مرحلة المد الجماهيري الأولى أي خلال مسيرتي الرباط و البيضاء، قبل أن يتحول إلى خفوت و تهرب واضح و تبرير انتهازي لمختلف المسلكيات المتقاعسة، فعلى سبيل المثال و التوضيح نظم "حزب النهج" وقفة أمام البرلمان ليلة المسيرة يعني يوم السبت 1 شتنبر حضرها أغلب مناضلي الحزب و من جميع المناطق و الجهات للمطالبة بحقهم في الإعلام الانتخابي، و هي مفارقة إن لم نقل عنها شطحة البهلوان على حبلين و بالتالي يمكن اعتبارها و نعتها بنوع من المقاطعة السلبية التي تشوش على الموقف الماركسي الحقيقي الذي ينبني على مهمة الارتباط بالعمال و الكادحين في أي وقت و في أي مكان و ليس عبر التلفزة المنبوذة، بل من خلال الحضور في الوقفات و المسيرات، ليس للبحث في نزاهة الانتخابات و في سوء التقطيع الانتخابي و في المطالبة بفصل السلط و باستقلال القضاء و بتغيير الدستور.. بل في نشر الوعي بالمشروع الاشتراكي كنظام و كدولة، و بالتحريض على معارضة النظام كنظام استبدادي و استغلالي، و بالدفع بالجماهير العمالية الكادحة لتنظيم نفسها سياسيا و نقابيا و جمعويا، باستقلال عن جميع الطبقات المعارضة الأخرى.
تكلم زعيم الحزب ع. الحريف عن كل شيء إلا عن الحضور للمسيرة!! لم ينس المهرجان الخطابي الذي ستقيمه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في نفس يوم المسيرة بنفس المدينة و على بعد أمتار من موقع انطلاقة المسيرة أي بمقر النقابة الاتحاد المغربي للشغل بالرباط على الساعة الرابعة زوالا، لكنه نسي بتعمد مسيرة الصباح على الساعة العاشرة و التي تهم العمال و الفقراء و محدودي الدخل البسطاء.
و إذا افترضنا أنه نسي أو أن المسيرة سقطت سهوا من أجندته النضالية فماذا عن الرفاق في "النهج الديمقراطي"؟ ماذا عن الأعضاء القياديين في الحزب و في الشبيبة و في جمعية أطاك و في جمعية المعطلين؟ لماذا تغيبوا عن المسيرة رغم تواجد الجميع بمدينة الرباط؟ لماذا لم يتغيبوا عن مهرجان دعم المعتقلين؟ أليست القضية واحدة؟
نفس الشيء يمكن تسجيله على جماعة التروتسكيين بمجموعاتها المختلفة و إن كان المعني أساسا هو تيار المناضلة الذي واكب الحركة في بداياتها قبل أن يتخلى هو كذلك، و منذ مسيرة البيضاء عن جميع أنشطتها مكتفيا بالفتاوي المترجمة و المستوردة من هنا و هناك.
فما عبر عنه التيار بطريقة انتهازية غارقة في العفوية السلبية و متذرعة بالشروط بسلبية لا تشرف المناضلين بالدعاية لها فبالأحرى تغليفها بالعلم و بالماركسية و بأشياء أخرى..!!
يبقى و في الأخير لنتساءل ماذا عن حضور و مساهمة مناضلي الحملم صراحة، الذي لا بد كذلك و أن يخضع للنقد؟ لأنه حضور دون المستوى حضور شابه تردد في مجال اتخاذ المبادرات و تحمل المسؤولية التنظيمية و كذا الاجتهاد في صياغة التصور أو أرضية للعمل تراعي التنوع و تراعي كذلك الاستقطاب الجماهيري المنشود.
فمن حيث الكم كان بإمكان مجموعات الحملم أن يواكب مسار الحركة بجدية و بمسؤولية أكثر، كان بإمكانها أن تنخرط و أن تُفعل العديد من اللجن المحلية، كان بإمكانها كذلك أن تخلق العديد من اللجن في مناطق و مدن و قرى مختلفة.. دون أن يكون انخراطها مثار نقاش و تأويل..الخ
فبنفس الطريقة التي حاسبنا بها حضور "النهج الديمقراطي" الهزيل كذلك الشيء بالنسبة لبعض المجموعات التي أنزلت قواعدها لذكرى الشهيد قبل أسبوعين لتتخلف عن الميدان مكتفية بذلك الحضور "الثوري التاريخي" و كأن الشهيد ناضل طوال حياته من أجل أن تكون له ذكرى بعد وفاته و فقط!.
فمن يرتبط بالشهيد وجب أن يعلم بأن الشهيد درس و تعلم و تخرج من مدرسة الميدان، مدرسة المظاهرات و الانتفاضات، مدرسة الإضرابات و الاحتجاجات بالكليات و الشوارع ببوابات المعامل.. لم يتخرج من وراء الأبواب المحكمة الإغلاق و لا من حلقيات الرداءة النظرية، حلقيات تبرير العجز في الميدان و البحث عن الانتصارات في جثت و أرواح المناضلين و المخالفين.
و سنكتفي، لكي لا يطول المقال، بهذا التقييم الأولي كوجهة نظر تمثل الخط البروليتاري الماركسي اللينيني عسى أن يتقدم الرفاق بتقاييمهم المختلفة، هدفنا في الأول و الأخير هو تقوية الحركة و تصحيح مسارها خاصة في هذه الظرفية الانتخابية التي نجحت في استقطاب غالبية الأحزاب اليسارية و البقية تأتي، لخط "النضال المؤسساتي"، و بالتالي فإن مهمة استنهاض الحركة تفرض علينا تدارك الأخطاء و النواقص، تفرض علينا المزيد من التنسيق و الحوار بين مكونات الحركة اليسارية، و بين مكونات الحملم من أجل تقوية تيار الاحتجاج، تيار الارتباط بالجماهير الكادحة و بقضاياها، تيار الرفع من وعي الجماهير العمالية و الكادحة، تيار نشر الفكر الاشتراكي على أوسع نطاق، تيار التحريض على الانخراط في العمل السياسي و النقابي.. في اتجاه بناء حزب الطبقة العاملة المستقل، الحزب الثوري الماركسي اللينيني، قائد نضالات الكادحين من أجل التغيير الاشتراكي و من أجل بناء الدولة الاشتراكية على أنقاض دولة نظام الاستبداد و الاستغلال القائم الآن بالمغرب.

و. السرغيني
03/09/2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية