الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة المساجد ضد حماس

حمادة فراعنة

2007 / 9 / 6
القضية الفلسطينية


يوم الجمعة 24 آب انتفضت جموع المصلين في غزة ضد حركة حماس وقوتها التنفيذية السوداء، وتجددت الأسبوع التالي يوم 31 آب 2007، لتتسع، حيث بدأت الأسبوع الأول واقتصرت على ساحة الجندي المجهول، لتشمل الأسبوع الثاني مساجد بني سهيلة ورفح وخان يونس وأغلبية مساجد قطاع غزة المخطوف من قبل الانقلابيين اسماعيل هنية ومحمود الزهار وسعيد صيام.
انتفاضة مساجد غزة سلمية، مدنية، بسيطة وأسبوعية، تتوسل توصيل صوت الاحتجاج والرفض لمظاهر الانقلاب العسكري والبطش الأسود ولكل ما هو متطرف أصولي عديم الثقة بالنفس وبالآخر وبجموع الشعب وكافة قواه السياسية . انتفاضة ترفض استعمال المسجد واستغلال منبره لتسويق سياسة حماس العدمية التكفيرية ضد قيادات الشعب ومناضليه ومثقفيه ورموزه الوطنية. انتفاضة من قبل الذين يتمسكون بوحدة الوطن، وبرنامجه السياسي الجماعي المشترك الذي أقره اتفاق القاهرة في 17/3/2005، ووثيقة أسرى الحرية يوم 26حزيران 2006، وانقلبت عليه حركة حماس يوم 14 حزيران . 2007 انتفاضة تبحث عن اسقاط حماس بالوسائل المدنية السلمية واذعانها لصوت واجراءات العقل والمنطق والاحتكام الى صناديق الاقتراع، فالانتخابات وصناديق الاقتراع هي خيار الناس وهي وسيلتهم لمنح الشرعية وإسقاطها عن من لا يستحق الشرعية ولا ينضوي تحت رايات من قدمها ومنحها. انتفاضة يوم 24 آب و 31 آب عملت بكل بساطة على تأدية صلاة الجمعة في الشارع وفي العراء خارج المسجد، لأن حماس وقادتها يتحكمون بالمنابر بقوة السلاح ويقدمون خطابا سياسياً حمساوياً يعادي الرئيس المنتخب محمود عباس وأمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه وقادة فصائل المقاومة وكل الذين يختلفون مع حماس ويرفضون تحالفاتها الاقليمية والدولية ورهاناتها الحزبية ومرجعياتها السياسية وحركة الاخوان المسلمين.
ما يفعله قادة حماس في غزة، نعرفه وعانينا منه في مساجد بلادنا على امتداد الوطن العربي، فقد كانت المعركة بالنسبة لهم في الثمانينات الجهاد المقدس في أفغانستان على حساب فلسطين وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لأن المعركة كانت في افغانستان لمن يمول الحرب ضد السوفييت ولمن يوجهها، وكانت واشنطن تدير الحرب ضد السوفييت وليس ضد الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين، ولذلك كان قادة الاخوان المسلمين يجاهدون في أفغانستان تحت الراية الأميركية ولمصلحتها وبرنامجها وتحالفوا معها، ووظفوا مساجد البلدان العربية والإسلامية ومنابرها لمصلحة الحرب الأميركية وبرنامجها ضد الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفييتي وضد قوى التحرر وفصائل العمل الوطني بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها وبرنامجها وشهدائها وأسراها ومقاتليها.

انتفاضة مساجد غزة ضد الانقلاب والتكفير، تعبير عن الاحتجاج على أفعال الانقلابيين بتجاوزهم للمحرمات الوطنية والدينية ويدلل على حجم السقوط الأخلاقي والإنساني والوطني والديني لسياسة حركة حماس وسلوكها التدميري القمعي البغيض ولحجم الخدمات المجانية التي قدمها الاخوان المسلمين وحركة حماس للعدو الاسرائيلي وللمشروع الاستعماري التوسعي الصهيوني في فلسطين، عبر هذا الانقلاب الذي مزق النضال الفلسطيني وجهده وجهاده.
وجع حماس من انتفاضة المساجد في قطاع غزة ضد انقلاب القوة التنفيذية وكتائب القسام يعود الى أن فتح والشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وكافة قوى الشعب الفلسطيني الحية التقطت أهمية المسجد السياسي الذي استفردت فيه حماس طوال السنوات الماضية من عمر الاحتلال وعمر ولادة السلطة الوطنية الفلسطينية مثلها في ذلك مثل ثقافة وتربية وسلوك حركة الاخوان المسلمين العالمية العابرة للحدود ولذلك عبّر اسماعيل هنية عن امتعاضه على أحداث انتفاضة مساجد غزة بقولة "ان صلاة الجمعة تستغل لأغراض سياسية" واتهم المحتجين من فصائل المقاومة المتحالفة في اطار منظمة التحرير بقوله" لقد اساءوا لقدسية هذه الصلاة" فهل يحق لاسماعيل هنية بالذات ان يقول هذا الكلام؟! وهل يوجد شخص أكثر منه استغلالاً وانتهاكاً لصلاة الجمعة وتوظيفها سياسياً لمصلحة حزبه وحركته؟؟ وماذا يفعل هو غير توظيف صلاة الجمعة لإلقاء موعظة سياسية تنقلها الجزيرة اسبوعياً من على منبر مساجد غزة تباعاً، وهل ما يقوله له صلة بالدين والإسلام، أم أن ما يقوله حزبياً وسياسياً يضعه في إطار ديني وإسلامي كي يصل للناس كل الناس من وجهة نظر حماس والاخوان المسلمين؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة