الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة العراقية وضرورة الوضوح في التعامل مع الشعب :( قضيّة راضي الراضي إنموذجاً )

عبد الرزاق السويراوي

2007 / 9 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في بلد كالعراق , تتسم أوضاعه بحالة اللاّإستقرار , فإنه من الطبيعي أنْ تكثر فيه الإشاعات والتقوّلات , بحيث تصل الأخبار فيه أحيانا , حدّ التضارب , حتى حول القضية الواحدة . ويمكن القول هنا , أنّ لكل طرف أو جهة , حق التعامل بما يناسبها , مع هذا الحدث أو تلك القضية التي تتناقلها عادة وسائل الإعلام , بالرفض او القبول والنفي أو التصديق , مع الإقرار بالطبع , بأنّ هذا التضارب في نفي أو إثبات صحة الخبر نفسه , سوف يكون على حساب الحقيقة كما هي عليه في أرض الواقع , على إعتبار أنّ الحقيقة مهما تعددت زوايا النظر إليها , هي واحدة لا تقبل التجزئة , إلاّ إذا أُرِيدَ لها غير ذلك .من هنا يمكن أن نردّ أسباب هذا التباين أو هذا التضارب في ورود الأنباء وإنتشارها , خصوصا تلك التي تتعلق بشخصيات معروفة في المجتمع أو تلك المتعلقة بحدوث قضايا وأحداث كبيرة في حجمها وأهميتها , الى العامل السياسي قبل أيّ جانب آخر . ذلك لأنّ مسار الأحداث في ظل هكذا أوضاع , يدور في معظم الأحوال , بمدار الحراك السياسي غير المستقر حتى وإنْ كان هذا الخبر أو القضية يتعلقان بجانب غير سياسي كالجانب الإقتصادي أو الإجتماعي أو الثقافي أو ببقية الأنشطة الإخرى .ذلك لأن الجانب السياسي , هو المحور الذي تدور من حوله كل الأنشطة الأخرى . وتتأكد هذه الحقيقة أكثر , ليس فقط في بلد أوضاعه العامة غير مستقرة , وإنما لكونه أيضا يتسم بتعددية القرار مما يجعل من الأوضاع بشكل عام , متشابكة وتنحو باتجاه التعقيد بدلا من المرونة , وأمامنا الآن قضية رئيس هيئة النزاهة القاضي راضي الراضي كمثال على ما ذكرناه , وهي نموذج لعشرات القضايا من هذا القبيل , التي تتضارب فيها الأنباء أو بالأحرى التقوّلات في نفيها أو إثباتها , فالسيد نوري المالكي أعلن في مؤتمر صحفي أن الراضي هرب من العراق الى الولايات المتحدة على خلفية أتهامه " في عدد من القضايا المتعلقة بالفساد " في حين أنّ هناك أطرافا أخرى لا ترى في خروج الراضي هربا من مسائلة قانونية , بما في ذلك الراضي نفسه الذي أعلنت بعض وكالات الأنباء بأنه علق على تصريحات السيد رئيس الوزراء نوري المالكي نافيا صحتها , وأنّه لم يهرب من العراق , بل هو , كما جاء على لسانه , في سفرة عمل سيعود بعدها الى العراق في التاسع من الشهر الحالي لممارسة مهام عمله . الأمر الذي يفتح ألف باب للتقوّلات بحيث يجعل من المتلقي لهذه الأخبار أو التصريحات المتضاربة يتعسّر عليه الفرز وبالتالي الأخذ بواحد من هذه الأنباء المتضاربة .في الواقع إنّ مثل هذا التضارب يعني من جملة ما يعنيه , أنّ هناك إخفاق واضح في الأداء الحكومي . فالأولى بالحكومة وفي مثل هذه القضية الخطيرة أنْ تتعامل معها بوضوح تام , وأنْ تعلن رسميا ولو بشكل أولي عن ملابسات خروج أو هروب الراضي , لسدّ باب التقوّلات أوّلا ووضع الجماهير العراقية أمام الصورة الحقيقية لهذه الحالة , طالما أنّ قضية هيئة النزاهة التي يترأسها السيد راضي الراضي تهم العراقيين قبل الحكومة نفسها .فضلا عن أنّ هناك جهات يمكن أنْ تستغلها سياسيا بغية التأثير على سمعة وأداء الحكومة .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيك سوليفان: -قرار تجميد شحنة الأسلحة، لا يعني أننا سنتخلى ع


.. اتساع رقعة العمليات العسكرية في غزة رغم الدعوات الدولية لوقف




.. معارك ضارية في الفاشر والجيش يشن قصفا جويا على مواقع في الخر


.. -منذ شهور وأنا أبحث عن أخي-.. وسيم سالم من غزة يروي قصة بحثه




.. بلينكن: إذا قررت إسرائيل الذهاب لعملية واسعة في رفح فلن نكون