الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الادوار الاقليميه والاهداف الاستراتيجيه في الشرق الاوسط والخليج

خالد سليمان القرعان

2007 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


على واشنطن ان تاخذ بعين الاعتبار، تعزيز عمليه سلميه في الشرق الاوسط ، واتباع استراتيجيه مختلفه ، استراتيجية تسعى الي المزيد من التقارب مع سوريا و مصالحها بطريقة منفصله عن مصالح ايران. سوريا وايران في التحالف الطويل الامد قائم على مصالح ظرفية أكثر منه مصالح استراتيجيه مشتركه. ورغم كل الخوف من سياسه الولايات المتحده بتغيير النظام فإن عداء واشنطن يعطي اكبر حافز لهم على التعاون.

وقد تبنت سوريا ايران لتجنب العزله و ايران استخدمت سوريا "مساعد" في بناء حزب الله كأداه لتعزيز الثوره الاسلاميه. المصالح المشتركة في لبنان ادى أن تحتضن ايران نخبة سوريا العلوية الحاكمة ، الغير محبوبين من السنة. وبالاضافه الي ذلك ، كلا الشعبين ، اعتبرا في السابق صدام حسين تهديدا، والآن كلاهما قلق أن الاضطراب في العراق يمكن ان ينتقل عبر الحدود. اخيرا ، بينما تُعتبر اسرائيل عدوا مشتركا وتباهي كل من طهران و دمشق ببعض الحلفاء داخل المنطقه وخارجها ، جعل كل منهما دعم الآخر مسألة مصيرية.

أجندات مختلفه تماما، لو ألقينا نظره سريعه على ما يجمع البلدين يشير الى ان التحالف الدائم لا علاقه له كثيرا بالاهداف الاستراتيجيه. ايران اللتي تتبنى الاسلام الثوري ، تجد نفسها ، البلد الشيعي الوحيد على خلاف كثيرا مع العالم العربي ، كما انتقدت القادة العرب البعيدين عن الاسلام. وبالاضافه الي ذلك ، فان الطموحات النوويه الايرانيه لا تنشا من رغبه في تحييد القوه النوويه الاسرائيلية المفترضه ، بل لانها تريد الهيمنه الاقليميه ، من ضمنها سوريا.

مع ازدياد قوه حماس -من خلال الدعم الايراني الذي لا يستهان به- طهران مصممه على الاستيلاء على الأجندة الفلسطينية من الدول العربيه. ومع انتخاب الشيعه في العراق ايران تعتبرها فرصه تاريخيه لتوحيد الهلال الشيعي بمده تحت قيادتها ، من الخليج الي لبنان ، محققةً السعي التاريخي للسيطره على المنطقه. اخيرا رغبة ايران بالحوافز الماليه الغربية قد تناقص نتيجه ارتفاع اسعار النفط، الذي تقريبا ضاعف الايرادات الايرانية أربع مرات خلال السنوات القليله الماضيه، طهران جمعت 100 مليار دولار كاحتياطي نقدي. في المقابل ، سوريا الدوله القوميه العربيه العلمانيه ، لها خطه مغايره تماما.

تقوم هذه الخطة على اربعه مبادئ رئيسيه و أهدافها. الاول هو جعل الولايات المتحده تعدل عن رغبتها في تغيير النظام في دمشق. الثاني هو ضمان ان مرتفعات الجولان يجب ان تعاد الى السياده السوريه في مقابل السلام مع اسرائيل. ثالثا ، ان الولايات المتحده واسرائيل عليهما الادراك ان لسوريا علاقه خاصه مع لبنان. الرابع تطبيع العلاقات مع الولايات المتحده لان ذلك من شانه ان يعود بفوائد جمه على سوريا ، مثل الحاجه الماسه للتنميه الاقتصاديه.

خبيثه وخطيره بالتاكيد شكاوي الولايات المتحدة من سلوك سوريا ، بما انها توفر ملجا لعدد من الجماعات الارهابيه ، معظمهم من الفلسطينيين ، يريدون تقويض مصالح الولايات المتحده واسرائيل الاقليميه. وكان من بين النقاط الشائكه مع سوريا دعمها المزعوم للتمرد في العراق الذي يساهم في عدم الاستقرار واراقه الدماء هناك و أنها وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والتواطؤ مع ايران لمد حزب الله بالاسلحه لاثاره المتاعب لاسرائيل ، والتي ادت الي الحرب الاخيره في لبنان. من الواضح ان هذه اتهامات خطيره ودمشق بحاجه الي التصدي لها بشكل او بآخر ، لكنها اتهامات بالية بالمقارنه مع خبث وخطورة السلوك الايراني تجاه الغرب واسرائيل بشكل خاص ، واذا كان هذا الحال ، يمكن ان يعجل حرب اقليميه شاملة تستخدم فيها اسلحه الدمار الشامل.

لا أكثر تقويضاً للمصالح الاستراتيجيه الايرانيه و الحد من طموحاتها من كسر ما يسمى المحور ايران - سوريا - حزب الله. ورغم فصل المصالح التكتيكيه للبلدين نفسه مهم جدا فإن اشراك سوريا الان ان يحقق العديد من الفوائد الاخرى. وهي تشمل تغيير ديناميه عمليه السلام العربيه - الاسرائيليه ، ونزع سلاح حزب الله واستقرار لبنان ، ودعم اهل المعسكر السني من تزايد قوه الشيعه وتقليل ايران نفوذها في هذه المنطقه ، واضعاف تصميم حماس وتخفيض ارتفاع المد الاسلامي في كل مكان.

التغيير الجوهري :تغيير السياسه الاميركيه نحو سوريا مهم جدا للإدارة الامريكية اللتي تراجعت وخلقت على نحو غير متوقع عداءا عربيا اسلاميا. تعزيز الاصلاح الديمقراطي في الشرق الاوسط فشل، العراق غارق في حرب اهليه ، والصراع بين اسرائيل والفلسطينيين قد تدهور ، حرب لبنان ترك نصف البلاد خرابا ، والغضب والكراهيه من العرب والمسلمين تجاه الولايات المتحده وصل الي ذروة جديده. الخطر على مستقبل البلاد يأتي من ايران وليس من سوريا. صحيح ان سوريا قد لعبت لعبه خطيره من خلال دعم حزب الله بحركة استفزاز اسرائيل الطائشه. لا احد يقول ان تحصل سوريا على معامله خاصه.

بدلا من ذلك ، ان تنامي الخطر الاقليمي يطالب بالحاح استراتيجيه جديده تجاه سوريا ، والنظر الى احتياجات دمشق الوطنيه وبذلك فإن ابعاد الاسد عن ايران المختلفه تماما عن جدول اعماله يتطلب استراتيجيه مهمه مع سوريا من خلال تقديم حوافز واضحه مستقله لدمشق عن ايران .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام