الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتجاجات الجماهيرية في استراليا، وحقيقة ديمقراطية حكومة هاورد اليمينية!!!!

ليلى محمد

2007 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


سوف يعقد اجتماع مجموعة دول التعاون الاقتصادي في آسيا والباسفيك- APEC يوم الجمعة القادم بتاريخ 7/9/2007 في مدينة سدني كبرى مدن استراليا. وسوف يحضر هذا الاجتماع اكبر مجرم في وقتنا، جورج بوش الى جانب رؤساء الدول الاعضاء.
عقدت المنظمات والاحزاب الاسترالية المعادية للسياسات اليمينية للحكومات الامريكية والاسترالية العزم في استغلال المناسبة للتعبير عن احتجاجهم ضد تلك السياسات وضد حضور مجرم الحرب، جورج بوش الى استراليا. سوف يشارك كل من الحزب الشيوعي العمالي العراقي ومؤتمر حرية العراق في استراليا في هذه الاحتجاجات لرفع راية الجبهة التقدمية في العراق.
سوف يخرج الاف الاستراليين من مختلف التوجهات السياسية في هذه المناسبة وسيكون الهدف المشترك للجميع هو انهاء الاحتلال على العراق، والوقوف بوجه قانون العمل الجائر الذي فرضته حكومة هاورد على العمال في استراليا والذي يهدف الى خفض المستوى المعاشي للعامل في استراليا ليوازي المستوى المعاشي للدول المتخلفة.
لقد قامت حكومة جون هاورد بحجة التهيؤ لردع اي عمل ارهابي في ذلك اليوم، باجراءات شبيهة بتلك التي تتخذها الحكومات القمعية في الدول المتخلفة. تقوم باجراءات لمنع التظاهرات وارعاب المشاركين فيها.
من الناحية الاقتصادية فان الحكومة الاسترالية التي تقوم بفرض اقصى الاجراءات على المواطن الاسترالي صرفت 300 مليون دولار لحد الآن على هذه القمة واغلبها ذهبت من اجل استقبال جورج بوش والحبل على الجرار!!!!.
منذ ان اعتلى جون هاورد الحكم فقد دأب هو وحزبه على مهاجمة مكتسبات الانسان في استراليا في جميع الميادين بما فيها الصحة والتعليم والرفاه الجتماعي. وقد لوحظ تراجع مستمر في تلك الميادين المهمة وفرض قيود وشروط على تلقي المواطن لضمانات البطالة وغيرها. وقد وصل تقليص الصرف على تلك الخدمات الى درجة بحيث وصل الحد بمؤسسات حكومية للاعتماد على المعونات لتلبية المتطلبات المختلفة منها تغطية اجور موظفيها. فالمدارس الحكومية مثلا تلجأ الى الاستغناء عن تقديم بعض الخدمات التي تدفع بالطلبة الى التمتع بالدراسة والاجتهاد. اما ميدان الصحة فالشكاوي كثيرة عن قلة الاسرة و الانتظار الطويل للحصول على موعد عملية وانتظار المراجعين ساعات طويلة في صالة الطوارئ..وهكذا.
وتضغط الحكومة ضد اي ارتفاع في الاجور مهما كان ضئيلا وتتنصل عن العديد من الخدمات بحجة التضخم وعدم وجود ميزانية في وقت تصرف البلايين على المسائل العسكرية وتمويل التدخلات العسكرية. يقال للانسان الاسترالي بان عليه من الان فصعادا ان يتقشف ويكتفي بالحصول على الاحتياجات الضرورية والتخلي عن الكثير من الرفاهيه، اي ان يحدد طموحه نتيجة الغلاء المستمر وارتفاع اسعار الوقود وغيرها.
ونفس تلك الحكومة تصرف الملايين على اجتماع مخصص للتخطيط لسرقة واستغلال البشرية في تلك الدول وتصرف الملايين على الدعاية الانتخابية وغيرها من الامور.
ان اجراءات حكومة هاورد التي تتشدق بالديمقراطية من نشر الشرطة والامن الاسترالي بالالاف ووضع حواجز في مركز مدينة سدني للحيلولة دون وصول المتظاهرون الى مكان الاجتماع و تعطيل الحياة العامة في تلك المنطقة بشكل كامل والربط بين التظاهر والارهاب والشغب يدلل على مدى زيف ديمقراطية هذه الحكومة اليمينية.
ومن الجدير بالذكر ان مسؤولي وزارة الداخلية وضباط الشرطة يهددون ويوعدون عبر وسائل الاعلام المختلفة كل من تسول له نفسه للمشاركة في التظاهرة ومن التدابير التي تم اتخاذها:
1. منع 30 شخصا من التظاهر والقائمة تطول في كل يوم
2. استيراد وسائل لتفريق المتظاهرين منها التي تشكل خطر على حياة الانسان مثل استخدام المسدس الكهربائي الذي تسبب في وفاة اكثر من 200 شخص في امريكا في مناسبات مختلفة.
3. تجهيز الشرطة بعدد كبير من حافلات نقل الركاب ليستوعب عدد المتظاهرين الذين يتم القبض عليهم
4. ارسال رسائل الى المدارس المتوسطة والاعدادية يمنع بموجبها الطلبة من المشاركة في التظاهرات

وما عدا ذلك التحذير المستمر من قبل كل المسؤولين في الدولة ان هذه المرة لا يسمح باي تقصير وسوف يتخذ الاجراءات اللازمة والصارمة ضد المتظاهرين.
بالطبع ان اي شكل من اشكال العنف هي غير مرغوبة وغير مجدية، ولكن لكل مطلع على هذه الاحداث من قريب او من بعيد سوف يجد ان تلك الاجراءات المتخذة ليست لصد العلميات الارهابية او الشغب كما يدعون ولكن لمنع الناس من الاحتجاج والتظاهر بكل السبل الممكنة ووضعهم في خانة الارهاب والعنف رغم ان العديد من الاحداث العالمية اثبتت وبالدلائل القاطعة كيف تتعامل الشرطة بالقوة والقسوة الى حد قتل المتظاهريين عندما يكون تاثير المظاهرات واضحا. كل الدلائل تشير بان الشرطة في استراليا مستعدة لاستفزاز المتظاهرين و جرهم الى العنف.
هذه هي ديمقراطيتهم التي يتشدقون بها ليل نهار وهي ديمقراطية منع التظاهر والاحتجاج و ديمقراطية ضرب وسجن المتظاهرين...الخ. انها نفس الديمقراطية التي اوصلت العراق الى الوضع الحالي.
رغم كل الة التضليل والترويع فان الحكومة الاسترالية فشلت في هذه المواجهة منذ الان، اذ ان المقابلات مع عدد من طلبة المدارس والعمال والنساء والشباب واسرهم و الاصرار على الاحتجاج والتظاهر والتعبير عن المشاعر الراقية ونبذهم للعنف هي اقوى واشد من كل تلك التهديدات وتشكل كابوساً لحكومة هاورد اليمينية وهم يثبتون بان بدون البشرية المتمدنة فان الطبقة الحاكمة ستجعل كل العالم جهنم لايطاق.

ليلى محمد
6-9-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر