الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبخة كبسة بلا أرز

سلطان الرفاعي

2007 / 9 / 8
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كيف يتصور بوش ومريديه ، مؤتمرا للسلام تغيب عنه سوريا .؟ .
هل سيكون محاضرة أمريكية ، يُلقي فيها الكاوبوي درسه حول ضرورة محاربة الإرهاب ، وضرب ايران ، وفتح الأبواب على مصراعيها لإسرائيل ، لتبدأ الخطوة العملية الأولى ، لتفتيت هذه الأمة .
أم أنه سيكون مناسبة فريدة ، لإجراء مصالحة حقيقية ووقف الحرب بين جيبوتي والصومال وموريتانيا والسودان والخليح من جهة واسرائيل من جهة أخرى .
أم سيكون مهزلة ، لن يُصدقها أحد ، وهدفها الأول والأخير ، تلميع صورة بوش ، والتي أصبحت أشد سوادا ، وحلكة ، من ظلام القبور . القبور التي وضع فيها ، الشعب العراقي والفلسطيني بسياسته الخرقاء . القبور التي امتلأت عن بكرة أبيها وجدها بالضحايا الأبرياء . القبور التي تفوق فيها على صدام ، وقبوره الجماعية . والفرق الوحيد ، أن قبور صدام كانت تحت بعض الأرض العراقية ، أما قبور بوش ، فقد ملأت الأرض العراقية كاملة .

إن عقيدة الطاعة المطلقة للحاكم قادت تدريجيا ومن خلال منحدر مميز إلى انهيار الحضارة الإسلامية . واليوم يُعيد التاريخ نفسه ، فعبر الطاعة المطلقة للحاكم الأمريكي ، سيتم انهيار الحضارة العربية بأكملها .
الدول العربية اليوم ، وباستثناء السعودية وقطر ، نراها تركض ، كالغنم الضائع الخائف ، مهرولة ، أمام عصا الراعي الأمريكي . في وقت لم يعد فيه المواطن العربي غبيا ؛ في وقت أصبح الكل يعرف ، من كان يُفشل كل المؤتمرات العربية ، وبإيعاز من الراعي نفسه .

السعودية ، شعرت متأخرة ، بخطر الذئب اللابس ثوب الراعي ، وبالفخ الذي سوف يجر الأمة العربية اليه ، فاستفاقت ، وقالت : لا مؤتمر من دون سوريا ، ولن يلعب علينا أحد بعد اليوم ، ولا نريد ان نكون مسخرة الشعوب ، فإذا لم يجر السلام مع سوريا ، فمع من سيجري .
قد يكون دافع المملكة ، محبة للشعب السوري ، وقد يكون دافع المملكة ، رغبة أكيدة في سلام جديد يُجنب المنطقة كلها ويلات الحرب . وقد يكون دافع المملكة ، ما تراه ، من رمال متحركة ، تتماوج تحت أقدامها ، وما تسمعه من مطالبات ، من قبل بعض قوى المعارضة ، وحتى من داخل الأسرة المالكة ، حول تحويل النظام الى ملكي دستوري ، وإفساح المجال لتداول السلطة ، والتي يُمسك بها آل سعود ، منذ زمن طويل . وكل هذه الحركات والتصريحات ، الصادرة من المسعري والفقي وآخرها من الأمير الأحمر ، لا يُخفى الدور الأمريكي فيها : خلق القلاقل والفوضى في ديار آل سعود الأصدقاء القدامى ، والذين حان الوقت لإستبدالهم . والذين لن يكونوا ، أغلى على قلب بوش من نورريغا الصديق القديم الوفي .

سوريا في كل هذا تصمت ، وكأن المؤتمر لا يعنيها من قريب ولا من بعيد ، وهي فيما يبدو تعرف ، كما يعرف العالم كله ، بإستثناء الغبي الأمريكي : أن لا سلام من دون سوريا ، ولا راحة وهناء من دون سوريا .
سوريا في سعيها الدائم نحو السلام ، وفي رغبة شعبها الأكيدة في السلام . لا تقف مكتوفة الأيدي ، فيما لا سمح الله وحدثت الحرب : ولولا أننا نخاف من اتهامنا بإفشاء أسرار عسكرية ، لذكرنا ، ما حدث من تطوير وتصنيع للصواريخ في سوريا ، وبمختلف القياسات ! وحتى الطيران تم تطويره ، ولن نزيد ، فسوريا اليوم ، أصبحت أقوى عشرات المرات ، من أي وقت مضى .
ونتمنى أن يكون كل هذا السلاح المتطور ، في خدمة الدفلع عن الوطن ، وليس في خدمة شن حرب جدسدة .
نحتاج اليوم في سوريا ، الى تطوير الجامعات ، والى علوم جديدة ، والى مراكز أبحاث . كما نحتاج الى وقفة وطنية ، مدعومة من المغتربين ، وأبناء سوريا ، الذين ، يُريدون لها الخير ، من أجل المساعدة في رفع السوية التعليمية ، واستقطاب جميع الشياي في الجامعات ، وإنشاء جامعات مشتركة بدعم من المغتربين وبمشاركة من الحكومة السورية ، تفنح ابوابها لجميع السوريين ، بعيدا عن جشع جامعات المسؤولين والتجار والفجار .

سوريا اليوم ، تُدرك ، أنها اذا لم تكتب بنفسها تاريخها الخاص ، فسيفعل ذلك اآخرون ، ولكن بطريقتهم الخاصة .
ويبقى بوش ، والذي تتبعه ، أغلبية الأمة العربية ، مثالاً واضحاً على أن وسائل الحضارة والتقدم العلمي والمبادئ والتخطيط والتنظيم ----يمكن استغلالها جيداً ضد كل ما هو ثقاقة وحياة وحضارة وتطور وسلام .
أما شعبنا ، الشعب السوري العريق ، البطل ، فهو مستعد لينسى الكهرباء كلها ، ويعيش على ضوء الشموع ، فداءً لسوريا .
دمشق
5-9-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا