الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طفولة ينقصها السلام

سميرة الوردي

2007 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



التمعت عيناها ونست شقاوتها وهي تتطلع الى محلات صنع الكيك ، ُزينت واجهاتها بأراجيح ملونة تنبعث منها أنغام شجية أطربت طفولتها ، بأشكالها المتنوعة ، كفرس وطائرة وسيارة ، مدت سبابتها الصغيرة طالبةً من هذا ، ناسيةً الكيكة التي وُعِدتْ بها ، أجلستُها على صهوة الحصان ونقلتها الى الطائرة نزولاً عند رغبتها التي لاتُحد ، وحسرة تحرق جوانحي ،لِمَ لا يتمتع أطفالنا في العراق بحياتهم ، كما يتمتع أطفال الدول المستقرٌ أمنُها ، بل لِمَ لا يتمتع كل أطفال العالم بحياتهم التي لَمْ يهبها أحد لهم ، بل هي حقهم في الوجود . بلد أُشيعت فيه وسائل التسلية في الحدائق والسوبر ماركات ، وفي كل مكان تُقدس فيه الطفولة ولم يُفقد فيه الأمن ، كيف لا ينشأ الإنسان معافاً نفسيا ومهِيئاً جسدياً لمواجهة إشكاليات الحياة مستقبلاً بروح خاليةً من التوتر والتأزم والتعصب .
أينَ دَوْرُ منظمات السلام التي كان لها دويها ووجودها إبان عقود طوال رافقت وجود المعسكرين المتناحرين ، هل انتهت وانتفت ضرورة تواجدها ، باستقرار القطب الواحد الولايات المتحدة ومن يساندها من الدول الأوربية ، وانتقال العالم من حروب ابادة عالمية الى حروب على دول صغيرة لا حول لها ولا قوة تحت مسمى الحرب ضد الإرهاب ، مما خلف إرهابا أعتى وأشر مما كان . هل محاربة دور بالطائرات يقطنها سكان ليس لهم أي مصلحة فيما يدور من صراعات حول غنائم بلدانهم التي لم يتمتعوا بها ولم يذوقوا خيراتها على مدى عصور، هل عليهم أن يقدموا قرابينهم البشرية لهذه الكنوز التي يحلم بها الطامعون وتحت مسميات الديمقراطية والطائفية والعرقية والدينية ، والتي لم تكن يوما من نسيج هذه المجتمعات .
لِمَ لا تُصرف هذه المليارات المرصودة للجيوش الجرارة ، وللإرهاب الى تنمية وإعمار البلدان ومكافحة الأمراض والجهل والفاقة التي تعاني منها شعوب العالم الثالث كما يسمونه ، لِمَ لاتُحول مليارات الدمار هذه الى المدارس والمستشفيات والملاجئ لمن لا ملجأ له ، أما كان أجدى للبشرية ، لو حقنت دماء الكثير من الأبرياء.
وما نظرية مالتوس حول النموالسكاني ، ومن تبعه وأيده من علماء الإجتماع الذين تبنوا الحروب كحلٍ للحد من السكان الا هرطقة أوجدها الطامعون ، ما زالت الكرة الأرضية بخيراتها ومساحاتها الشاسعة أرضاً بكراً غير مأهولة تتسع لملايين أو مليارات أُخرمن الناس .
فمتى تصحو البشرية وتكف عن الإنتقام من نفسها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: أسطول جوي قديم ومتهالك؟.. تفاصيل عن مروحية الرئيس رئي


.. الصور الأخيرة للرئيس الإيراني رئيسي قبل تحطم مروحيته وموته




.. الحرب في غزة: هل من تأثير على قطاع السياحة في مصر؟ • فرانس 2


.. تساؤلات في إيران عن أسباب تحطم مروحية الرئيس من بين 3 مروحيا




.. سيناريوهات وأسباب محتملة في تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟