الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جدا 3

جمال بوطيب

2007 / 9 / 14
الادب والفن


طــوفــان

على الشاطئ تخلص الطفل من ثيابه.عاريا صار ، فبدا هزيلا.التقط عقب سيجارة رخيصة وأشعلها. ارتشف رشفة أو رشفتين.
- أريد أن أكبر.
قال لصديقته ، وهو يسلمها الثياب ويرسم قبلة على خدها ويسرع مندفعا نحو البحر .
-أنا في انتظارك.
قالت صديقته .
وحين ابتعد، أردفت:
- ودادي لك ، وتحياتي إلى النورس.
غاب الطفل في البحر . انتظرته صديقته حتى غابت شمس المساء. ولما غابت شمس المساء انتابتها حيرة وقلق كبيرين. عادت باكية إلى منزلها. سألتها أمها ، فلم تجبها. مرت سنوات كثر كان الجفاف فيها سيدا لا يقهر. بكت الطفلة حتى طالت ضفيرتها. ولما طالت ضفيرتها خطبها ابن والي المدينة.
وليلة الزفاف، اقتحم القصر رجل عار تتبعه مجموعة من النوارس. حرروا الفتاة وعادوا إلى البحر. غضب الوالي وأمر بأن يصادر البحر من مدينته في الصباح .
لكن مع الفجر، اقتحم الطوفان المدينة ،وحلقت النوارس في فضائها ، وكتب المؤرخون :
" قديما كانت هنا يابسة".

مــرارة


لما أغرقت بالسكر القهوة السوداء، ضحكت وقالت : إن المرارة في الماء.
تذكرت درس الأشياء هناك ذات ابتدائية مقرفة:
" الماء سائل لا طعم له ولا لون ولا رائحة".
وتذكرت أستاذ المادة وهو يتجرع دواءه بين الفينة والأخرى.تذكرت فاتورة الماء أيضا والبركة التي كانت مسبحا لنا ذات شغب. و . . و...
كانت القهوة السوداء قد قررت الانفلات من الماء وكنت -حقدا عليها - قد قررت أن أضيف إليها بعضا من حليب البقر يكسر وحشيتها.
قالت القهوة السوداء :
-أتعجب لك كيف ترضى لنفسك أن تكون للعجل أخا من الرضاعة.


وديعة



بجدية فرك الرجل أطرافه في الحمام. لم يتوقف الدرن ، فقرر أن يستعين ب"الكيّاس". قال له :
- " كيّسني مزيان ".
صار "الكيّاس" يفركه ، وصارت أطرفه تتساقط الواحد تلو الآخر. إلى بيته عاد رجلا بلا أطراف. وفي نهاية الأسبوع عندما حمله أبناؤه في "قفة" إلى الحمام وجد مكتوبا على الباب :
-" صاحب الحمام غير مسؤول عن الأطراف التي لايودعها أصحابها عنده قبل ولوج الحمام ".


سبــاق



قرر الأطفال الخمسة أن يتسابقوا .
ركب الأول الطائرة ،
والثاني الباخرة ،
والثالث القطار ،
والرابع السيارة،
والخامس دراجة هوائية.
لم يحددوا نقطة الوصول ، وإنما قرروا التسابق فقط ، وعندما توقف عدنان ليصلح عطبا بإحدى عجلتي الدراجة كان راديو الدّراجي يوالي بث الأخبار:
- قطار اصطدم بعربة نساء في بلقصيري.
- باخرة غرقت في المحيط.
- طائرة سقطت في البحر ومات جميع الركاب.
- سيارة كسرت " بانو " سيدي علال البحراوي وتمزق السائق أشلاء.
لم يكثرت عدنان وإنما واصل السباق مؤمنا أن أصحابه سيصلون ولو ركضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07