الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل الوصول للموضوعية

أحمد سعد عبيد

2007 / 9 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عندما يسقط المرء في حيرة التناقض بداخله فيتوه في مسالك فكره ولا ينال النتائج الا بشق الانفس عندما يحدث ذلك يقف حائرا هل يسرح بالنتائج فقط ام يستطرد في ذكر التناقضات والمواجهات التي دارت في فكره حتي يصل اليها قد تكون المقدمة مبالغ فيها وقد يفهم البعض انها منفصلة عن الموضوع ولكنها بالنسبة لي جزء لا يتجزء من الموضوع ان يكون المرء موضوعي مع نفسه هذا شء صعب ان يذكر الحقائق في المطلق دون ان يصبغ عليها رؤيته الخاصة حتي لو ادعي الحيادية او حتي الموضوعية شيء صعب لذا كنت اسقط دائما في حيرة نفسي لانني اضع نفسي ف موقف الاضداد محاولا ان افهم الحقيقة المطلقة والتي اظن انني لن اصل اليها في اي موضوع لعدم وجود المطلق اصلا
عندنا في مصر مررنا في السنوات الاخيرة بتطورات هامة في تاريخنا من اهمها العلاقات السياسية الداخلية بين الحكومة والشعب حتي ان الشعب كثير منه قد وقع في حيرة من نصدق الحكومة ام المعارضة الحكومة التي تنكر اي تقصير ام المعارضة التي تنكر علي الحكومة اي تقدم وكانت دائما الحكومة تقع في اشكالية لماذا لا يحس الشعب المصري بالانجازات الحادثة علي ارض الواقع لماذا دائما الشعب غير راضي عن اداء الحكومة مهما فعلت لماذا دائما متشكك في قرارات الحكومة وان هناك دائما مستفدين منها ظل هذا التساؤل مطروح ومازال مطروح لفترة واظنه سيستمر لفترة اخري لان العلاج الذي تظنه الحكومة غير صحيح فهي تظن ان السبب في ذلك هو الاعلام وان الستينات كانت الناس متفاعلة مع النظام بسبب الاعلام وتحاول الحكومة الان ان تستغل الاعلام ولكنه لا يؤثر البته في الناس فيرجعون السبب للاعلام المضاد كان العلام هو المفتاح السحري ولكني اري ان ضور الاعلام دور تكميلي ففي الستينات كان الناس يثقون في الحكومة ليس لمجرد الاعلام ولكن لادراكهم حقيقة ما تفعله الحكومة ولمسهم الانجازات والتقدم بايديهم وليس مجرد ارقام يذكرها مسئولين دون اي فاعلية فعلا هناك تقدم الان ولكنه تقدم وتنمية غير كافية فاستخدام اللعب بالارقام اصبح هواية وادمان فالتقدم حاصل ولكن ارقامه لا تطابق النسبة الطلوبة بالتوازي مع الزيادة العددية للسكان في مصر فالتنمية الحاصلة لا تشبع احتياجات الناس المتزايدة لزا لا يشعر احد باي تقدم او اي تنمية لا معدلات التنمية لاتكفي معدلات الزيادة السكانية
المعارضة المصرية غالبا تنكر اي تقدم او تنمية فهي تتحدث بلسان الناس الغير شاعرين بوجود التنمية لقد اصبح حتي ان تصل الحكومة للمحافظة علي المستويات الحالية من التنمية صعب فيؤدي الزيادة السكانية الي تؤاكل الانجازات التي تسميها بذلك الحكومة ولكن
يبقي السؤال لماذا لا يشعر الناس باي تقدم
فلنعطي مثال وهو رغيف الخبز المدعم
فبالرغم من الحكومة قد قدمت شيء صعب تحقيقه وهو الحفاظ علي سعر الرغيف المدعم خمسة قروش برغم زيادة اسعار القمح والدقيق عالميا زيادة تجهد ميزانية الدولة من جراء استمرارها في زيادة دعم الرغيف حتي تحافظ علي سعره فبالرغم من انجازها في الحفاظ علي سعره الا ان الناس لم يشعروا بذلك لا الناس ذادجت والخبز المدعم محروم منه الكثيرين في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة لغالبية المصريين لدرجة ان هناك فئات من المصريين التي تحسنت احوالهم قليلا يئنفون من اكل الرغيف المدعم لانه غير ملائم وملئ بالعيوب ولكن تبقي الطبقات لفقيرة وهي تشكل اكثر من خمسين بالمئة من المصريين تجد صعوبة في الحصول عليه لذا فلا احد يشعر بانجاز الحكومة في المحافظة علي سعره لانهم لم يلمسوا اي تغير حتي لو استخدموا الاعلام سلاحهم الاكبر لتعريف الناس بانجازهم الا انهم لم يشعروا بانجاز الحكومة الذي اجهد موازناتها للوصول اليه
ما هو الحل لكي يشعر الناس بما تقدمه الحكومة
اتجه الكثيرين من المسئولين الي محاولة الغاء بعض الخدمات فعندما تختفي سيشعر الناس بما كان بين يديهم فيندموا عليه بعد زواله ولكن ذلك قد يؤدي الي مزيد من الغضب لان الناس ستنظر للحكومة بانها حرمتها مما كان موجود
المشاركة ان يشارك الناس الحكومة في حل المشاكل التي تواجهها فاولا علي الحكومة الاعتراف بالعجز التي تواجهه في مقابلة بعض المشاكل وتطالب الناس بالتفاعل من اجل ايجاد الحلول وليس فرض حلول تراها الحكومة وتفرضها علي الناس فلا تتقبلها مثلما حدث في مثال التامين الصحي الذي اتمني ان ينجح التطوير فيه بالرغم من اعتقادي ان المستفيدين فيه سيكون اصحاب المستشفيات الخاصة او الادارات الخاصة دون ان يشعر المواطن المصري باي تحسن في الخدمة كل ما سيحدث هو تحول لاموال الاشتراكات ليستفيد بها القطاع الخاص
ومازال السؤال مطروحا كيف يشع الناس باي شيء تقدمه الحكومة فالنوايا الحسنة التي تقدمها الحكومة لا تكفي وحدها لاحداث اشباع لاحتياجات الناس في مصر والعمل بغض النظر عن النتائج ووضع الاصابع في الاذن حتي لا يسمع اي راي اخر بحجة ان الراي الاخر يعوق مسيرة التنمية وان المعارضين الاستجابة لطلباتهم وارائهم يؤدي لسقوط الحكومة في فخ التراجع وهو هدف المعارضين لتعرية ظهر الحكومة وابدائها بمظهر العاجزة كل هذه التبريرات تجانب وبشكل كبير الصحة وتبتعد عن الموضوعية والاتجاه نحو الاقتصاد الراسمالي وبشراسة وعدم النظر الي اي شئ ممكن ان يدهسه في الطريق خطأ كبير تقع فيه الحكومة علي الاقل عليها ان تعوض المتضررين من سياستها وان تجد البديل للعمال الخارجين من الشركات التي تم خصخصتها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟