الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انزياحات أميركية جديدة

محمد سيد رصاص

2007 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


دعا الرئيس الأميركي،في16تموز الماضي،إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط،يعقد في خريف هذا العام،فيما لوحظ اهتمام كبير مفاجىء في آذار الماضي قبيل القمة العربية في الرياض(بعد خمس سنوات من اغماض العيون)من قبل الإدارة الأميركية ب(مبادرة السلام العربية)التي أطلقتها قمة بيروت في عام2002.
يمثل هذا اتجاهاً جديداً عند إدارة بوش الحالية،التي أدارت ظهرها،منذ توليها للأمور في عام2001،لعقد كامل من مسار(التسوية)،أطلقته الولايات المتحدة منذ مؤتمر مدريد في عام1991،لتركز بدلاً من ذلك على مسارات أخرى،كان من أهمها العراق،الذي وضح التركيز الأميركي عليه منذ ذلك الوقت،ثم تحول الأمر عند واشنطن إلى أجندة رئيسية طاغية بعد(11أيلول2001)من "أجل إعادة صياغة المنطقة"(وفق التعبير الأميركي الرسمي كماورد من الوزير باول)عبر "البوابة العراقية"،وهو ماجعل عملية(التسوية)في حالة نسيان أميركي،ماأتاح مجالاً لتل أبيب لفرض وقائع جديدة لصالحها في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
لايمكن عزل هذا الإتجاه الأميركي الجديد عن تعثرات واشنطن في بلا د الرافدين التي قاربت حدود الفشل،ولاعن الأجواء والتوازنات الاقليمية الجديدة التي تقول بأن الحركة الأميركية في كابول2001وبغداد2003قد أدت عملياً إلى جعل طهران قوة اقليمية كبرى عبر سيطرتها وتجييرها لقسم كبير القوة في المجالين المحليين هناك- بعد إزاحة الأميركان لخصمين كبيرين لدودين للإيرانيين في العاصمتين المذكورتين- ماأتاح لها مدى من القوة(مع ماتملكه من امتدادات عند الضاحية الجنوبية لبيروت و في غزة)استطاعت من خلاله،منذ صيف2005،الدخول في صراع مكشوف مع واشنطن على النفوذ في المنطقة الممتدة بين البحر المتوسط وبلاد الأفغان.
وبالفعل،فإن ارهاصات هذا الإتجاه الأميركي الجديد لم تظهر من خلال تطورات حصلت بين الفلسطينيين والإسرائيليين،وإنما بانت،منذ الخريف الماضي،لماطرحت وزيرة الخارجية الأميركية أثناء زيارتها للشرق الأوسط رؤية جديدة رأت المنطقة من خلال(صراع المعتدلين والمتشددين)،وذلك بعد شهرين من انتهاء حرب 12تموز التي أدت- من ضمن ماأدت إليه على الصعيد الإقليمي- إلى تعزيز القوة الإيرانية في المنطقة وإلى إضعاف واشنطن ،ليس فقط في العراق المشتعل تحت أرجلها وإنما أيضاً في كامل الحيز الجغرافي الممتد بين كابول وشرق المتوسط.
منذ الربع الأخير من عام2006 توازى التصعيد الأميركي ضد طهران مع اهتمامات أميركية مستجدة بعملية(التسوية)للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي- من دون الجبهات الأخرى مع الدولة العبرية-،الشيء الذي لايمكن عزله عن بحث واشنطن عن اصطفافات اقليمية عربية تقف معها في مواجهة ايران،أولتحييدها ،وهو ماترافق مع بدايات مراجعة واضحة عند الأميركان لسياستهم في العراق تتجه للإنزياح عن مااتبع منذ9نيسان2003وأدىإلى جعل حلفاء ايران العراقيين مهيمنين في بغداد.
لم يكن من المصادفة أن تأتي دعوة الرئيس الأميركي للمؤتمر الدولي بعد شهر واحد من خسارة الرئيس محمود عباس للسيطرة على قطاع غزة إثر مواجهة دامية مع حركة حماس،تلك العملية التي بادرت إليها(حماس)والتي لايمكن عزلها عن الصراع ،بين(الإقليمي)و(الدولي)في منطقة الشرق الأوسط ،عبر ماأدت إليه من تشكيلٍ لواقع فلسطيني جديد يمكن أن يجعل من الصعب على(أبومازن)تكرار ماقام به الرئيس ياسر عرفات في(اتفاقية أوسلو)،عام1993،ضدإرادة كل الفصائل الفلسطينية الأخرى.
هل سيؤدي ذلك إلى(التسوية)؟...............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة