الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيم الغالبي الانسان ونموذج الشاعر المبدع

سلام خماط

2007 / 9 / 10
الادب والفن



كان هنالك حق مشروع هو عبارة عن أمل يراود الكثير من المثقفين سواءا كانوا كتابا أو فنانيين أو شعراء في توقف عنف السلطة وفمع الدكتاتور ليسود السلام وتبدأ القصائد تتحدث عن الجمال والحب وشريف وحداد ,لكن هذا الامل سرعان ما تلاشى بعد الاطاحة بسلطة القمع لتحل محلها سلطة أخرى ,فظلت الاجواء مشبعة برائحة الموت والخوف
عندها اصبحت القصائد لا تستطيع ان تذهب بعيدا عن اجواء هذة الخيبة فلا يمكن للشاعر هنا ان يبدع الا في الفترة التي التي يخف فيها عنف الحاكم عندما يعطي فسحة من الحرية التي ما تلبث سوى فترة قصيرة حتى تنتكس لتعود دورة العنف مرة اخرى وبشكل صارخ في مجال الشعر والادب , الشعر الذي تحول عند البعض الى سجل للتزوير وتبرير العنق اللا مشروع لقد عبر الشاعر الكبير رحيم الغالبي عن نفسه بعمق وطلافة وذلك من خلال قصيدة متجردة من ادران الماضي واحقادة , وبعيدة عن ثقافة النمط الواحد والايدلوجية المغلقة وكان ايضا بعيدا عن تكريس مظاهر الثقافة السيئة بل كان يعمل دائما على ازالتها , فقد كان بحق شاعرا موضوعيا متسما بالصدق والامانه وحسن القصد من وراء كل كلمة في اشعارة الجميلة ,ومتمسكا بمنطق اخلاقي نبيل مستوعيا لثقافة متكاملة وعارفا بموضوعة وبعواطفة وخفاياه لقد كان رحيم وديعا ومفعما بروح الخير ومتسما بالهدوء والرصانة وكان بعيدا عن الكراهية وعلى قدر من العاطفة والتفهم ومدرا لطبيعة العصر .
لقد تعرض لضغوط وصعاب ايام كان موظفا في دار العدالة الغائبة والمنتهكة في مدينة الشطرة , لكنه لم ينطلق من نية الانتقام والقصاص او تصفية حسابات حقيقية كانت ام موهومة عندما سقط النظام البائد لايام معدودة ابان الانتفاظه العراقية المباركة لانه كان يمثل القضاء ولكن ليس الفضاء المخول باطلاق الاحكام عندما هجمت الجماهير الغاضبة على دوار الدولة احتفظ رحيم بكل الاوراق المهمة التي لها علاقة بمصالح الناس واعادها بعد فشل الانتفاضة التي كانت بحق تمثل صوت الحرية الاول في العراق عبر تاريخة الحديث والصفعة الشديدة بوجه الجلاد ,احتفظ حتى باوراق من كانو ا يناصبونة العداء ويكيدون له المكائد .

لم تكن قصائد الغالبي تقوم على الازدراء والشتيمة او السخرية والتشهير والاهانة ولم يكن الى تحقير سمعت الغير وتلويثها لان الشعر في مفهوم الغالبي يمثل الشكل الفني الاكثر شعبية لدى الجماهير ,فالشعر لازال يحتل المرتبة الاولى في التراث الادبي الاكلاسيكي .
لقد كان مبدعنا الكبير يمثل الرفض لاعن طريق اقدح والذم بل عن طريق تقديم التبريرات او القرائن الثقافبة وكان ينطلق من الشعور بالمسؤلية ولم يكن كغيرة من الشعراء الذين ارتبطوا بالنظام الدكتاتوري ضد ابناء شعبهم والذين قدموا دعما سياسيا للدكتاتور المهزوم امثال فلاح عسكر وهادي العكاشي وعباس جيجان وغيرهم من هنا نقول ان اوجه المقارنة غير صحيحة بين شاعرنا المبدع وبين هولاء وسلوكهم الشائن .
لقد بقى رحيم الغالبي نظيفا لم يقحم قصائدة في زمن النظام القمعي زحمة المديح وظل هكذا قدر المستطاع في اجواء تنظح بالقذارة ,فكان بحق شاعرا مخلصا لشعبة وكارها ومعارضا لكل الجلادين
سلام خماط
منتدى الشظرة الابداعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب