الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة اعدة بناء مخيم نهر البارد

احمد مجدلاني

2007 / 9 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أسدل الستار منذ أيام قليلة على معركة مخيم نهر البارد وجواره، وأعلنت قيادة الجيش اللبناني انتهاء المعارك هناك بمقتل زعيم تنظيم فتح الإسلام وكبار مساعديه واسر العشرات الآخرين ممن فضلوا الاستسلام على الموت . معركة نهر مخيم نهر البارد التي وقف المخيم ولأول مرة موقف المتفرج ومن ثم الانسحاب من المعركة ضد قوة عسكرية تهاجمه ، ولم يبدي أي مقاومة تذكر ضد مهاجميه يعكس صور انعزال هذا التنظيم المفتعل والدخيل على الحياة المجتمعية والسياسية لهذه التنظيم ، الذي قاتل وحيدا دون أي دعم ومساندة سياسية وإعلامية علنية من دعموا وساهموا بإطلاقه ، واستخدموا اطروحاته ومواقفه ، ومن ثم سلوكه وممارساته لتحقيق أهداف إقليمية ومحلية في إطار الصراع الإقليمي والدولي في المنطقة ، وكذلك في إطار الصراع الداخلي اللبناني ، لم تنجح مجموعة العبسي كما هو كان مؤملاَ من ان تستدرج المخيمات الفلسطينية الأخرى للصدام مع الجيش اللبناني والدخول على خط الصراع الداخلي بافتعال قضية لبنانية فلسطينية كما هو الحال في أحداث نيسان 1974 ، ولم تستطع هذه المجموعة أيضا ومن وقف ورائها ودعمها ماديا بكل الوسائل لخلق حالة التفاف شعبي وجماهيري حولها او تعاطف معها لأنها لم تطرح قضية واحدة يمكن ان تجتذب تكتل جمهورا او فئات اجتماعية محددة مهما كان حجمها من الالتفاف حولها .
انتهت المعركة بعد حوالي أربعة اشهر من الصدام المسلح تحول فيه المخيم والذي يضم قرابة أربعون ألف لاجىء فلسطيني إلى خرائب من الدمار الشامل وتحولت حياة هؤلاء مجددا وبعد أكثر من خمسون عاما على الهجرة إلى معاناة جديدة من اللجوء والتشتت والفاقة والحرمان ، وشكلوا عبئا بكافة أبعاده على مخيم البداوي القريب منه والمخيمات الفلسطينية الأخرى .
المخيم الذي تحول إلى ركام بعد معركة طال أمدها واحتار المحللون لماذا طالت زمنيا وما هي الاعتبارات لإطالتها ، وهل ان الجيش كان مكبلا بحدود سياسية أم ان هناك ضعف في معداته وقواه أم ان الطرف الآخر غير المرئي الذي كان يقاتل الجيش شكل حاجزا منيعا أمام اقتحام المخيم وتطهيره بسرعة ، أم ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان كان يمد بأمد هذه المعركة ليرى نتائج المعركة السياسية الداخلية على رئاسة الجمهورية ، ليخرج منتصرا في هذه المعركة ليؤهله هذا النصر للدخول في سباق الرئاسة اللبنانية .
لكن أيا كانت الاعتبارات الداخلية والإقليمية من حرب مخيم نهر البارد فإن النتيجة الحتمية والماثلة أمامنا الآن ان المخيم قد دمر دماراَ شاملاَ ولم يعدد يصلح مكانا للسكن ، وان هناك قضية اجتماعية وإنسانية لسالكنيه يجب ان تحل وبأسرع وقت ممكن ، ويجب ان تترجم وعود الحكومة اللبنانية التي قدمت لرئاسة منظمة التحرير الفلسطينية أثناء المعركة لضمان تأييدها ، هذه الوعود يجب ان تجد ترجمتها الفعلية على الأرض ويجب ان يشعر كل مواطن فلسطيني ، خرج من المخيم ورفض الانخراط في حرب الوكالة عن الغير ، انه دفع ثمنا سلفا من أمنه واستقراه ومستقبله لضمان امن واستقرار لبنان ، وانه كوفىء بإدارة الظهر له ، والتهرب من إعمار المخيم بذريعة الخوف من التوطين ، خاصة ان تجربة إعادة إعمار المخيمات مازالت من القضايا التي تؤلم الشعب الفلسطيني وتثير لديه أكثر من الشجون والشكوك في صدقية التعامل معه ، فما زالت مخيمات بيروت وبعد مضي أكثر من ثلاثة وعشرون عاما على حرب المخيمات ، تحارب بذريعة التوطين ولا يسمح بإعادة الإعمار وإصلاح البيوت المهدمة ، وأصبحت قضية إعادة إعمار المخيمات بعد اجتياح لبنان عام 1982، واحدة من القضايا السياسية الداخلية اللبنانية، التي على أسسها رفض الأعمار، وشكلت المبرر القوي للهجرة والتهجير للفلسطينيين من لبنان ، وتحول شعار رفض التوطين الذي يرفضه الفلسطيني قبل اللبناني ، إلى ذريعة للتهجير والتوطين خارج لبنان وبدى وكأنه مسموح للفلسطيني التوطين ، ويمكن له ذلك ولا يضر ذلك بقضيته القومية والوطنية إذا كان ذلك خارج لبنان .
لقد شكل شعار رفض التوطين للفلسطينيين قضية إجماع وطني لبناني ، لكن بالمقابل لم يقدم ما يكفل للفلسطيني في لبنان من ان يعيش حياة كريمة تضمن له الحقوق المعيشية ولاجتماعية ، وأصبحت الهجرة إلى البلدان والاسكندنافية وغيرها الملاذ الوحيد لضمان الأمن الاقتصادي والاجتماعي بما في ذلك الحياتي ، في ظل الحملة المحمومة لرفض الحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان .
ان القضية الأساس الآن وبعد إعلان رئيس الحكومة اللبنانية ، ان لا سيطرة للمخيم غير السيطرة اللبنانية ، وقد يكون محقا بذلك انطلاق من احترامنا لسيادة لبان واستقلاله ، لكن ان تتحول قضية تهر البارد الآن إلى منصة للتحرك لفتح ذات المعركة لتجريد المخيمات الفلسطينية من السلاح ، بدعوى بسط السيطرة الأمنية على كافة الأراضي اللبنانية .
ان ما نطمح له كفلسطينيين الآن في لبنان هو إعادة صياغة العلاقات الفلسطينية اللبنانية وإرسائها على أسس جديدة وفي إطار اتفاق بين القيادة الفلسطينية الشرعية والحكومة اللبنانية تضمن الحياة الحرة الكريمة للفلسطينيين فيه ، وعلى قاعدة احترام سيادة لبنان وأمنه .
كما ان قضية إعمار المخيمات وفي المقدمة منها مخيم نهر البارد هي القضية الأساس الآن ، وليس فتح معارك جديدة ارتباطا باستحقاقات إقليمية او داخلية لبنانية ، يكون فيها الفلسطيني وقودا ، وضحية في ان معا ، وكذلك هدفا للتشريد ودفعه للهجرة للتوطن في بلاد أخرى وبذا تفقد وتسقط كل الدعوى التي تبدي الحرص على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى بيوتهم وديارهم في فلسطيني، إلى حقهم بالإقامة والتجنس والتوطين في أي بلد كان شريطة ان لا يكون لبنان.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجبهة اللبنانية تشتعل.. إسرائيل تقصف جنوب لبنان وحزب الله ي


.. بعد عداء وتنافس.. تعاون مقلق بين الحوثيين والقاعدة في اليمن




.. عائلات المحتجزين: على نتنياهو إنهاء الحرب إذا كان هذا هو الط


.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي




.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال