الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلة المنقذ

حسام السراي

2007 / 9 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


يمضي الابرياء بملاقاة حتفهم ، و يريد الارهابيون والمسلحون البقاء و ادامة مظاهر العنف التي لا تعد وتحصى من اغتيالات وخطف وتهجير ، والجميع من قوى سياسية ومراقبين للساحة العراقية - الا ماندر - لم يعترفوا بعد بأن هناك اشكالية كبيرة ، تبرز في وضعنا الراهن ، بحلها يبدأ البناء والاستقرار وبتجاوزها نسير في طريق المجهول اكثر، تتعلق بنظرة العراقيين لبلدهم ، العراق المقبل ، والتي تختلف من شخص لاخر ومن فئة لاخرى ، بين نظرة سوداوية متشائمة تؤمن ببقاء العراق على حاله المتدهور ، ونظرة متفائلة تجد فيما يجري امرا طبيعيا في ظل تحولات كبيرة يشهدها بلد لم يعرف اية ممارسة ديمقراطية حقيقية ، ولا اقصد في الاشكالية ، اشكالية الاختلاف في الرأي ، فهي صفة المجتمعات المتعددة ، وانما اختلاف النظرة بمرجعيات معناه ، في انقسام ا لمجتمع ، لانقول كله، ووضوح ضعف الانتماء للوطن لدى افراد وجماعات تقود مجتمعنا اليوم، الجميع يتكلم عن الوطن وعن العراق الموحد،بنفس الوقت الذي ينقلون فيه خلافاتهم الى ازقة بغداد والمحافظات الاخرى، ويساق البعض نتيجة ذلك لصراعات هم في غنى عنها ، يدافع احدهم عن هذا الرمز " الجديد" ، ويقدم حياته ثمنا لذلك ، وترفض عائلة كريمة زواج ابنتها الكبرى من زميلها الجامعي ، خوفا من الغد والى ما ستؤول اليه شؤون الطوائف ، وامثلة اخرى مخزية ومفزعة ، ضربت مفهوم الوطن بعصي مختلفة ، منها الولاء الاعمى لحزب سياسي او ميليشيا مسلحة او التاسي على ارهابي مثل الزرقاوي ، والفخر بالانتساب او التمثيل لجماعة تسفك دماء العراقيين ، و وصل الى حد الفخر بطائفة منصورة والتاسي على طائفة مغلوب على امرها ، عند اصوليي كلتا الطائفتين ، ولكل تخريجاته وتأويلاته التي يدعم بها ما يقول ، و ينطبق المقياس نفسه على القومية والعشيرة ، بعلو صوتها وخفوت صوت الدولة ، غير الموجودة اصلا ، فلا يوجد من يبنيها وفق اسس صحيحة . وبفعل انعدام الاستقرار ، لم يفسح المجال امام الذاكرة العراقية لرفس كوارث الماضي واخطاء الحاضر ، بل اخذ تبني المواقف والسلوك الحياتي على اساس رؤيتين ، للماضي والحاضر ، ومدى ماحملاه من سعادة او شقاء ، وبدل ردم الهوة بين فئات المجتمع ، زاد الاختلاف بين عشاق المنظمة السرية ومناوئيها ، رافضي العنف و مؤيديه ، تبرئة صدام واعدامه ، التعددية والاحادية ، معادلات متناقضة جرد فيها جلادو الامس الانتماء للوطن عمن يريدون ،فترى الاجيال التي ولدت بعد عام 1979 ، لا تتحدث الا عن الهجرة وترك العراق الى يومنا هذا ، فغيبت عن الاذهان مفاهيم تخص العراقيين دون استثناء ،المواطنة ، حقوق الانسان ، حب الوطن، و طويت في بدلات خاكية وزيتونية ، فما اتى بعد التاسع من نيسان ، لم يصحح البناء الخاطيء في شكل الدولة التي يكتب عنها المؤرخون وهي غائبة ، ترضى ساعة حضورها على الورق بسحق الالاف في الجنوب والشمال ومناطق اخرى ، فأصبح السباق اليوم على كيفية حصول هذه القائمة الانتخابية بوجهها الطائفي على مقاعد ووزارات اكثر لتصارع قائمة مضادة بذات التوجهات . ولعل الصراخ وحده، ما يباح للمذبوحين و هم في طريقهم لذلك ، الصراخ فقط ، مع اثنين يتشاجران عند وقوفهما في طابور الوقود ، و نسوة مفجوعات بتسلمهن جثة فقيدهن بعد ان مزقها الرصاص ، واشيب انهكه انتظار موعد زيادة دنانير تقاعده .الارض تشارك وتواسي اهل المذبوحين في سرادقاتهم ، وتلوح للسماء بالايماء فقط ، داعية من اجل الخلاص، لان صوتها ، صوت وطن مذبوح !!
يتطلع لطلة المنقذ، الذي يداوي شيئا من جراحات العراقيين، وبأي شكل من اشكال الحلول ، ولعل المصالحة الحقيقية احداها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل