الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون - مفتحين بأللبن !!

خليل الجنابي

2007 / 9 / 12
كتابات ساخرة


منذ أسابيع وشهور ونحن نتكلم عن التقريرين المهمين والمنوي تقديمها الى الكونكرس الأمريكي , من قِبل القائد الأعلى للقوات الأمريكية في العراق الجنرال ( ديفيد بتريوس ) والسفير الأمريكي في بغداد ( ريان كروكر ) , حيث يتوقع بعض المراقبين , من أن هناك تغييرات مهمة سوف تحدث على ضوء ذلك , كما أن زيارة الرئيس الأمريكي الأخيرة والمفاحئة للعراق قبل أيام معدودة من تقديم التقريرين تصب في المساعي الجارية للضغط بإتجاه تخفيف حجم المسؤولية الملقاة على عاتق القوات الأمريكية , وأن عملية إحتلال العراق أخذت تعطي ثمارها ونتائجها الإيجابية !! , وذلك بعد أكثر من أربع سنوات عِجاف ذاق فيها الشعب العراقي المُر والهوان, إضافة إلى تلك المصائب والويلات المتراكمة , والتركة الثقيلة التي خلفها النظام الدكتاتوري المقيت, ومن ويلات الحروب العبثية التي راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين تاركين أطفالهم وعوائلهم دون معيل , ومن القتل المتعمد للآلاف الاُخرى ودفنهم في المقابر الجماعية في طول البلاد وعرضها , ومحاربته لكل القوى الوطنية الخيرة في البلاد .
وقبل أن نستبق الاُمور , لا بد من الإشارة إلا أن أمريكا سوف لن تضع نفسها بوضع صعب , وسوف لن ولم تقلل هذه التقارير من حجم التضحيات التي قدمتها القوات الأمريكية في أسقاطها لنظام ( صدام حسين ) , وإحتلالها العراق وبذرائع شتى , وأعطته طابعاً دولياً عندما أدخلت إسم الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإضافة الشرعية الدولية عليه , لاسيما وأنها ضحت بأرواح أكثر من 3700 أمريكي وأضعاف هذا العدد من الجرحى والمعوقين , الى جانب إخراج هذه الأعداد من المساهمة الفعالة في عملية التطوير والبناء .
إن العالم ونحن معه ننتظر بفارغ الصبر عما سيشير إليه المسؤولَين الأمريكيين , وما هي تَبِعات ذلك على المستوى العملي والنظري , وسوف يبدأ المحللون السياسيون للدلو بدلوهم بهذا الخصوص , وستتنفس الحكومة العراقية الصعداء , وكأن الأمر لا يعنيها , لا زالت القوات الأمريكية باقية , رغم أن الإتجاه يسير نحو التخفيض الجزئي وبشكل لا يؤثر على فعاليتها , وأن الاُمور تسير نحو الأفضل خاصة في بعض الأماكن التي كانت تعتبر ( ساخنة ) في العراق وهو ماسمي في حينها بـ ( المثلث السني ) , وإنفكاك بعض العشائر عن مساندتها لـ ( القاعدة) وذلك بعد أن تأكدوا من نهجها الظلامي المتخلف , والقاضي بإعادة العراق الى عصور القرون الوسطى . إن التقريرين المزمع تقديمهما الى الكونكرس الأمريكي سوف يشيران بوضوح الى هذه الناحية والعمل من أجل توسيع هذه التجربة , وبعد أن كان الإقتتال محتدماً بين القوات الأمريكية وهذه العشائر , جرى العمل على الإتصال بها ومساعدتها وتسليحها , وأصبحت منطقة ( الأنبار ) من أكثر المناطق أمناً في العراق وهو ما دعا الرئيس الأمريكي ( بوش ) أن يحل ضيفاً عليها في زيارته الأخيرة المفاجئة , وثنائه على الشيخ ( عبد الستار أبو ريشة ) وتقدبره لجهودهم الجبارة في مطاردتهم لما يسمى بـ ( تنظيم دولة العراق الإسلامية ) , وبسط الأمن في مناطقهم .
لقد تبين خطل السياسة الأمريكية في معالجتها للكثير من الأمور بعد إحتلالها العراق , وكان على رأس هذه الأخطاء هو الحل السريع لأجهزة الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى , إنطلاقاً من أنها جميعاً كانت أجهزة الحكم القمعية , لكنهم نسوا أن غالبيتهم العظمى وخاصة من مراتب الجنود وضباط الصف والكثير من الضباط , لم يكن ولاؤهم للنظام متأتي عن قناعة بقدر ما هو الخوف من البطش والتنكيل والقتل . فكان يمكن الإبقاء على هذه الأجهزة بشكل وقتي , ويجري تصفيتها تدريجياً من العناصر المسيئة والتي ساهمت بقتل المواطنين وبطشت بهم ودفنتهم في مقابرها الجماعية على طول البلاد وعرضها . أن الحل الإعتباطي وغير المدروس لهذه الأجهزة دفع الآلاف منهم الى أحضان الجريمة والقتل والإغتصاب , وذلك بعد أن يئسوا من عودتهم إلى الخدمة وإنتشالهم من البطالة والفقر والعوز , وما المظاهرات التي خرجوا بها وهم يهتفون ( قطع الرقاب ولا قطع الأرزاق ) , إلا دليلاً على ذلك .

إذن ما معنى الذي يحدث الآن , ونحن نسمع الى التصريحات هنا وهناك من أن الشرطة العراقية لم تستطع القيام بواجبها على الوجه المطلوب في مكافحة الجريمة والحفاظ على الأمن , وأنها مخترقة من قِبل الميليشيات والآحزاب الدينية وهي تأتمر بأوامرهم وبأوامر مرجعياتهم ولم يكن ولاؤهم للوطن , ومن هنا جاءت الدعوة الجادة الى حلها . أما في الجيش فألتقارير تشير إلى أنه أفضل مع بعض الإستثناءات , وهذا بألطبع ما سيجري الإشارة إليه من قِبل
( كروكر – بتريوس ) في تقريريهما أمام الكونكرس الأمريكي .
وفي عشية الذكرى السادسة المؤلمة لأحداث 11 سبتمبر والتي أدت الى قتل أكثر من ثلاثة آلاف إنسان برئ , نذكر أصحاب القرار الأمريكي من أن الشعوب في كل مكان من العالم لها التطلع للعيش بأمان وسلام , وبعيداً عن الغطرسة والعنجهية , لذا فإن التدخل بشؤون الغير لا يعني غير ردود أفعال لا تُحمد عقباها , وأن أردتم أن تعيشوا بسلام , اُتركوا لحمامات السلام البيضاء أن تُرفرف بسلام فوق الكنائس والجوامع والمآذن ولكل الأديان , ودعوا الدُخان الأبيض ينطلق من كل مكان , واُوقفوا زمجرة آلات الحرب البغيضة , وإزرعوا أشجار الزيتون في كل مكان حتى في المقابر , ولنؤكد للنائمين فيها , من أننا إهتدينا إلى حُلم البشرية للعيش بسلام .
وأخيراً وليس آخراً , فأن أهل العراق يقراءون الممحي , وإن التقارير التي ستقدم الى الكونكرس الأمريكي سوف لن تغني من جوع , وأنها ستصب في مصلحة القوات الأمريكية والمماطلة في بقائها فترة أطول على حساب مصلحة الشعب العراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم ما كشفته الممثلة برناديت حديب عن النسخة السابعة لمهرجا


.. المخرج عادل عوض يكشف فى حوار خاص أسرار والده الفنان محمد عوض




.. شبكة خاصة من آدم العربى لإبنة الفنانة أمل رزق


.. الفنان أحمد الرافعى: أولاد رزق 3 قدمني بشكل مختلف .. وتوقعت




.. فيلم تسجيلي بعنوان -الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر-