الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرروا أطفال العالم أولا

محمد عبد الستار الأبيض

2007 / 9 / 17
حقوق الاطفال والشبيبة


جميل أن نسمع عن خطط عمل وطنية وضمانات مخصصة لحماية الأطفال من العقوبات البدنية . وجميل أن يتولى مسؤلية إعمال هذه الخطط ،المؤتمر الإقليمي التشاورى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، بالتعاون مع منظمة اليونيسيف المنبثقة عن الأمم المتحدة .

وموضع الجمال في كل هذا هو أن هذا الهم الإنساني الذي طال السكوت عنه وأمتد لقرون طويلة قد بدأ العالم الآن ينتبه إلى أثاره الوخيمة على أجيال من البشر عانت من غياب حقيقة إنسانية بسيطة تقول : إن الجهاز المعرفي للإنسان الشهير باسم الجهاز العصبي ، يتشكل فى الشهور الأخيرة من الحمل ، ومن ثم يتحدد موقفه من الحياة ، وتتحدد طريقته فى رؤية الأهداف من منظورها الدرامي مدى ما بقى من العمر ، وكأن الإنسان يبرمج بقدر ما يستقبله هذا الجهاز من مدخلات سوأ كانت مدخلات سيئة معادية للحياة وحقها فى الاستمرار أو كانت سليمة وواقعية ملتزمة بمنطلقات حماية هذه الحياة ، ودفعها فى طريق النمو والتطور و الإبداع .

بيد أن تناول هذه الحقيقة من زاوية لا تتعرض لكافة أشكال العنف الأخرى ضد الأطفال تستهدف قمع الأطفال وحقهم الطبيعي فى المعرفة فلا يدخل فى مفهوم العنف أو لعله يدخل فعلا فى مفاهيم تربوية سائدة يراها أصحابها أنها لازمة وضرورية بزعم أنها ضرورية كي تساعد الأطفال على التكيف الاجتماعي والانخراط فى مجتمعاتهم ذات الأطر الثقافية والأيديولوجية السابقة الإعداد .

ودعوني عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة أن أطرح تحليلا علميا يفسر هذه الإشكالية الإنسانية ، وفى تقديري أن السبب الحقيقي لانتشار ظواهر القمع للأطفال بمختلف أشكاله فى الكثير من دول العالم هو أن{ المربين} يفتقدون الثقة الكاملة فى الطبيعة الإنسانية التي تقول أن المعرفة صفة بيولوجية يولد بها الإنسان بما هو إنسان .
ولكن ما معنى هذا كله ؟

الذي يبدو لنا الآن خاصة مع بداية ما سمى بعصر النهضة الصناعية أن اندفعت أجيال وراء أجيال إلى حماية الصناعات وما أستتبعها من التكنولوجيا المعاصرة ومن ثم تحتم عليها أن تبرمج الإنسان على مقاسات هذا الانفلات الصناعي ومن ثم أصبح من الضروري تسويق الإنسان باعتباره سلعة ينبغي أن تخضع لمواصفات الجودة كأي بضاعة أخرى .

فإذا عدنا إلى أزمة غياب الطبيعة الأصيلة فى الإنسان وهى طبيعته المعرفية وجدنا أن فقدان الثقة فى هذه الطبيعة لم يعد يتيح لأطفالنا فرصة التعبير عن أنفسهم بحرية وسلاسة.


ولعل تلك الصيحة الإنسانية التي صاح بها جان جاك رو سو فى منتصف القرن التاسع عشر بدعوته الشهيرة عودوا إلى الطبيعة كانت همسة حائر بائر لم يسمعها أصحاب المصانع عبر هدير عجلاتها التي وتوقفت الآن لدمرت الحياة المعاصرة تدميرا كاملا أو لعل فيلم العصور الحديثة لشارلى شابلن لم تراه أعين واعية حتى الآن .

يقول ديباك شو برا المفكر الأمريكي الهندي الأصل : { ألا ترون معي أن كل شئ على سطح هذا الكوكب ينمو بذاته ومن ذاته مالم تعطله قوة خارجية عنه}.

وبالأجمال فإننا نقول أن الطاقة الطبيعية المعرفية التي يولد بها الطفل خليقة وحدها بأن تقوده إلى النمو والإبداع والخلق مالم تقف فى سبيلها قوى غبية تعوقها. أن أطفالنا فى حاجة إلى أن يتحرروا فحسب وحينئذ سوف نرى منهم العجب العجاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس...منظمة مناهضة التعذيب تحذر من تدهور الوضع الصحي داخل ا


.. الأونروا مصممة على البقاء..والوضع أصبح كارثي بعد غلق معبر رف




.. كلمة أخيرة - الأونروا: رفح أصبحت مخيمات.. والفلسطينيين نزحوا


.. العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة




.. هيئة التدريس بمخيم جباليا تنظم فعالية للمطالبة بعودة التعليم