الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في العراق :ما أكثر ستراتيجيات بوش حين تعدّها ولكنّها معدومة الأثر

عبد الرزاق السويراوي

2007 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أنّ الإدارة الأمريكية وبوش بشكل خاص , باتت تعشق وبهوس , المصطلح الشهير " ستراتيجية " نظرا لكثرة دورانه في تصريحات أو في خطب المسؤلين الأمريكان . وآخر إستعمال لهذا المصطلح جاء على لسان الرئيس بوش وهو بصدد الإعلان عن ستراتيجية عسكرية جديدة تعالج الأوضاع العراقية الحالية في ضوء التقرير المزمع رفعه في الشهر الحالي الى الكونغرس الامريكي من قبل قائد العمليات في العراق الجنرال ديفد باتريوس وبمعاونة السفير الأمريكي في بغداد . ومن المعلوم أنّ إدارة بوش تعاني في الفترة الأخيرة من ضغوط داخلية شديدة خصوصا من الكونغرس , مطالبة إيّاها بإنسحاب قواتها من العراق , نظرا لما تتكبده من خسائر مادية وبشرية فضلا عمّا تسببه من إرهاق للميزانية نتيجة للتكاليف الباهضة للحرب . في الواقع ّ إن بوش ورغم معارضته المستمرة لمبدأ الإنسحاب من العراق , قد لا يكون أقل ميلا من الكونغرس أو الأطراف الأخرى الضاغطة بهذا الإتجاه , لكن الذي يمنعه من القبول به , هو أوهامه التي تدفع به للتشبث في البحث عن طريقة مثالية للإنسحاب تحفظ لهم ماء وجه الولايات المتحدة , غير أنّ الواقع بكل دلالاته , يشير الى أنّ مثل هذا الإنسحاب قد لا يكون له وجود حقيقي على أرض الواقع , وإنما هو مجرد أوهام تقبع في زوايا عقلية بوش التوسعية , وكذلك في مخيّلته التي تجنح به على الدوام , الى إعادة أمجاد الأمبراطوريات الغابرة سيئة الصيت والتي هيمنت على معظم بقاع العالم عن طريق الإستعمار الكولنيالي البغيض أو عبر الصور الجديدة للإحتلال كما نراها اليوم . ولكن الوسائل التي اتبعتها وما زالتْ تتبعها ادارة بوش قد سارت على ما يبدو باتجاه ربما لم يكن حتى في حسبان هذه الإدارة , فبعد أن أقامت أمريكا الدنيا ولم تقعدها في إعلانها الحرب على الإرهاب , خاصة في أعقاب تفجيرات الحادي عشر من أيلول 2001 التي تطل علينا ذكراها السادسة في هذا الإسبوع , نقول : ماذا كانت حصيلة هذه الحرب ؟ فأسامة بن لادن ما زال حرا طليقا عجزت عن قتله أو الإمساك به أحدث الآلات الحربية الأمريكية , وأفغانستان لم تختمر فيها حتى أبسط عجينة للديمقراطية الموعودة ,أكثر من ذلك , أنّ أخطبوط الإرهاب أخذتْ أذرعه المرعبة تمتد في أنحاء عدّة من بقاع العالم , وبالأمس فقط تمّ إلقاء القبض على ثلاثة من الإرهابيين في ألمانيا وبحوزتهم مخططات تستهدف ألوجود الأمريكي في ألمانيا كما أنّ الحادث التفجيري في الجزائر ليس هو آخرها , ولا تلك التي وقعت في لبنان ومصر ولندن والإردن والسعودية وتطول القائمة . وأمّا ما يحدث في العراق وتحت أنظار الآلة العسكرية الأمريكية المتطورة , فهو أكبر من أنّ يحتاج الى دليل على فشل الإدارة الأمريكية في صراعها ضد الإرهاب . غير أننا لابدّ لنا هنا إذا شئنا الدقة والموضوعية , أنْ نشير الى جانب نجحتْ فيه الإدارة الأمريكية في تصدّيها للإرهاب , هو تمكّنها من نقل المعركة ضد الإرهاب من الأرض الأمريكية الى أماكن أخرى من العالم وتأتي أفغانستان والعراق في مقدمتهما . والتأمل في هذه الحقيقة , يفصح عن النوايا الحقيقية التي تضمرها امريكا من خلال إعلانها الحرب على الإرهاب , أمّا التبجح في الشعارات الزائفة التي تنادي بضرورة إقامة أنظمة ديمقراطية في المنطقة أو في عموم الشرق الأوسط , فهي إنْ صحّتْ لا تأتي في قائمة أولويات السياسة الإمريكية , لأنّ معظم هذه الأنظمة هي من صنيع الولايات المتحدة نفسها . يبقى أمر التكهن بالستراتيجية العسكرية الجديدة التي يلمّح لها الرئيس بوش فهو ليس عسيرا. فهذه الستراتيجية وفي أقوى الإحتمالات , سوف لا تخرج عن إطار البحث عن طريق لخلاص قواتها والحفاظ على ما تبقى من سمعتها لترسم برنامجا للإنسحاب من العراق عساه أنْ يعيد لها بعضا من هيبتها التي أضاعتها نتيجة تخبّطها في سياستها العشوائية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف


.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟




.. بيوت منهوبة وافتقار للخدمات.. عائلات تعود لمنازلها في أم درم


.. زلزال قوي يضرب غواتيمالا




.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا